التوقيت الخميس، 26 ديسمبر 2024
التوقيت 05:36 ص , بتوقيت القاهرة

مندوب مصر لدى الأمم المتحدة يكشف عن مبادرة لحقوق الإنسان

استعرض مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عمرو رمضان، اليوم الجمعة، الأولويات التي سيركز عليها الوفد المصري المشارك في الدورة الرئيسية لمجلس حقوق الإنسان التي ستبدأ فعالياتها في جنيف اعتبارا من 2 وحتى 27 مارس المقبل.


وأوضح السفير عمرو رمضان، خلال لقاء نظمته منظمة مجموعة الحقوق العالمية اليوم لعدد من مراسلي وكالات الأنباء العالمية والمندوبين الدائمين للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وباكستان ومصر، أنه من المقرر أن يتم تقديم مبادرة جديدة حول الحق في العمل يتم مناقشتها لأول مرة في الأمم المتحدة.


وأكد رمضان أن الحديث عن التمتع بحقوق الإنسان لا يكتمل إلا بتوفير العمل اللائق والتشغيل الكامل تحديداً للشباب خاصة في ظل الارتفاع الهائل في معدلات البطالة حول العالم.


وأضاف أن مصر ستحث مجلس حقوق الإنسان على إصدار رسالة قوية وواضحة تؤكد على ضرورة إدراج الحق في العمل اللائق كأحد أولويات أجندة التنمية الدولية لما بعد عام 2015.


وأشار إلى أن مصر ستستمر بالنيابة عن المجموعة الأفريقية للعام الرابع على التوالي في طرح القرار الخاص بالآثار السلبية لرؤوس الأموال المنهوبة على التمتع بحقوق الإنسان، موضحًا أن تجربة مصر تعكس قدر الضرر الذي يمكن أن تتسبب فيه التدفقات غير المشروعة للأصول ورؤوس الأموال وتهريبها للخارج بشكل غير قانوني على الاقتصاديات الوطنية وبالتالي على حقوق المواطنين وأن مصر ستدفع المجتمع الدولي مجددًا لمطالبة الدول المتلقية لرؤوس الأموال المنهوبة بإعادتها لدول المصدر.


قال مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة "إن موجة الإرهاب الأسود التي تضرب مصر والمنطقة والعالم بأسره ستدفع الوفد المصري لاستغلال كافة الفرص المتاحة خلال دورة مجلس حقوق الإنسان المقبلة لتسليط الضوء على الآثار الكارثية للإرهاب على التمتع بحقوق الإنسان وعلى زاوية حقوق المواطنين في هذا الشأن".


وأضاف أن الهجمات الإرهابية الآثمة في سيناء وذبح المصريين في ليبيا، والجرائم المفزعة التي ترتكبها بوكو حرام في نيجيريا وداعش في العالم العربي وأيضًا الاعتداءات الإرهابية الجبانة في أوروبا مؤخرًا من غير المقبول أن يظل مجلس حقوق الإنسان صامتًا بشأنها مكتفيًا فقط بالحديث عما يسمى "المدافعون عن حقوق الإنسان" أو "النشطاء السياسيين".


ونوه مندوب مصر ورئيس البعثة المصرية بأن دورة مجلس حقوق الإنسان تمثل فرصة مواتية لإعطاء دفعة جديدة للجهود الدولية لمكافحة عدم التسامح والتمييز والحض على الكراهية والعنف ضد المسلمين في الغرب، مشيرا إلى أن مصر تشعر بقلق عميق إزاء الارتفاع الملحوظ مؤخرا لمظاهر "الإسلاموفوبيا" في بعض الدول الغربية وتواتر وقائع الإساءة للرسل والرموز الدينية وأن الوفد المصري سيتعاون مع شركائه داخل المجموعة الإسلامية ومع الوفود الغربية للتعامل مع هذه القضية بشكل فعال.


وفيما يتعلق بالوضع في فلسطين، أشار رمضان إلى أن دورة مارس ستشهد النقاش الرئيسي حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة في مجلس حقوق الإنسان، حيث سيستمع المجلس لإحاطة لجنة التحقيق الدولية حول العدوان الإسرائيلي على غزة وكذلك للمقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة.


وأوضح أن مصر من منطلق مسؤولياتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية ستعمل على إبقاء معاناة الشعب الفلسطيني في قلب اهتمامات المجتمع الدولي، وستؤكد بشكل قاطع على أن المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني لن تتوقف إلا بالتوصل لتسوية سلمية دائمة ونهائية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية وأن عدم تدخل المجتمع الدولي بشكل حازم لإنهاء هذا الوضع ينذر بانفجاره بشكل سيتسبب في المزيد من الاضطراب والعنف في منطقة تموج بالفعل بالصراعات والإرهاب والفوضي.


ومن جانب أخر، أفاد المندوب الدائم لمصر بجنيف بأن الدورة المقبلة ستشهد تقديم أول تقرير سنوي للمفوض السامي لحقوق الإنسان الجديد الأمير زيد بن رعد آل حسين، معرباً عن اعتزاز المجموعة العربية بكونه أول عربي ومسلم يتولى هذا المنصب الدولي الرفيع.


وذكر أن مصر ستتابع عن قرب الإصلاحات التي سيجريها المفوض الجديد لضمان أداء مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لعملها وفقاً لمبادئ الشفافيةوالحيادية وعدم التسييس والتوازن.


وعن جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان، نوه السفير عمرو رمضان، إلى أن مصر تولي اهتماما خاصا لعدد من القضايا التي تمثل أولوية تقليدية للدول النامية كالحق في الغذاء والحق في السكن الملائم وآثار الدين الأجنبي وحقوق الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة ومكافحة العنصرية واحترام التنوع والتعددية الثقافية.


ولفت إلى أن الوفد المصري سيكون شريكاً رئيسياً في المشاورات حول تطورات أوضاع حقوق الإنسان في دول الجوار والدول الواقعة في المحيط الجغرافي والثقافي لمصر، ونوه في هذا الصدد بالمشاورات التي ستشهدها دورة المجلس بشأن ليبيا وسوريا والعراق ومالي وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان، موضحاً أن مصر ستحث المجتمع الدولي على مساعدة هذه الدول على تجاوز تحدياتها دون إملاءات أو مشروطيات تمس بسيادتها واستقلالية قرارها الوطني.


وذكر السفير عمرو رمضان أن مصر ستستمر في تنسيق أعمال مجموعة الدول متشابهة الفكر التي تضم روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا واندونيسيا وباكستان وكوبا و50 دولة أخرى والتي باتت تعد من أهم الأصوات المعبرة عن مصالح دول الشرق والدول النامية، مضيفًا أن مصر ستستمر في أداء دورها كلاعب رئيسي داخل المجموعات العربية والإفريقية والإسلامية وحركة دول عدم الانحياز تحقيقاً للغايات والمصالح المشتركة لهذه التجمعات.