التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 02:04 م , بتوقيت القاهرة

هل يقوم فحص متهمي "المثلية" بمصر على أساس طبي؟

كشف نائب مدير الطب الشرعي في وزارة العدل، ماجد لويس، لموقع buzzfeed الأمريكي، عن إجراءات أطباء الطب الشرعي لفحص المتهمين بممارسة "المثلية الجنسبة"، قائلا إن شكل الشرج يتغير، حيث لا يعود إلى وضعه الطبيعي، بل يبدو كشكل مهبل المرأة، بحسب وصفه.


وبحسب الموقع، فإن أكثر من 150 شخصا تم القبض عليهم بتهم تتعلق بممارسة المثلية الجنسية، منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم، ويعتبر فحص الشرج جزء أساسيا من التحقيق في مثل هذه القضايا.



ويضيف لويس أن الهدف من الفحص هو تحديد مدى ممارسة الشخص الجنس عبر الشرج أم لا؟، ومدى ممارسة الجنس المثلي باستمرار أم على مدى قصير؟، حيث أن القانون المصري يجرم فقط "الرجال المعتادين على ممارسة الفجور".


نائب مدير الطب الشرعي قال إنه يرى أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن شرج الرجال "المعتادين على ممارسة الفجور" يكون أملسا وبلا أي تجاعيد كالتي نجدها في الشرج "الطبيعي"، وذلك في تأكيده أن الأطباء لا يدخلون أي أشياء في شرج الشخص أثناء الفحص، رغم تأكيده أيضا أنه يمكن  تحديد اعتياد الشخص على ممارسة الفجور، إذا ما تم إدخال شيء كبير في شرجه بسهولة.


واستطرد "شرج الرجل الطبيعي لا يمكن أن يدخل فيه أكثر من عقلة أصبع الخنصر"، إلا أن الكثير من الأطباء العالميين أكدوا أن حديث نائب مدير الطب الشرعي "ليست مبنية على أسس طبية" وأنها "غير صحيحة بالمرة"، بل أن غالبية من تم أخذ رأيهم في الأمر أبدوا صدمتهم حتى قبل إنهاء وصف ما يقوم به أطباء الطب الشرعي في مصر أثناء فحص المتهمين، وسخروا من مثل هذه الطرق.


ونقل الموقع عن المتخصص في سرطان الشرج بجامعة كاليفورنيا، جويل بالفيسكي، أن عيادته فحصت آلاف المرضي خلال العشرين عاما الماضية، ولكنه لم ير أبدا شرج رجل يشبه مهبل المرأة.



ويقول الموقع أن أطباء الطب الشرعي في مصر يستخدمون طرقا ترجع إلى 150 سنة، ولم يعد أحدا يستعملها في الطب الحديث في العالم، حيث ينقل الموقع عن المدير السابق للطب الشرعي والطبيب المصري البارز، أيمن فودة، في حوار صحفي له عام 2003، أن الفحص الشرجي مبني على طرق ابتدعتها أوروبا، حيث أشار إلى أنه في مثل هذه التحقيقات توجد 6 معايير، ذكرها الطبيب الفرنسي، أوجست أمروز تارديو، في كتاب له بعنوان "دراسة الطب الشرعي حول الاعتداء على الأخلاق"، والذي نشر في عام 1857.


ولطالما شكك الأطباء الأوربيين في نظريات "تارديو" حينما نشرها في القرن التاسع عشر، حسبما نقل الموقع عن المتخصص في الطب الشرعي في الجامعة الأمريكية، خالد فهمي، ويشير الموقع إلى أن مثل هذه الطرق "مضحكة" في أوروبا والولايات المتحدة في القرن الواحد والعشرين خاصة أن الأستاذ في جامعة بيتسبرج الأمريكية، روس كرانستون، يقول إن ليس كل المثليين يمارسون الجنس عبر الشرج أو حتى يقومون به بشكل معتاد، موضحا أنه لا توجد دراسة موثوق فيها أكدت أن الجنس عبر الشرج يؤدي إلى تمدد عضلة الشرج أكثر، حسبما نقل الموقع الأمريكي.