التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 06:06 ص , بتوقيت القاهرة

11 يوما على أحداث "إستاد الدفاع" والجاني مجهول

11 يوما مضت على أحداث إستاد الدفاع الجوي، التي وقعت قبيل مباراة فريقي الزمالك وإنبي مساء يوم 8 فبراير الجاري، وأسفرت عن سقوط أكثر من 20 قتيلا، بالإضافة إلى المصابين من رابطة مشجعي الزمالك "وايت نايتس"، ولم تتوصل سلطات التحقيق الممثلة في النيابة العامة إلى الجاني بعد.

سياسيا، معظم الأحزاب والحركات الشبابية أدانت الحادث، واعتبرته مجزرة مماثلة لحادث إستاد بورسعيد، الذي وقع في ذات الشهر منذ 3 أعوام.

"دوت مصر" يعرض لقرائه مجملا، الإجراءات التي اتخذت منذ وقوع الحادث حتى كتابة هذه السطور.

"ليلة الحادث بين الإخوان والأمن"

النائب العام المستشار هشام بركات أصدر بيانا ليلة وقوع الحادث، أكد فيه أن عدد ضحايا الأحداث من مشجعي نادي الزمالك وصل إلى 22 شخصا، وصرح بدفن الجثث، وكلف فريقا من نيابة شرق القاهرة بالتحقيق، وسماع شهود الحادث، وحصر التلفيات، كما طالب جهاز الأمن الوطني بالكشف عن هوية الجناة.

الصفحة الرسمية لـ"وايت نايتس"، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وجهت اتهامات مباشرة لعناصر وزارة الداخلية، المكلفة بتأمين إستاد الدفاع الجوي، بالتورط في الأحداث.

عدد من الإعلاميين ومقدمي برامج "توك شو" اتهموا جماعة الإخوان بافتعال الأحداث والتورط فيها، وتناغم ذلك مع هوى رئيس نادي الزمالك، الذي أكد نسب للجماعة نفس التهمة، في مداخلة هاتفية فور وقوع الأحداث، في الوقت الذي لم تستجوب فيه النيابة العامة المقبوض عليهم من أعضاء " وايت نايتس" أو شهود الحادث.

وألقت قوت الأمن القبض على 18 من مشجعي نادي الزمالك، بعد مطاردتهم في محيط إستاد الدفاع الجوي، بمنطقة التجمع الخامس.

نيابة شرق القاهرة استجوبت المشجعين، صباح اليوم التالي للحادث 9 فبراير، ووجهت لهم اتهامات بالتظاهر دون تصريح والشغب، والتعدي على عناصر الشرطة، وفي ذات اليوم مساءا، اصطحبت قوات الأمن "بصورة مفاجئة"، حسب ما أكد المحامي مختار منير، 3 شباب، وامتثلوا للنيابة وقرروا أمامها، تلقيهم تمويلا من أحد قيادات الإخوان بشبراخيت، بمعرفة قيادات من "وايت نايتس"، لافتعال الحادث.

"حبس المشجعين"

قررت النيابة العامة إخلاء سبيل الـ18 مشجعا المقبوض عليهم في أثناء الأحداث، بكفالة مائتي جنيه لكل منهم، وحبست الثلاثة المتبقين 15 يوما على ذمة التحقيقات.

فجر يوم 10 فبراير، اقتحمت قوات تابعة للأمن الوطني بوزارة الداخلية، عددا من مساكن أعضاء رابطة مشجعي نادي الزمالك بمركز أبو النمرس في محافظة الجيزة، وألقت القبض على 4 منهم، واقتادتهم لقسم الشرطة. واتهمت أسرة أحدهم في فيديو مسجل مع "دوت مصر" قوات الأمن، بتعذيب نجلهم صعقا بالكهرباء، للاعتراف بتورط الإخوان في أحداث الدفاع الجوي.

وبدورها، حققت نيابة شرق القاهرة مع المتهمين الأربعة، وقررت حبسهم احتياطيا.

"شهادة الداخلية وجابر"

الرئيس بنيابة شرق القاهرة، محمد سيف، والمسؤول عن التحقيق في القضية، صرح لـ"دوت مصر" بأنه استمع لأقوال 5 من أفراد وزارة الداخلية، المكلفين بتأمين الإستاد وقت الأحداث، كشهود في القضية، وأن التحقيقات لا زالت مستمرة.

وقدم لاعب الزمالك عمر جابر، أصغر لاعبي الفريق سنا، نفسه للنيابة، وأدلى بشهادته بمحكمة شمال القاهرة، لكنه لم يوجه اتهامات لأحد بالتورط في الأحداث.

عمر جابر كان قد قرر الانسحاب من المباراة، فور علمه من الجمهور المتواجد بالملعب، بوقوع اشتباكات بين قوات الأمن والمشجعين بالخارج، وأعلن تضامنه مع جمهور ناديه وضحاياهم، على غير رغبة رئيس ناديه.

الطب الشرعي عبر المتحدث باسمه، أكد أن الضحايا بلغوا 19 فقط، وقال في تقريره إن سبب الوفاة يرجع إلى الاختناق الناتج عن تدافع الجماهير التي قدرت بالآلاف أمام إحدى بوابات الإستاد.

"بطء  التحقيقات والاستعانة بالمخابرات"

عدد من أهالي الضحايا وكلوا محامين للحصول على حقوق أبناءهم القتلى، منهم طارق العوضي، الذي استنكر اعتماد النيابة في تحقيقاتها على تحريات جهاز الأمن الوطني، باعتباره خصما في القضية، كونه تابعا لوزارة الداخلية، وطالب بالاستعانة بجهاز المخابرات العامة، لجمع التحريات عن القضية.

وبنبرة يائسة، قال العوضي لـ "دوت مصر" إن النيابة العامة لم تقدم حتى اليوم أيا من الجناة، ولم تحقق في البلاغات المقدمة ضد رئيس نادي الزمالك وقيادات وزارة الداخلية.

أما المحامي مالك عدلي، فقد وصف إجراءات التحقيق التي تجريها النيابة العامة، بالبطيئة التي تؤدي لموت القضية، وتساءل: "كيف للنيابة اعتبار الضحية جلادا؟"، في إشارة منه لحبس عدد من مشجعي نادي الزمالك احتياطيا على ذمة الأحداث.