التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:18 م , بتوقيت القاهرة

هل تتغير إستراتيجية مصر تجاه داعش في ليبيا؟

أثار تمسك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالحل السلمي كخيار وحيد للتعامل مع الأزمة الليبية، مسألة مستقبل موقف مصر حيال الأزمة خاصة مع تزايد أعمال العنف التي يقوم بها تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في ليبيا واستهدافه لمزيد من المصريين.


بعد تفجيرات القبة التي قام بها التنظيم المتطرف في ليبيا، وأسفرت عن سقوط 40 قتيلا منهم 6 مصريين، ثار سؤال طرحته وسائل الإعلام العالمية: هل ينبغي أن يكون هناك تدخل لمصر في ليبيا ضد داعش؟


الثأر


ترى صحيفة "لوموند" الفرنسية أن التفجيرات التي قام بها تنظيم داعش، أمس الجمعة، في مدينة القبة القريبة من مدينة درنة، تأتي ردا على عمليات القصف التي قام بها الجيش المصري الإثنين الماضي، والتي جاءت ردا على قيام داعش بذبح 21 مصريا.



وتشير الصحيفة إلى أن ليبيا أصبحت فريسة للفوضى أكثر من ذي قبل، فبالإضافة إلى تحالفين متقاتلين منذ منتصف العام الماضي، ظهر على السطح تنظيم داعش الذي يستفيد من ضعف وتقاتل المليشيات المسلحة في ليبيا، لافتة إلى أن هذا التنظيم لا يزال مهمشا.


وبحسب الصحيفة، فإن تنظيم داعش ليس لديه مكان جيوغرافي واضح سوى في درنة المدينة التي يسيطر عليها تنظيم مجلس شورى شباب الإسلام، والذي أعلن ولائه لتنظيم داعش، في حين أعلنت جماعات صغيرة أخرى، خاصة في طرابلس، ولائها لداعش، ويعتقد أن هذه التنظيمات هي من قامت بهجوم في صحراء سرت على حقل مبروك البترولي، بينما ترتكز بعض الجماعات الأخرى بين جنوب سيرت ومنطقة صابحة التي تسيطر عليها فجر ليبيا.


الديلي بيست: لا تدخل بدون أمريكا



تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن مصر لم تخبر الولايات المتحدة - حليفها التاريخي - قبل عمليات القصف التي قامت بها ضد داعش في درنة، ونتج عن ذلك اتخاذ واشنطن موقفا معارضا لجهود مصر الرامية للتدخل في ليبيا، فالولايات المتحدة طالبت بالتمسك بالحل السياسي للأزمة في ليبيا رغم انقسام البلاد بين حكومتين ومليشيات مختلفة، وقد لاقى ذلك موافقة كبيرة في مجلس الأمن، في حين أن طلب مصر لحصار بحري لوقف نقل الأسلحة إلى ليبيا قد لاقى صمتا نسبيا من قبل الولايات المتحدة.


فخ لمصر



وترى صحيفة "سليت" الأمريكية أنه من الخير لمصر عدم الانزلاق في حرب في ليبيا، فداعش يريد أن يدخل مصر في حرب واسعة في ليبيا، فهل سيبتلع الرئيس عبدالفتاح السيسي الطعم؟


تشير الصحيفة إلى أنه من المحتمل عدم خوض مصر لهذه الحرب، فالجيش المصري دائما ما يبدو مترددا حيال مشروع حرب في الخارج، خاصة بعد التدخل السيئ في اليمن خلال الستينيات وترك البلاد محطمة اقتصاديا أمام صراع مع إسرائيل، لافتة إلى أن آخر قوات خرجت من مصر لحرب كانت عام 1991 خلال حرب الخليج، وقد تصدى الجيش لإغراءات مشددة في غزة والسودان وليبيا كانت تستهدف جذب مصر للقتال.


وتبين الصحيفة أن تنظيم داعش متخصص في إثارة الدول الأخرى للحرب، مثلما فعل مع الأردن، وكذلك ذبحه 21 مصريا في ليبيا، لكن المستهدف الحقيقي من الحملة الدعائية الأخيرة للتنظيم كان الرئيس عبدالفتاح السيسي خاصة مع سياسته التي تتركز على محاربة الإرهاب.


هل من حل؟



يشير موقع "جلوبال بوست" الأمريكي إلى أن إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية بات يشكل مهمة شاقة على كاهل قادة العالم، خاصة مع تبني مصر وإيطاليا فكرة التدخل العسكري كحل للأزمة مع ظهور داعش في ليبيا، في حين أن العديد من العواصم وعلى رأسهم واشنطن، ترى أن الحل لن يكون إلا سياسيا.


وبحسب الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية، كلوديا جازياني، فإن الاتفاق السياسي بين القوى المتناحرة في ليبيا ربما يكون صعبا ولكنه ليس مستحيل التحقيق، مشيرة إلى أنه ينبغي على المجتمع الدولي تسليط انتباهه على دعم الحوار بين الأطراف.


ومن جانب آخر، حذر محمد الجرة، وهو باحث غير مقيم في مركز الحرير لمجلس أتلانتيك للشرق الأوسط، أن الوقت يخرج من يد المجتمع الدولي من أجل حماية ليبيا، مؤكدا أن تهديد داعش لليبيا يزداد بشكل مفاجئ، وأنه منذ انطلاق مبادرة الحوار بين الأطراف المتقاتلة في ليبيا لم يتم التوصل حتى الآن إلى حل.


مصير الموقف المصري



رأت صحيفة "ذا ناشيونال" أن مصر أصبحت وحيدة في موقفها الداعي لتدخل عسكري في ليبيا، مشيرة إلى أن الحل المتاح أمام القاهرة على الأقل في الوقت الحالي هو مواجهة التحديات بمفردها، وخاصة في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية داعش، مصر ليس أمامها سوى الاستمرار في ضرباتها الجوية ضد التنظيم الإرهابي.