التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 11:21 م , بتوقيت القاهرة

"وول ستريت جورنال": قطر تلعب على كل الحبال

لم يكن الجدل حول الدور الذي تلعبه إمارة قطر، وليد اللحظة داخل جنبات الإدارة الأمريكية، بحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، فعندما تولى الرئيس الأمريكي باراك أوباما مقاليد الأمور، دعاه أعضاء مجلس الأمن القومي لسحب المقاتلين الأمريكيين من قاعدة "العديد" الجوية، إلا أن الاقتراح لاقى رفضا كبيرا من جانب وزارة الدفاع الأمريكية، التي رأت أن التواجد الأمريكي هناك يعد أمرا حيويا.


وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الإمارة الخليجية لعبت دورا مهما، حيث أنها كانت وسيلة مهمة لمسؤولي الإدارة الأمريكية لإرسال رسائل معينة لحركة حماس بالأراضي الفلسطينية، ولطالبان في أفغانستان، إضافة إلى الجماعات الجهادية الأخرى في ليبيا وسوريا، وهو الأمر الذي جعل التحالف الأمريكي مع مع قطر، بمثابة صداع في رأس الإدارة الأمريكية، نظرا للعلاقات الوثيقة التي تجمعها مع التنظيمات المتطرفة.


مخاوف أمريكية


في الوقت الذي وضعت فيه الحكومة القطرية نفسها، كأحد أعضاء التحالف الدولي للقضاء على تنظيم "داعش"، قدمت الأسرة الحاكمة بقطر دعما ماليا ودبلوماسيا للعديد من التنظيمات المتطرفة المرتبطة بالقاعدة، وكذلك بعض التنظيمات الأخرى، حيث تمنح قادتها حق اللجوء على أراضيها، كما أن أحد رجال الأعمال القطريين، قدم مليوني دولار لأحد قادة "داعش"، بحسب ما ذكرته وزارة الخزانة الأمريكية في سبتمبر الماضي.



إلا أن الزيارة التي سيجريها أمير قطر تميم بن حمد للولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، والتي سيلتقي خلالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ستقدم فرصة جيدة لمناقشة المخاوف الأمريكية، جراء التقارب القطري مع العديد من الحركات والتنظيمات المتطرفة في الشرق الأوسط..


إنكار قطري


يقول أحد مسؤولي الحكومة القطرية ـ لم تذكر الصحيفة اسمه ـ إن الحكومة القطرية لم تمول أي من التنظيمات المتطرفة أو الإرهابية، موضحا أن بلاده لها مطلق الحق في الاحتفاظ بعلاقاتها الدبلوماسية مع حركة "حماس" أو جماعة الإخوان المسلمين أو غيرها من الحركات الإسلامية، التي تحظى بشعبية كبيرة في المنطقة العربية.


من ناحيتها، أكدت السفيرة الأمريكية لدى الدوحة، دانا سميث، أن العلاقات الأمريكية القطرية جيدة، نظرا للمصالح المشتركة بين البلدين. وأضافت: "بالطبع لا نقبل كل شيء، إلا أننا دائما ما نعبر بوضوح عما نرفضه، ونبدي الأسباب من وراء موقفنا تجاه كافة الأمور".


جبهة النصرة


إلا أن العلاقة التي تجمع بين قطر وبعض التنظيمات الإرهابية، ومن بينها جبهة النصرة، دائما ما يثير التساؤلات ـ بحسب الصحيفة ـ خاصة وأن التنظيم يعد ذراعا للقاعدة على الأراضي السورية، حيث أن عددا من قادة الحركة زاروا الدوحة عام 2012، للقاء عدد من المسؤولين الحكوميين والعسكريين القطريين، إلا أن الإمارة الخليجية أكدت حرصها على العلاقات مع الحركة، حتى يمكنها التفاوض حول تحرير الرهائن المختطفين من قبل الميليشيات في سوريا ولبنان.


من جانب آخر، قالت "وول ستريت جورنال"، إن قطاعا كبيرا من مسؤولي الحكومة القطرية، أكدوا أن وجود جبهة النصرة يعد أمرا ضروريا، باعتبارها القوة الوحيدة القادرة على محاربة القوات التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وبالتالي فإن وجودها يبدو ضرورة ملحة لإسقاطه.


مأوى الإرهابيين


أبرزت الصحيفة الأمريكية اعتراف المسؤولين القطريين بوجود اثنين من أكبر ممولي الإرهاب، وهما خليفة السبيعي، وعبدالرحمن النعيمي، حيث يعيشان بحرية في العاصمة القطرية الدوحة، دون الخضوع للمراقبة، كما أن أرصدتهما غير مجمدة.


يقول السفير القطري في واشنطن، محمد الكويري، إن حكومة بلاده تدرك أن هناك مشكلة من جراء تواجد هؤلاء على الأراضي القطرية، موضحا أنه ستتم ملاحقتهم قضائيا، وأن بلاده ملتزمة تماما بالعمل مع الولايات المتحدة في مثل هذه القضايا.


تحرك أمريكي محدود


وأضافت الصحيفة الأمريكية أن التحرك الأمريكي ضد قطر يبدو محدودا، خاصة في ظل اعتراض وزارة الدفاع الأمريكية على سحب المقاتلات الأمريكية من قاعدة العديد العسكرية، اعتراضا على سياسات الإمارة الخليجية، خاصة وأن مسؤولي البنتاجون يرون أن مثل هذا الإجراء لن يترك تأثيرا كبيرا على القطريين.


أكد أحد مسؤولي الإدارة الأمريكية أنه، "إذا كانت الفكرة المذكورة قد طرحت للنقاش قبل سنوات، فإن الأمر لم يكن سيتجاوز النقاش داخل الغرف المغلقة".


وأضاف أن القطريين يحتاجون لإدراك أنهم لا يستطيعون أن يسيروا على الطريقين معا، إلا أنه للأسف مازالوا لا يرون ذلك.