التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 06:25 م , بتوقيت القاهرة

حرم السيد الرئيس!

لا أعتقد أنها منطقةٌ مُحرمةٌ، بالعكس.. كل العبارات التي يقولها السيد رئيس الجمهورية عن المرأة المصرية منذ بَدَأَ حملته الانتخابية، دورها ومكانتها وأهميتها في المجتمع تؤكد أن المرأة لها دورٌ مهم، وسوف يكون لها دورٌ أكبر في المستقبل، فلماذا لم تظهرْ السيدة حرم رئيس الجمهورية في مناسبات كثيرة كانت تستدعي وجودها؟


في كل دول العالم المتحضرة ـ نحن منها بالمناسبة ـ تظهر حرم السيد رئيس الجمهورية في أوقات تُفسر أن رئيس الدولة رجل عائلة، الرسالة التي يعكسها ظهور السيدة التي تُشارك رئيس الجمهورية حياته أن هناك رجلا مُثقلا بالهموم يستند إلى ذراع امرأة راضية تُخفف عنه حجم المسؤولية، وأن خلف القرارات الرئاسية هناك عائلة سعيدة في الانتظار.


وأزيد، أن للسيدة الأولى أدوارا صغيرة مهمة يجب أن تقوم بها، أدوار اجتماعية ومجتمعية، لا أعتقد أن فترة الأربع سنوات في الحكم سوف يجعلها أضخم وأكبر من ذلك.


لا أعرف السر الذي جعل السيد رئيس الجمهورية يسير في اتجاه حجب ظهور السيدة زوجته، هل هو منعا لتكرار قصة السيدة الأولى التي يتضخم دورها بمرور الوقت، فتصبح نقطة ضعف في حياة الحاكم؟ أم هو اقتناع شخصي وعائلي جعله يتخذ هذا القرار؟


بالعكس، أتمنى أن تظهر السيدة الأولى في مناسبات اجتماعية، أقربها زيارة جرحى جنود القوات المسلحة المصرية في المستشفى.


تأجيل ظهور حرم الرئيس ليس في مصلحة دولة متحضرة تعتبر وتعتقد وتؤمن أن المرأة نصف المجتمع، كذلك ظهورها في وقتٍ متأخر بعد ذلك يُمكن تفسيره بطريقة تؤذي وجودها.


المرأة المصرية الآن في أصعب أوقاتها، ومطلوب منها أن تقاوم وتصبر وتنتج وتلعب كل الأدوار، لكن ليس في يدها أدوات تصنع بها الدور المطلوب على وجه دقيق. خاصة في ظل عنفٍ وغل وكراهية متبادلة بين الرجل والمرأة في المجتمع المصري لأسباب زيادة الطلاق وتضاعف أرقام العنوسة.


يشن الرجل حربًا لا نهاية لها، تبدأ بالنكتة ولا تنتهي بالتحرش، وتواجه المرأة بالصراخ وانتظار القوانين التي تحميها، والبحث عن مهامٍ صعبة تقوم بها لتعويض وجود الرجل الغائب من حياتها وفي حياتها.


ربما يكون وجود حرم رئيس الجمهورية في الصورة بابًا مواربًا على أمل استعادة المرأة المصرية لحقوقها، التي كلما سعت للحصول عليها سارت في الطريق الخطأ أو وصفت بالمرأة الخطأ.


في الفترة التالية، كما ننتظر حلولا لأشياءٍ كثيرة أو صورا جديدة لقضايا قديمة، يجب أن تُعاد العلاقة بين الرجل والمرأة إلى مسارها الصحيح.


هل يُمكن أن تلعب حرم رئيس الجمهورية هذا الدور، هل يُمكن أن تجد المرأة امرأة في الصورة تُمثل وجودها وآمالها؟