التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 08:41 م , بتوقيت القاهرة

صحيفة ألمانية: الرعب والإحباط يسيطران على مقاتلي "داعش"

لا يزرع تنظيم الداعش الرعب ضد معارضيه فقط ولكن في داخله أيضا، حيث أصبح الرعب والإحباط مسيطران على مقاتليه، وفق ما ذكره خبراء أمن ألمان لصحيفة "Süddeutsche Zeitung" الألمانية، وفق ما نقلته صحيفة "لوفيف" البلجيكية.


وبحسب الصحيفة، فإن خبراء أمن واستخباراتيين نقلوا شهادات العائدين من صفوف داعش إلى الأراضي الألمانية، الذين أكدوا أن الشعور بالإحباط يسيطر على المقاتلين داخل التنظيم، فالمقاتلين لا يخشون فقط أن يقتلوا بين لحظة وأخرى خلال المعارك، لكنهم أصبحوا حذرين من قادة تنظيمهم.


وتشير الصحيفة الألمانية إلى أن الشعور بالبارنويا يتعمق داخل تنظيم داعش، والذين يشتبه فيهم بالتجسس يتم تعذيبهم وقتلهم أو ذبحهم، فامتلاك أي مقاتل لهاتف محمول سبب كافي لتعرضه للرقابة من قادة التنظيم والاشتباه فيه كجاسوس.


مراقبة مستمرة


وتلفت الصحيفة أن هذه الشهادات تكشف مسار الحياة اليومية داخل تنظيم داعش، فبمجرد انضمام مقاتل جديد للتنظيم يتم معاملته في البداية بترحيب كبير ويقدم له زجاجات المياه الغازية، الأمر الذي يشعر المقاتل بأنه ليس وسط تنظيم إرهابي، حتى يتم تخييره بين القتال أو القيام بعمل انتحاري، تقول الصحيفة إن أولئك الذين يختارون الخيار الثاني يتم معاملتهم بكل احترام، أما الآخرين فيتعرضون لمعاملة غير إنسانية وتعذيب؛ حيث إنهم يصبحون محل شك التنظيم الذي يرى فيهم الانضمام بهدف التجسس.


لا يزال العائدون يشعرون بأنهم في كابوس، فأجراس الحرب لا تزال تدق في رؤسهم، حيث يؤكدون أن الصورة مختلفة تماما داخل التنظيم عما يروج له التنظيم في فيديوهاته، فعلى سبيل المثال في معسكرات التدريب، يطلب من المقاتلين تسليم جوازات سفرهم، ومن يرفض يصبح عرضة للذبح، يقول أحد العائدين إن الذين لم يقدموا جواز سفرهم تم سجنهم في مبنى يشبه "المذبح" حيث تنتشر الدماء على الجدران وفي كل مكان.


استجوابات داخل التنظيم


بعد ذلك يتم استجوابهم من قبل جهاديين ملثمين ثم يخبروهم في نهاية الاستجواب أنهم جواسيس وأنهم سيذبحون، وفي غرف نومهم يلقون عليهم جثة بلا رأس من أجل إخافتهم، وفق ما ذكرته الصحيفة.


ويشرح العائدون: انتشر مناخ الخوف وعدم الثقة والوحشية التي لا حدود لها داخل صفوف التنظيم، فالاستجوابات تجرى بشكل دوري، ويتم البحث عن الهاربين وأسباب هروبهم ومحاكمة من تورط في مساعدتهم.


وتقدر السلطات الألمانية أن حوالي 600 ألماني رحل للجهاد في سوريا والعراق من بينهم 100 سيدة، وعاد حوالي 200 منهم إلى الأراضي الألمانية، ويتم ملاحقة اثنين منهم بجرائم حرب، وتوجه السلطات الألمانية تهم الانضمام إلى حركة إرهابية للعائدين والتي من الممكن أن تفضي إلى السجن لمدة 10 أعوام.


وتشير الصحيفة إلى أنه يصعب التأكد من هذه الشهادات التي قدمها خبراء الأمن الألمان، فيمكن أن تكون معلومات تسوقها الدولة الألمانية لمنع الشباب من الهجرة إلى سوريا والعراق.