التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:24 ص , بتوقيت القاهرة

صحف فرنسية: السيسي يفرض نفوذه دوليا و"الرافال" ضربة معلم

تصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي وحواره الأخير مع قناة "أوروب 1" الفرنسية، اهتمام الصحف الفرنسية التي رأت في الرئيس السيسي شخصية دولية تشارك الدول الكبرى في بعض الملفات، وكذلك رغبته في أن يجعل باريس تحت خدمته في ليبيا بعد توقيعه لصفقة الرافال.


  • التليفزيون الفرنسي: أخيرا الجنرال السيسي أصبح حاضرا


ذكر موقع "فرانس تي في انفو" التابع للتليفزيون الفرنسي، أن الرئيس المصري قد نجح في رهانه، فبعد أن تمت مقاطعته من قبل العديد من العواصم، عقب ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالرئيس الأسبق، محمد مرسي، أصبح الرئيس المصري الجديد يحقق نجاحات على الساحة الدولية، وتساءل الموقع: "بعد مصر، هل "السيسيمانيا" أو  "حب السيسي" يغزو العالم؟، لافتا إلى أنه يسير في هذا الطريق، فبعد أن حصل على دعم السعودية في اليوم التالي من رحيل مرسي، استطاع أن يحصل على دعم الجزائر، التي مرت بنفس التجربة المصرية تقريبا.


ويتابع الموقع أنه منذ تولي الرئيس السيسي الحكم، في يونيو الماضي، وهو يسعى إلى كسر العزلة المفروضة على مصر، ورغم أن الخلاف مع أمريكا، التي تعتبر الحليف التاريخي لمصر، لم يتلاشِ أبدا، فبين السيسي وأوباما سلام بارد، إلا أن موقف الأول بعد ذبح 21 قبطيا من قبل داعش في ليبيا، واتخاذه قرار بأحقية الدفاع عن النفس، بل وإرسال طائرات حربية لضرب معاقل داعش في درنة، قد أثار إعجاب الدول التي كانت معارضة له.


الرئيس السيسي أصبح حاضرا على الساحة الدولية، فإيطاليا مستعدة لإرسال 5 آلاف جندي إلى ليبيا، كما أن فرنسا لا ترى التعاون العسكري مع مصر بعين سيئة، ويشير الموقع إلى أن السيسي لم يعد معزولا عن العالم، فحتى واشنطن سوف تستقبل وزير الخارجية المصرية للاتفاق على موقف صارم في ليبيا.


  • باحث فرنسي: كيف يريد السيسي وضع فرنسا تحت خدمته في ليبيا


يرى الباحث الفرنسي في شؤون الشرق الأوسط والأستاذ في جامعة باريس للعلوم السياسية، جان بيير فيليو، أن الرئيس السيسي لم يشتري طائرات الرافال من فرنسا، ولكنه اشترى تغطية باريس على الحرب في ليبيا، وفقا لقوله.


وتابع فيليو في تقرير على صحيفة "نوفل أوبسرفاتور": "ينبغي الاعتراف بأن السيسي سياسي داهية، فقد كان أصغر شخص في المجلس العسكري الذي أطاح بمبارك لصالح الثورة الشعبية في التحرير، ليصبح بعدها بـ3 سنوات مشيرا، ويتجاوز كل الذين يكبرونه ويعلونه في القوات المسلحة"، موضحا أن الرئيس الأسبق مرسي اعتقد أن التقوى الظاهرة على وجه السيسي كانت بمثابة علامة لضمان ولائه، حينما عينه في أغسطس عام 2012 وزيرا للدفاع، حتى الصحافة الدولية وقعت في نفس الخطأ، معتبرين السيسي شخصية إسلامية"، بحسب زعمه.


ويلفت الباحث إلى أن السيسي، الذي رفض المشاركة في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا والعراق، يسعى للانخراط المباشر في حرب داخل ليبيا، مشيرا إلى أنه من مصلحة داعش التدخل المصري في هذا التوقيت، لأن هذا التدخل سيوقف أي تفاهم بين الطرفين المتنافسين في ليبيا، الأمر الذي سيفتح الطريق إلى الجهاديين، فالتيار الجهادي يرى أن تكثيف العمليات الجوية المصرية لن يثمر إلا بزيادة صفوفه، وأي خطة أثمرت بنتائج كبيرة للتنظيمات الإرهابية في سوريا".


ويتابع فيليو بالقول: "لذا فإن عقد الرافال هو بمثابة ضربة معلم قوية من السيسي، فبهذا التعاقد المدعوم من الإمارات يحقق على تحالف مع فرنسا، وهي الخطوة التي ناصرها وزير الدفاع الفرنسي منذ شهور حينما طالب بتدخل مسلح في ليبيا".


وأضاف الباحث: "تمويل أكبر قوى تدخلية في إفريقيا سيسمح له بالاستفادة من العائد الإستراتيجي الذي توفره له الإمارات، أنه فن كبير وقوي من الرئيس السيسي".


  • لوموند: السيسي يفرض نفسه حليفا للغرب في محاربة الإرهاب


ومن جانبها، ذكرت صحيفة "لوموند" أن الرئيس المصري يضع نفسه في الخطوط الأولى لمكافحة الإرهاب، فبعد ضربه لتنظيم داعش في ليبيا، أمس الإثنين، طالب السيسي بقرار من مجلس الأمن من أجل التدخل العسكري لإنشاء تحالف في ليبيا ضد التنظيم.


وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السيسي قد حدد نواياه تجاه التهديد الجهادي في ليبيا، ففي حوار له مع قناة "أوروب 1"، صباح اليوم، قال الرئيس: "لم نكن نرغب أن تتدخل مصر عسكريا، ولم نكن نرغب أن نعمل داخل الحدود الليبية، احتراما للسيادة وللشعب الليبي، لكن ما حدث جريمة وحشية".


ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم أن الغرب اتخذ موقفا معارضا تجاه ثورة 30 يونيو ورحيل محمد مرسي، إلا أنه أدرك سريعا أنه لا يمكن عزل مصر في الوقت الذي يزداد نفوذ تنظيم داعش بالمنطقة، لذا فقد قامت واشنطن في بداية العام الماضي باستئناف مساعداتها لمصر، كما استقبلت إيطاليا وفرنسا الرئيس المصري الجديد، رغم اعتراض المؤسسات الحقوقية الدولية.


وتشير الصحيفة إلى أن فرنسا وافقت أيضا على شراء مصر 24 طائرة من طراز رافال، كما أكد وزير الدفاع الفرنسي، جان أيف لودريان، أن الرئيس المصري تم انتخابه ديمقراطيا، موضحة أن الجيش المصري ينوي الذهاب لقصف مواقع للجهاديين في ليبيا من جديد، وهو ما أكده الرئيس السيسي في حواره، رغم أنه يجد صعوبة في السيطرة على الأراضي التي ينتشر بها تنظيم داعش في سيناء، بحسب الصحيفة.