من قس إنجيلي إلى الرئيس الأمريكي(1)
محمود ابراهيم
السبت، 07 فبراير 2015 12:10 م
<p>سيادة الرئيس باراك حسين أوباما <br />تحية طيبة وبعد:<br />أكتب إليكم خطابي هذا بعد أن نقلت لنا وسائل الإعلام أخبار الجولة التي قام بها وفد من جماعة الإخوان المسلمين داخل الولايات المتحدة الأمريكية، تلك الجولة التي شملت أكثر من 12 مدينة أمريكية كبرى، والتي التقوا فيها عددا من المسؤولين ومراكز صناعة القرار في بلادكم، حيث التقوا ممثلين عن البيت الأبيض، وعن الخارجية الأمريكية، وأعضاء من الكونجرس الأمريكي، وعددا من مراكز البحث والفكر الأمريكية.</p><p>وأكد الإخوان في هذه اللقاءات يا سيادة الرئيس أنهم ذهبوا إليكم ليقولوا لكم إن مفاتيح الاستقرار في مصر بيدهم، وليطالبوا بعدم الاعتراف بالنظام الحالي، وأنهم فقط هم الذين يملكون التنظيم والقدرة على احتواء المنطقة وتهدئتها بالشكل الذي يتناسق ومصالحكم بالمنطقة.</p><p>وبالطبع نحن لا ننكر على إدارتكم ضرورة الاستماع لكافة الآراء من كافة التيارات، ولكن ما يُثير دهشتنا أنكم لازلتم تصرون على التعامل مع جماعة مارست التمييز والعنف والإرهاب على مدار تاريخها منذ نشأتها في عام 1928 وحتى اليوم، وعنفهم وإرهابهم شمل الكل مسيحيين ومسلمين ممن ليسوا على شاكلتهم، كما أن تمييزهم على أساس الجنس والدين موثق في أدبياتهم وواضح في تصرفاتهم.</p><p>ودعني أشرح لك يا سيادة الرئيس تاريخ هذه الجماعة وضلوعها في ممارسة التمييز- الذي ربما يكون خافياً عليكم- وأعتقد أنك ستفهم معنى ومرارة التمييز، حيث إنه من المؤكد أنك عانيت منه في بلدك بسبب لون بشرتك، فإنني لست في حاجة لأن أذكر سيادتكم بأنكم أول رئيس من خلفية إسلامية يدخل البيت الأبيض، فأنت الرئيس الرابع والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.</p><p>كما أنك أول رئيس زنجي يدخل البيت الأبيض، وهذه الخطوة التاريخية في تاريخ أمريكا تؤكد مدى احترام بلدكم لقيم الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان أياً كان لونه أو دينه، فكلما ارتقت الشعوب في مدارج العظمة والتقدم تجاوزت الانتماءات العنصرية الضيقة مثل الانتماء للدين أو الجنس أو اللون أو العقيدة أو اللغة، وكلما هوت الشعوب في مدارك الهوان والانحطاط انحازت لهذه الانتماءات الضيقة، والشعب الأمريكي الذي انتخبك كأول رئيس زنجي في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية أثبت للعالم أجمع أنه من الشعوب الناضجة الراقية التي تجاوزت مدارك التخلف والانحطاط وارتقت فوق مدارج الرقي والتحضر.</p><p>لقد كان فوزكم حدثاً تاريخياً بكل المقاييس، لقد انتصر الشعب الأمريكي على عنصريته البغيضة، وضرب الأمريكيون النموذج الأروع في الشجاعة والديمقراطية والتسامح واحترام حقوق الإنسان وقبول الآخر، حيث نزعوا الثوب العنصري عنهم وانتخبوا "أفرو- أمريكيا" رئيسا لبلادهم، له جذور إسلامية، حيث إنك ابن رجل كيني مسلم وقد انتُخبت رئيساً لبلد غالبيته – 87 %- من اللون الأبيض، كما أن معظم أفراده يدينون بالمسيحية.</p><p>سيادة الرئيس أوباما، مما لا شك فيه أن وصولك لرئاسة أقوى بلد في العالم هو تحقيق للحلم الذي كان يحلم به القس الأسود مارتن لوثر كينج، ذلك الرجل المناضل الذي كرّس حياته للنضال من أجل استرداد حقوق السود المسلوبة.</p><p>ومن المؤكد يا سيادة الرئيس أنك تجرعت مرارة التمييز في طفولتك من البيض بسبب لون بشرتك، ولذلك فإنّ ما يثير عجبي ودهشة شعب مصر العظيم أنك لازلت تساند جماعة الإخوان المسلمين، تلك الجماعة التي مارست العنف والإرهاب، والتي مارست التمييز بامتياز ضد شركاء الوطن وضد المرأة والمسيحيين.</p><p>وربما لأنك لا تعرف المعرفة الكافية عن هذه الجماعة التي تساندها أنت وإدارتك، دعني أنقل لك ما كتبه حسن البنا مؤسس الجماعة عن المرأة، يعتبر البنا منح المرأة حق الانتخاب ثورة على الإسلام وثورة على الإنسانية، لمناقضته لما يجب أن تكون عليه المرأة بحسب تكوينها ومرتبتها في الوجود، فانتخاب المرأة سٌبة في النساء ونقص ترمى به الأنوثة "مجلة الإخوان المسلمون" 5 يوليو 1947، وكذلك فإن المرأة لا يجب أن تكون وزيرة ولا عضوا في البرلمان بحال، فإنّ من مقتضى إسناد هذه الأعمال إليها الخلوة مع غير ذي المحرم، بل ربما اقتضى ذلك الخلوة مع غير المسلم" حسن البنا فى العدد 19 من مجلة النذير".</p><p>ويرد البنا على المنادين بشغل المرأة بالمحاماة فيقول: "الاشتغال بالمحاماة مردود عليهم بأن الرجال وهم أكمل عقلاً من النساء لم يحسنوا أداء هذا الحق، فكيف بالنساء وهن ناقصات عقل ودين" حسن البنا في حديث الثلاثاء ص 370".</p><p>وحين طلب عميد كلية التجارة حمدي بك تعيين أربع طالبات في وظائف الدولة، استنكرت مجلة النذير – مجلة الإخوان المسلمين- واستعملت الإيحاءات الجنسية في ردها فقالت فى العدد 20 بتاريخ 15 جمادى الأولى ص 23 " إن كل واحدة من هؤلاء المتخرجات إذا لم تعثر على الجليل فهي في وظيفتها لن تعدم الخليل!!" ويعقب حسن البنا على طلب الآنسة نعيمة الأيوبي للعمل كمحامية وفاطمة فهمي للتقدم لمدرسة الهندسة بقوله "للمرأة وظيفة فى الحياة وهي المنزل، وليس من النافع أن تشارك الرجال فيما يقومون به من الأعمال" مجلة الإخوان المسلمون العدد 8 ص 19".</p><p>سيادة الرئيس أوباما هذه بعض أفكار جماعة الإخوان المسلمين التي لازلت تساندها أنت وإدارتك، فهل من المعقول أن تساند جماعة تمارس التمييز على أساس الجنس وأنت ذاتك قد عانيت من التمييز على أساس اللون ؟!! <br />سيادة الرئيس لحديثي إليك بقية </p><p> </p>
لا يفوتك