<p dir="RTL" style="text-align: justify;">"هي مصر مفيهاش غير الإرهاب بس..الإرهاب بيطلع من الفقر والعشوائيات.. أي واحد فينا ظروفه ملخبطه..هتقولي ولع هولع..عايزين نعرف حقنا فين في البلد دي".. بهذه الكلمات عبر أحد أهالي منطقة طابية صالح بالقباري، غرب الأسكندرية، عن استيائه من تجاهل المسؤولين لمطالبهم، وسوء حالتهم الاقتصادية، وانتظارهم وقوع كارثة في أية لحظة تهدد حياتهم.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">القصة بدأت عندما وقع هبوط أرضي بمنطقة "طابية صالح" منذ عدة أيام، ما تسبب في هدم عشتين، دون إصابات أو ضحايا، وتوجهت عدسة "دوت مصر" لترصد حال أهالي المنطقة، والتي تعد إحدى العشوائيات بالأسكندرية، حيث تتكون من عشش صغيرة، تعود لأكثر من ثلاثين عامًا، كل عشة مكونة من غرفة أو غرفتين، ولا تسكن فيها أسرة واحدة فقط، بل أسرتين أو ثلاث على الأقل.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وأكدت مالكة إحدى العشش المنهارة بسبب الهبوط الأرضي، وتدعى أم محمد، (50 عامًا)، أن "ابنها يسكن فيها، ونظرًا إلى قضائه فترة عقوبة بالسجن، فابنه يعيش معها وتتكفل بمصاريفه، ولم يتواجد فيها لحظة انهيارها".</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وقالت أم محمد، إن "المحافظة أصدرت قرارًا بتعويض كل عشة بشقة في منطقة العامرية، مقابل 150 جنيهًا شهريًّا، بعد وقوع الحادث، ولكن هذا المبلغ لا يستطيع أحد أن يدفعه من سكان المنطقة، نظرًا إلى سوء حالتنا الاقتصادية، ولم نجد إلا تعنت المسؤولين، فلم يقتنعوا أن العشة الواحدة يقطن فيها أكثر من أسرة"، متسائلة، "طب والباقي يروحوا فين؟".</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وكشف أحد المواطنين الذي يقطن بالمنطقة، ويدعى محمود عبدالرازق، (30 عامًا)، أن "الهبوط الأرضي جاء بسبب مجموعة من اللصوص كانوا يبحثون عن الآثار، وقامت مباحث قسم مينا البصل، بالقبض عليهم مؤخرًا، بعد أن أخرجت أكثر من 500 قطعة أثرية، ما يوضح أن تلك المنطقة مبنية على موقع أثري كبير، دون اتخاذ أي إجراء لإنقاذ أهالي المنطقة من كارثة قد تقع في أية لحظة بانهيار عشش أكثر"، موضحًا أن "العشة المنهارة هبطت لعمق أكثر من 17 مترًا، وهذا يؤثر بدوره على عشش أخرى بجوارها، ويهدد حياة أهالي المنطقة بوقوع كارثة كبيرة".</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">كما عبر عبدالرازق، عن استيائه لتجاهل المسؤولين لأهالي الطابية، ولاسيما في ما يتعلق بتوصيل مياه الشرب، مشيرًا إلى أنهم يعيشون على "جراكن" المياه التي يأتون بها من المساكن المجاورة، وأن ما يقرب من 12 طفلًا في المنطقة، ومن بينهم ابنته، مصابون بالفشل الكلوي، وأظهر قرارًا على نفقة الدولة لعلاج ابنته يثبت ذلك.</p>