بدا منذ لحظة ظهوره أنه التنظيم الأقوى في العالم، حيث نجح في فترة وجيزة أن يسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا، بل وتمكن من استقطاب ولاء جماعات مسلحة في أماكن بعيدة في ليبيا ومصر، ولكن ثمة أكثر من واقعة جعلت التنظيم المتماسك يبدو وكأن بذور الفتنة بدأت تنبت بداخله، حتى أن مقاتلوه أضحوا يشتبكون مع بعضهم البعض بالأسلحة النارية، فهل تنجح هذه البذور فيما فشلت فيه أعتى الدول، وتكون بداية لانهيار التنظيم.

التدخين

قتل 12 من عناصر تنظيم  الدولة الإسلامية "داعش"، أمس السبت، جراء خلاف بينهم حول تطبيق عقوبة بحق عدد من المدخنين، بقضاء الحويجة، في محافظة كركوك.
    
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، نقلا عن شهود عيان قولهم إن تنظيم "داعش" ألقى القبض على بعض المدخنين، وقام بتنفيذ العقوبة بحقهم بجلد البعض، والبعض الآخر الذين كانوا قد تم تحذيرهم مسبقا، قرر التنظيم قطع أصابعهم.

وأضافت الوكالة أن "بعض عناصر التنظيم عارضوا تنفيذ حكم قطع الأصابع، واعتبروا أن ذلك لا يعد حكما شرعيا، ما أدى إلى نشوب شجار بالأسلحة تسبب في مقتل 12".

ويمنع "داعش" التدخين في المناطق التي تخضع لسيطرته بكل من سوريا والعراق، ويعاقب المدخن بالجلد، ويعمل التنظيم باستمرار على ضبط كميات من السجائر ويحرقها.

النساء

ولا تعد هذه المرة الأولى التي يقتل مسلحو داعش بعضهم البعض، حيث سبق وأن شهدت غربي الرمادي بمحافظة الأنبار، غرب العراق، مصرع 23 داعشيا جراء اشتباكات بينهم، على خلفية رفض أحدهم تزويج امرأة لأحد التونسيين في التنظيم.

ووقعت اشتباكات بين مسلحي التنظيم بسبب خلافات داخلية، بعد أن أعلن أحدهم رفضه تزويج امرأة من عشيرة "البو بالي" العراقية، لأحد عناصر داعش، ويحمل الجنسية التونسية بمنطقة الجزيرة، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط آنذاك.

الغنائم

وبحسب تقارير إعلامية فإن مقاتلين في تنظيم داعش خلال أغسطس الماضي من عام 2014، استعملوا سيارات مفخخة وعبوات لاصقة لقتل عناصر تابعة للتنظيم، بسبب اشتداد الخلافات فيما بينهم حول الغنائم. 

وقال مصدر استخبارتي، وفقا لما نشرته صحيفة المراقب العراقية، إن مجموعات مسلحة تتبع التنظيم فجرت سيارات مفخخة قرب أحد مقار مقاتلين آخرين بمنطقة الموصل الجديدة، غربي الموصل، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم.