فيديو| تعرف على كلمة لا يقولها أهالي العريش
تنام العريش مبكرا على صوت إطلاق الرصاص، وتصحو مبكرا على دوي التفجيرات. تنتشر قوات الأمن قبل دقائق من حلول السابعة مساء لفرض حظر التجوال، وتطلق الأعيرة التحذيرية بدءا من الدقيقة الخامسة بعد الساعة السابعة.
في الصباح يتسلل مسلحو جماعة أنصار بيت المقدس (داعش- ولاية سيناء) إلى المدينة لينفذوا إحدى عملياتهم الإرهابية ضد الجيش والشرطة والتي لا يخلو ضحاياها من المدنيين عابري الطريق أو المتواجدين صدفة في موقع الحادث.
في حديثهم عن الأوضاع بالعريش والمحافظة بشكل عام يتحاشى السيناويون ذكر كلمات "إرهاب" و"إرهابيين"، تتوارى الكلمة في الحكايات فلا تلحظ أن شيئا سقط، إلا بالحديث المستمر فيبدو أن شيئا ما مفقود.
تصير كلمات مثل "اللي بيحصل"، و"كده"، و"الأحداث"، و"الأوضاع" مرادفات إلى هجمات الإرهابيين على نقاط الجيش والشرطة، وما يستتبعها من رد قوات الأمن بهجمات واسعة النطاق على الشريط الحدودي في رفح وقرى بالشيخ زويد.
"انت عارف يعني بعد الثورة ومش الثورة إيه اللي حصل"، يقول أحد البائعين مشيرا بقوله "مش الثورة" إلى الحرب المستمرة على الإرهاب منذ ظهور جماعة أنصار بيت المقدس. ليست كلمة "إرهاب" خيار المواطنين الأول في وصف ما يحدث.
قبل يوم من وصول فريق "دوت مصر" للعريش لتغطية الأوضاع في محافظة شمال سيناء استهدف مسلحو انصار بيت المقدس مجندين وضابط قبالة فندق "سينا صن" بشارع 23 يوليو وسط المدينة وهو الشارع الحيوي والأكثر ازدحاما بالعريش، والذي كان مقررا إقامة الفريق به.
قتل المجندان في الهجوم وقال صحفيون بالمدينة إن الضابط أصيب، وإن الفندق معروف عنه استقباله للضباط. كنزلاء. كان الشهر الماضي هو الأعنف في هجمات المسلحين على منشآت الجيش والشرطة في المدينة.
الهجوم على المربع الأمني بـ"ضاحية السلام"، المعروفة بالاسم المختصر "الضاحية"، كان عنيفا وشديد التدمير، إضافة إلى رمزيته التي بدا فيها مربع الأمن شديد التحصين غير منيع ضد الهجمات. حصد هجوم المربع الأمني أرواح أكثر من 25 شخصا بين عسكريين ومدنيين.
يضم المربع الأمني في "الضاحية": مبنى المخابرات، ومديرية الأمن، والكتيبة 101 التابعة للجيش الثاني الميداني. ومبنى محافظة شمال سيناء، والمستشفى العسكري.
بعد ثمانية أيام من الحادث كانت أكوام الرمال تغلق كافة الشوارع بالمربع الأمني، وتمركز الجنود بأسلحتهم في كل مكان، حتى أسطح المنشآت المستهدفة. يمنع مسؤولو الأمن التصوير في المربع بشكل عام. ولا حركة تذكر على المصالح الخدمية فيه.
يفصل "الضاحية" عن "البلد" (حي العريش) طريق سد الوادي، ويربطهما كوبري "أبو صقل". تنفصل الضاحية بشكل ما عن "البلد"، وعليه كان لحادث فندق "سينا صن" في 5 فبراير رمزية أخرى في كون المسلحين يستطيعون الوصول إلى أكثر شوارع العريش حيوية لمهاجمة أهدافهم في التاسعة صباحا.
بعد كثير من الأسئلة والإلحاح فسّر مواطن سيناوي، رفض ذكر اسمه، سر إحجام المواطنين عن نطق كلمة "إرهاب" أو "إرهابيين". قال إنهم يخشون انتقام هؤلاء المسلحين إن هم وصفوهم بـ"الإرهابيين". "إحنا عايشين في خوف هنا"، قال الرجل.