التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 05:04 م , بتوقيت القاهرة

في ذكرى 17 فبراير.. أين صناع الثورة الليبية؟‎

4 أعوام مرت على ثورة 17 فبراير، كانت كفيلة باختفاء العديد من صناعها عن المشهد السياسي، فما بين شرارة تنطفيء وعسكري يُنفى بعيدًا، تقف الثورة الليبية باحثة عن صانعيها الحقيقيين، وسط شخصيات جديدة على الساحة السياسية.


اليوم يحتفل الشعب الليبي، بالذكرى الرابعة لثورة الـ17 من فبراير عام 2011، التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي من الحكم.. وردة طرحت في بستان ثورات الربيع العربي، أنهكتها العقبات والصعاب، وتربصت لها الكتائب والتنظيمات المسلحة لتسيطر على المدن الليبية وخيراتها.


فإذا سألت مواطن ليبي عن "17 فبراير"، يدور في مخيلته بعض المشاهد والشخصيات التي أصبحت مع مرور الوقت ذكرى متعلقة في الأذهان، فأبطال وصناع هذه الثورة لا وجود لهم في المشهد الليبي الحالي.


شرارة الثورة


كما كان البوعزيزي شرارة ثورة تونس، وخالد سعيد محركها في مصر، لعب المحامي الليبي فتحي تربل، دور الشرارة لثورة 17 من فبراير.


المحامي الليبي، تولى قضية الدفاع عن أهالي مجزرة سجن "بوسليم"، التي راح ضحيتها أكثر 1200 سجين على يد نظام العقيد عام 1996، وتم اعتقاله منتصف فبراير 2011، ما دفع أهالي الضحايا للخروج في مسيرات للمطالبة بالإفراج عنه، ثم تطورت الهتافات لـ"الشعب يريد إسقاط النظام"، ردًا على استخدام نظام القذافي للعنف المفرط ضد المتظاهرين.


وترجع أسباب اعتقال تربل إلى كلمة ألقاها قبل اعتقاله، يدعو فيها الشعب الليبي للخروج ضد بطش القذافي ومؤيديه.



كلنا خالد سعيد.. بالليبي


كان لمواقع التواصل الاجتماعي، دور كبير في ثورات الربيع العربي، كصفحات "كلنا خالد سعيد" في مصر، و"محمد البوعزيزي" في تونس.


وفي ليبيا، دشن ناشط سياسي يدعى حسن الجهمي، صفحة "انتفاضة 17 فبراير.. لنجعله يوم للغضب في ليبيا" على "فيس بوك"، في 28 يناير 2011.



ويعود سبب تدشين الجهمي للصفحة التي قادت الشباب للحراك الثوري على الأرض، معاناته من اضطهاد "القذافي" على خلفية معارضته للنظام، وتدشينه مواقع إلكترونية معارضة لسياساته.


ولعبت الصفحة دورًا كبيرًا في انطلاق أولى شرارات الثورة الليبية، والحشد للتظاهرات، التي أطاحت بالقذافي، على ووصل عدد متابعيها إلى ما يقرب من 180 ألف مشترك، وأصبحت رمزًا لثورة 17 فبراير.



معارض قبل الثورة


لم تقتصر انطلاقة الثورة الليبية على شرارة هنا أو صفحة "فيس بوك" هناك، بل ظهرت شخصيات سياسية معارضة لنظام القذافي وقت حكمه لتتصدر المشهد، أبرزها وزير العدل أن ذاك المستشار مصطفى عبدالجليل، الذي كان رئيسا للمجلس الوطني الانتقالي الليبي، حتى نجاح الثورة بعيد مقتل القذافي يوم 20 أكتوبر من العام نفسه.


عبدالجليل اشتهر بمواقفه المعارضة لنظام القذافي، وكانت له مناظرة شهيرة ضد العقيد بالمؤتمر العام الليبي (البرلمان)، ففي مقطع فيديو شهير أعلنت معارضته للعقيد أمام الجميع، وأصبح هذا المقطع يتداول على هواتف الليبيين طيلة أيام الثورة.



عسكري منشق


لعب المنشقون دورا بارزا في الثورة الليبية، حيث وقف هؤلاء موقف الحامي للشعب الليبي، ضد مرتزقة القذافي، العقيد منصور صالح العبيدي، أول ضابط منشق عن جيش القذافي خلال المواجهات بين الثوار ومرتزقة نظام طرابلس، تاركا خلفيته العسكرية التابعة للعقيد، معلنا انضمامه وكتيبته لصفوف ثوار ليبيا، ليخلص البلاد من الظلم والاستبداد، وكان المحرك الأول لحركة الانشقاقات الكبيرة التي شهدتها المنطقة الشرقية بليبيا.



وأعلن العبيدي، في كلمة شهيرة له، وسط كتيبته، انفصاله عن جيش العقيد معمر القذافي، الأمر الذى قابلته الكتيبة بالتأييد والترحيب والانضمام لثورة الشعب الليبي في 17 فبراير.