بعد ذبح الرهينة الياباني.. كيف يفلت الكساسبة من سكين داعش؟
"أنا كنجي جوتو هذه رسالة صوتية أمرت أن أرسلها إليكم: إذا لم تكن ساجدة الريشاوي جاهزة لعملية التبادل مقابل حياتي على الحدود التركية قبل غروب شمس يوم الخميس الموافق 29/1/2015 بتوقيت الموصل، فسيتم قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة فورا".. كانت هذه آخر كلمات الرهينة الياباني المحتجز لدى تنظيم الدولة "داعش"، قبل أن ينفذ التنظيم وعيده أمس، السبت، ويبث مقطعا مصورا لذبحه.
قتل الرهينة الياباني جاء محملا برسالة تهديد للمملكة الأردنية بأن دور الكساسبة هو القادم، ليأتي السؤال المحير: ماذا يمكن أن تقدمه عمان لإنقاذ الطيار المختطف منذ أوخر ديسمبر؟
الحكومة تدين
من جانبها، عبرت الحكومة الأردنية على لسان الناطق باسمها، الدكتور محمد المومني، اليوم الأحد، عن إدانتها للحادث، مؤكدة أنها لم تدخر جهدا في سبيل الحفاظ على حياة الرهينة الياباني وإطلاق سراحه، غير أن تنظيم "داعش" رفض كل المحاولات التي قامت بها الأجهزة المختصة من أجل الإفراج عنه.
وبشأن الكساسبة، أكد المومني أن الدولة الأردنية بكل أجهزتها مستمرة في جهودها للحصول على ما يثبت سلامة الطيار الأردني، وأنه على قيد الحياة، وتأمين إطلاق سراحه وعودته إلى البلاد.
التنظيم غير جاد
وتأكيدا لذلك، قال عضو المجلس الأعلى للإعلام الأردني، الكاتب والمحلل السياسي، سلطان الحطاب، لـ"دوت مصر" إن حكومة بلاده تبذل كل ما في وسعها عبر المفاوضات غير المباشرة لإطلاق سراح الكساسبة، ومقايضته بالسجينة العراقية ساجدة الريشاوي، لافتا إلى عدم جدية "داعش" في إنجاح المفاوضات.
وبحسب الحطاب، فإن "داعش، وفي عملية ابتزاز واضحة، لم يقل إنه سيفرج عن الكساسبة بل قال إنه سيبقيه حيا فقط"، ورأى أن التنظيم يريد من هذا الأسير أن يكون "ورقة ضغط" على الأردن لإجباره على الانسحاب من الحرب التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
أين الضمان؟
وزير الإعلام الأردني السابق، راكان المجالي، قال لـ"دوت مصر"، إن الأردن جاهز لأي مقايضات في سبيل الإفراج عن الكساسبة، "لكن يجب أولا ضمان بقائه على قيد الحياة قبل البدء في أي خطوات".
وبشأن عامل الوقت الذي لم يعد في صالح الكساسبة، وسط تهديدات "داعش" المستمرة بقتله، وصف المجالي التنظيم بـ"المخادع"، موضحا أنه لا يمكن لدولة أن تعتمد في سياستها على افتراضات، أو تستسلم لتهديدات دون ضمانات واضحة.
الكرة بملعب داعش
النائب المستقل بالبرلمان الأردني، رائد قاقيش، اعتبر أن "التكاتف الوطني بين حكومة عمان وبين الشعب لصالح قضية الكساسبة، هو فشل جديد لـ"داعش"، الذي أراد بأسره للطيار الأردني أن يكسر إرادة البلاد".
وأكد قاقيش، لـ"دوت مصر" أن حكومة بلاده لا تألو جهدا من أجل الإفراج عن الطيار الأردني، ملقيا الكرة في ملعب داعش، قائلا "على التنظيم أن يعطي ضمانات بأن السجين الأردني على قيد الحياة أولا، وثانيا جديته في الإفراج عنه، إذا أراد حقا إنجاح هذه المفاوضات".