التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 06:54 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| ذكرى مذبحة استاد بورسعيد بين شهداء وقتلة

عاشت محافظة بورسعيد، على مدار ثلاث سنوات، فترة عصيبة، بين سندان القصاص ومطرقة الظلم، لتظل تسبح في دائرة مفرغة، والسبب قضية مذبحة الاستاد الشهيرة، وهي ليست وليدة اللحظة، ولكنها تم صناعتها عبر أجيال وصراعات رياضية وسياسية، ولكن الجديد أن ترتدي بورسعيد ثوب الإعدام، في مثل هذا اليوم، الأربعاء 1 فبراير 2012، حيث وقعت المأساة، عقب مباراة كرة القدم التى جمعت الأهلي والمصري على استاد بورسعيد، راح ضحيتها 72 قتيلا ومئات المصابين.


ويقول أحد شهود العيان: "بدأت جماهير الأهلي تقتحم أرض الملعب بين شوطي المباراة، وتكرّر الأمر بعدما أحرز المصري هدف التعادل، ثم هدفي الفوز، كما رفعوا لافتة "بلد البالة ما جابتش رجالة"، وهو ما أثار حفيظة الجماهير البورسعيدية، فضلا عن السباب والألفاظ النابية، التي وصموا بها جماهير ولاعبي المصري.


أما إبراهيم المصري، الشهير بمارادونا، ولاعب النادي المصري ومنتخب مصر السابق، وأحد شهود العيان على الواقعة، يضيف: "غابت كافة الإجراءات الأمنية، والتفتيش أثناء دخول المباراة، فضلاً عن قيام قوات الأمن بقفل البوابات في اتجاه جماهير الأهلي، وعدم ترك سوى باب صغير للغاية لخروجهم، ما أدى لوفاة عدد كبير منهم بسبب التدافع والاختناق.


وأشار، إلى تقرير الطب الشرعي، الذي أفاد أنه لا يوجد حالة قتل واحدة، ما يدل على أن الجماهير فرت هاربة من الفزع، ودلل على ذلك بأن القتلى والمصابين سقطوا عقب انتهاء المباراة.


وتسائل "مارادونا" عن السيدة الأهلاوية، التي أذيع في الإعلام أنها كانت حاملا، وتم إلقاؤها من أعلى المدرج، مضيفا: "وأين الشخص الذي تم ذبحه، وألقيت جثته من أعلى المدرج؟، مؤكدا أن الإعلام هو من صورها مذبحة، ولكن حقيقة الأمر أن القيادات الأمنية التي تعرضت للإهانه في مباراة كيما أسوان والأهلي هى من تولت تأمين تلك المباراة، لإعطاء الجماهير الحمراء درس، ولكن عندما انقلبت إلى مذبحة، تم إلصاقها بجماهير المصري.


وأستنكر نجم المصري السابق، غياب أعضاء مجلس إدارة الأهلي عن حضور المباراة، وإلغاء الرحلة التي تم تنظيمها من قبل النادى لمشاهدة اللقاء، وانسحاب الكتيبة العسكرية التي استقبلت جماهير الأهلى قبل بورسعيد بـ30 كيلو، فضلا عن انسحاب كتيبة الأمن المركزي.


ومن جابها أدانت المنظمات الحقوقية الواقعة، لافتة إلى أنها جريمة مكتملة الأركان، استهدفت في المقام الأول النادي الأهلي وجماهير ألتراس أهلاوي، لمعاقبته على مواقفه في الثورة المصرية، ووقوفه مع الثوار في موقعة الجمل، مستنكرة عدم تدخل الأمن لمنع سفك دماء المصريين، وخاصة في ظل تصاعد التوتر على مدار اليومين السابقين بين جانبي المباراة على فيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي.


ويقول رامي الملكي أحد الحاصلين على البراءة في القضية: " لم نشعر بالبراءة، ولم نتذوق حلاوة الحرية، لأن إخواننا مازالوا خلف أسوار السجن ما بين منتظر للإعدام أوالحبس، وبالرغم من حصولي على البراءة، فإنني أشعر أنني لم أخرج حتى الآن، فأنا ما زلت سجينًا لأن إخواني ما زالوا خلف أسوار السجن".


وتابع: "تركتهم وأنا لا أريد أن أتركهم، فقد عشنا سويًا الظلم، وتذوقنا مرارة السجن، وأول مرة ينتابني شعور بأن الحكومة فاسدة، وهذا ما لم نكن جميعًا نتوقعه".


واستطرد: "لم نكن نستحق هذا، فقد عشنا فترة عصيبة مابين الظلم، وبين الإهانة داخل سجون مصر، والفضل في الإفراج عني يرجع لدم شهداء بورسعيد، الذين ضحوا بحياتهم من أجل الدفاع عن القضية".?


ومن جانبه، أبدى علي سبايسي "كابو جماهير المصري"، سعادته بعودة مباريات الأهلي والمصري من جديد في الدوري العام والتي انتهت بالتعادل منذ أسابيع، مضيفا: "الحمد لله على البنط، والحمد لله إن المباراة اتلعبت بشكل طبيعي، والحكم نوعا ما أدار المباراة بشكل سليم، ولكن علينا أن نلاحظ أن اللاعبين في الفريقين مشحونين، وهناك ضغط جماهيري من قبل مشجعي الفريقين.


وأكد "سبايسي أن بورسعيد هي رمز الوطنية، قائلا: "لقد مددنا إيدينا بالصلح أكثر من مرة عشان خاطر مصر، وهما رفضوا، إن كان مات منهم 72 واحد، إحنا عندنا 53 قُتلوا بطلق ناري و73 محبوسين ظلم".