التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 12:53 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| التسوق في العريش.. لا يصلح التاجر ما أفسد الحظر

يلوم تجار وأهل العريش حظر التجول في تراجع مبيعاتهم ومشترواتهم على السواء. يقولون إن الحظر يبدأ في السابعة مساء مع بدء الحركة التجارية في المدينة. خسر آخرون جزءا كبيرا من مكاسبهم ووقتهم.


سوق الصعايدة، وشارع 23 يوليو، وشارع 26 يوليو، من أبرز المناطق التي يتبضع منها أهل العريش، لكنها ليست مكتظة كما اعتادت المدينة في أوقات خلت.


يبادر أصحاب المحلات المارة القليلون بالقاء التحية فور توقفهم أمام "الفاترينة" ويعزمون عليهم "تفضلوا"، لكن تراجع الدخول كان له أثر بالغ على قرار الزبون في الاقدام على الشراء من عدمه.


حسين برعي، سائق، كان يشترى أحذية لأولاده عشية بدء الفصل الثاني للعام الدراسي. يقول "برعي" إنه بسبب الأحدث وما تبعها من حظر أصبح غير قادر على كسب ما يمكنه من تلبية مطالب أسرته وعياله.


يشكو "برعي" أنه حاليا يدبر ثمن أحذية أولاده على مراحل، وكان شراؤها قبل ذلك مهمة يسيرة. يقول "كظروف المعيشة.. الوضع سيء جدا.. أيام قبل الحظر كان فيه معيشة فيه دخل إلك وإليّ وللجميع.. حاليا مفيش دخل نهائي".


قبل فرض حظر التجوال بسبب حالة الأمن المتدهورة كانت المحلات تعمل ثلاث ورديات. بعض أصحاب المحلات كانوا يستعينون بعامل إلى عاملين في كل وردية.


محمد حسن، صاحب محل أحذية بشارع 23 يوليو، قال "أنا مش قادر أدفع 3500 جنيه ثمن الإيجار. كان معايا اتنين عمال سرحت واحد منهم، مش معايا فلوس ادفعله. دلوقت بحايل الزبون حيال، وببيع بأقل الأسعار".


"يمكن عشان المدارس بكرة فيه حركة شوية، بس من ساعة الحظر والدنيا واقفة. دلوقت مش بيجيلنا غير الزباين الموظفين. لكن الأرزقية والصنايعية خلاص معدوش بيجيوا زي الأول" يوضح "حسن".


يسري حظر التجول على جميع مراكز ومدن وقرى محافظة شمال سيناء باستثناء مركزي بئر العبد ونخل وأجزاء من مركز الحسنة بوسط سيناء.


منطقة الحظر هي المحددة شرقا من تل رفح مارا بخط الحدود الدولية وحتى العوجة وغربا من غرب مدينة العريش (والمحدد بقرية الميدان) وحتى جبل الحلال، وشمالا من غرب العريش مارا بساحل البحر المتوسط وحتى خط الحدود الدولية في رفح، وجنوبا من جبل الحلال وحتى العوجة على خط الحدود الدولية، بحسب التلفزيون المصري.


مع حلول السابعة مساء كل يوم توقف نقطة التفتيش بقرية الميدان (غرب العريش) جميع المركبات حتى انتهاء ساعات حظر التجوال في السادسة صباحا، ثم تتركها لتتحرك.


الشاحنات القادمة من خارج شمال سيناء عليها أن تصل العريش قبل السابعة مساء وإلا فإنها ستبيت عند نقطة تفتيش الميدان.


يشكو تجار الخضار والأسماك أن بضاعتهم تفسد من طول وقت الانتظار على المعدية، وإن وصلت متأخرة لنقطة شرطة الميدان. ويشكو آخرون من أن سائقي سيارات النقل يطلبون الأجر "الطاق طاقين" لتوصيل البضاعة إلى العريش خوفا من "الإرهاب".


يجمع أهل العريش على أن "لا إرهاب" في المدينة وأن العناصر المسلحة التابعة لجماعات متطرفة غير موجودة في العريش، وأنهم يسمعون عنها في الأخبار الواردة من رفح.


"الناس اللي بتقول عليها دي برة مش في العريش.. العريش مفيهاش الكلام ده"، يقول علي سلام، تاجر الخضروات والفاكهة في سوق الصعايدة، يضيف "إحنا عايزين حل للي احنا فيه. الناس هتفجر".


في مقابلة مع "دوت مصر" طالب محافظ شمال سيناء اللواء عبدالفتاح حرحور المواطنين بتحمل الوضع الحالي، واعدا بتحسن الأمور وعودة الهدوء والأمن للمحافظة.


رئيس الغرفة التجارية بشمال سيناء عبدالله قنديل قال إن حظر التجوال أثر بالسلب على التجارة في المحافظة بنسبة الثلث للثلثين، مما أدى بكثير من العمال للبطالة التي وصفها بـ"أم الكبائر وأصل الرذيلة".


تبدو العريش مدينة بلا روح بعد السابعة مساء. تغلق كافة المحلات أبوابها. تجوب سيارات الشرطة المدرعة الشوارع لفرض حظر التجوال، ويأمل أهلها أن تعود المدينة لسابق عدها بيع وشراء ومقاه تفتح أبوابها حتى الساعات المتأخرة من الليل.