التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:23 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| ضابط سوري منشق: أحببت بشار الأسد

<p><span style="font-size:18px;">لم تكن سوريا تعلم أن الخامس عشر من مارس/آزار 2011 لن يكون كسابقه في الأعوام الماضية، ففيه خرجت أول احتجاجات شعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وتوالت التظاهرات التي عمت أغلب المدن السورية، ليدخل الجيش العربي السوري كما يطلق عليه، مرحلة جديدة من تاريخه، ففي 25 إبريل/نيسان من نفس العام دخل الجيش السوري المواجهة بأمر النظام ليأخذ الصراع شكلا مسلحا، انشقت على إثره مجموعات كبيرة من الجيش لتعلن انضمامها لفصائل المعارضة المسلحة.<br /> <br />"دوت مصر" التقت أحد الضباط المنشقين من الجيش السوري وهو الملازم محمد، قائد سرية في الدفاع الجوي بمدينة نوى (المنشقة عن النظام) بمحافظة إدلب شمال سوريا.<br /> <br /><span style="color:#FF0000;"><strong>في البداية ماذا كان موقعك في الجيش السوري؟</strong></span></span></p><p><span style="font-size:18px;">كنت ملازم من الفرقة الخامسة لواء 112 قبل بداية الأحداث، وكغالبية السوريين كنت أحب بشار الأسد وأنظر إليه على أنه ذلك الشاب الوطني الشريف، قائد مسيرة التقدم والتحديث، ما دعانا إلى الالتحاق بصفوف الجيش السوري.</span></p><p><span style="font-size:18px;"><span style="color:#FF0000;"><strong>كيف تفاعلت مع الأحداث في بدايتها؟</strong></span></span></p><p><span style="font-size:18px;">كنا مغيبين تماماً عما كان يحدث في ذلك الوقت، بسبب عدم وجود أي وسيلة إخبارية أو إعلامية سوى الوسائل الرسمية التابعة للنظام، ولكن كلما كان شخص منا يذهب في إجازة إلى قريته أو مدينته، كان يعود لنا بأخبار متناقضة مع ما نسمعه في التلفزيون والصحف الرسمية، ولكن كان الخوف هو سيد الموقف حيث كان الجميع يخاف التكلم في هذا الشأن.</span></p><p><span style="font-size:18px;"><span style="color:#FF0000;"><strong>هل شاركت في التظاهرات وأنت عسكري؟</strong></span></span></p><p><span style="font-size:18px;">عندما قمت بزيارة إلى مدينتي واطلعت على الوضع الحقيقي وأنها فعلاً مظاهرات سلمية تطالب بالحرية والكرامة شاركت بإحداها بعد أن أخفيت شخصيتي خلف قناع وضعته على وجهي ومن ثم عدت مجدداً إلى معسكري وقد كان هذا الأمر في بدايات الثورة، ولم يكن الانشقاق ظهر بشكل كبير.</span></p><p><span style="font-size:18px;"><span style="color:#FF0000;"><strong>متى بدأت التفكير فعليا في ترك الجيش؟</strong></span></span></p><p><span style="font-size:18px;">عند عودتي من إحدى الإجازات، وبقيت حوالي الشهرين، ولكني لم أستطع التحمل أكثر من هذا، فنسقت أنا وعدد من الزملاء الضباط من رتب نقيب وملازم أول، وعدد من الملازمين الآخرين، على الهروب سرا من الكتيبة، ولكن الأمر لم يكن سهلاً، فأحد أصدقائي فقط بمجرد أنه قال عن أحد المجندين أنه انشق قاموا باعتقاله وإرساله إلى سجن تدمر العسكري، وإلى اليوم لا أعلم عنه أي شيء، فأتى أمر نقلي إلى سرية أخرى، وهنا كانت بدايات انتقال الثورة من المظاهرات السلمية إلى الكفاح المسلح، وقد كانت مهمة هذه السرية هي إعداد كمائن للثوار فبقيت فيها عدت أيام، ثم حاولت التواصل مع أحد الثوار ولم يتم الأمر.</span></p><p><span style="font-size:18px;"><span style="color:#FF0000;"><strong>ومتى تركت موقعك النظامي والتحقت بالثورة؟</strong></span></span></p><p><span style="font-size:18px;">في يوم أرسلني العقيد وقام بإعطائي عدة إجازات لتسلميها للقائد الموجود و كانت فارغة_لم يذكر السبب_ فقمت بملؤها وتوزيعها على أصدقائي ومباشرة ذهبت إلى مدينة نوى وقمت بالتنسيق مع أحد الضباط على حاجز للنظام على طريق دمشق درعا الدولي، وقد كان هذا أقوى وأسوأ حاجز موجود ثم وصلت إلى دمشق، وقابلت أحد الثوار في القابون الذي كان قد هيأ هوية مدنية لي، وقمت باستعمالها حتى وصلت إلى ريف إدلب، واستقبلني هناك الجيش الحر الذي انضميت إلى صفوفه.</span></p><p><span style="font-size:18px;"><span style="color:#FF0000;"><strong>ما موقعك الآن؟</strong></span></span></p><p><span style="font-size:18px;">أعمل قائدا لسرية في الدفاع الجوي بمدينة نوى بمحافظة درعا جنوبي سوريا، مهمتها التصدى لطائرات النظام.</span></p>