لماذا لا تغلق مصر سفارتها باليمن؟
مخاوف عديدة تحيط العمل الدبلوماسي المصري في اليمن في ظل ما تشهده من صراع حالي خاصة بعد أن أعلنت عدد من الدول إغلاق سفاراتهم بصنعاء والاستعداد لإجلاء رعاياها.
كما أعلنت دول أخرى تعليق عمل سفاراتها إثر مواجهات عنيفة خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد إعلان الحوثيين دستور جديد يتضمن الإعلان عن تشكيل مجلس رئاسي يقود البلاد في فترة انتقالية تستمر لمدة عامين ما أثار غضب الشعب اليمني الذي خرج في تظاهرات رافضا سيطرة الحوثيين الذين واجهوا تلك المظاهرات بدورهم من خلال الاعتقالات.
من جانبه، أكد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية السفير سيد شلبي أن قرار دول بحجم السعودية وأمريكا وألمانيا بإغلاق سفاراتهم يعكس الوضع الأمني المتدهور الذي آل اليمن إليه في الوقت الحالي، لافتا إلى أن حماية السفارات ودبلوماسييها يقع على عاتق الدولة المضيفة وهو الأمر الذي لم يعد يتوافر في اليمن المنحدر نحو مزيد من التفكك.
وقال شلبي في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر" إن اتجاه تلك الدول لإغلاق سفاراتها يعكس نفضهم أيديهم عن الصراع الدائر في اليمن والإعلان عن عدم الاعتراف بالإجراءات التي اتخذها الحوثيون، مشيرا إلى أن موقف مصر من ذلك مختلف نظرا لأهمية الدور المصري في المنطقة العربية وأهمية تواجد السفارة المصرية للتقريب بين الأطراف المتنازعة وتوصلهم لحل مشترك يحفظ الإراده الشعبية باليمن.
وأكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير رخا حسن أن مصر مازالت تحاول التقريب في وجهات النظر بين الأطراف اليمنية بما يحقق إرادة الشعب اليمني، مشيرا إلى أن المصلحة المصرية المتعلقة بمضيق باب المندب الذي يؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي المصري.
وأوضح أن قرار الدول العربية التي علقت عمل سفاراتها بصنعاء جاء غاضبا من عدم الالتزام بالمبادرة الخليجية التي تضمنت خروجا آمنا للرئيس اليمني والانتقال السلمي للسلطة، مشددا على أن هناك أطراف غير عربية تريد أن تسع لأن تنسحب مصر من القضية اليمنية، لافتا إلى أن مصر قد تكون الطرف المحايد لحل الأزمة اليمنية في المستقبل بالتعاون مع المبعوث الأممي لليمن.
وكان السفير المصري في اليمن يوسف الشرقاوي أكد لـ"دوت مصر" أن السفارة المصرية ليست بأمان عن ما يجري في اليمن وأنه لا يدري لماذا لم تتخذ السلطات المصرية القرار حتى الآن بإغلاق أو حتى تعليق عمل السفارة، مؤكدا أنهم يعملون في ظل ظروف قاسية وأن الدور الذي تلعبه مصر في المنطقة العربية يتطلب تواجدا لها على الأرض.
وكانت سفارات كل من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والسعودية والإمارات أعلنت عن إغلاق سفاراتهم في صنعاء في حين اتسم الموقف المصري بالغموض ما أثار العديد من التساؤلات حول احتمالية تكرار سيناريو السفارة المصرية في ليبيا والتي تعرض أعضاؤها الدبلوماسيين قبل عام للخطف على يد ميليشيات ليبية مسلحة استهدفت دبلوماسيي السفارة في ليبيا للضغط على الحكومة المصرية للإفراج عن ليبيين محتجزين بمصر.