التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 05:52 ص , بتوقيت القاهرة

5 نقاط اتفاق بين فكر الإخوان و"داعش"

أنشأ حسن البنا جماعة الإخوان عام 1928 على عدة مفاهيم أساسية، كالحاكمية والخلافة وقاعدة الولاء والبراء، وفي القرن الحادي والعشرين، جاء التنظيم الذي قام على نفس الأسس، مع فارق وحيد ومهم، هو البدء في تنفيذها على أرض الواقع، وهو تنظيم "داعش"، وبالنظر في تحليلات داعش عبر نوافذها الإعلامية، تبرز خمسة نقاط أساسية في تلاقي فكرها مع الإخوان:


الحاكمية


من أهم الأفكار التي ركز عليها سيد قطب في كتابه "معالم في الطريق"، وترتكز فكرتها على أن الحكم في هذا الكون كله لله من حيث التشريع القانوني والنظام السياسي وقيم المجتمع وتصوراته للكون وفنونه وآدابه، وقال فيها قطب إن المجتمع المسلم هو الذي يطبق شرع الله وليس غيره حتى لو كان به مسلمون عابدون، وإن أي شيء غير الحاكمية هي عبادة من البشر للبشر.


ورفض قطب استنادا إلى الحاكمية كل اتجاهات التاريخ وعلوم الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع وكل العلوم الإنسانية، لأن مصدرها غير إسلامي، كما رفض كل محاولات تقريب الإسلام من الديمقراطية أو الاشتراكية، ويعترض على مفاهيم الدولة الوطنية أو القومية.


نفس الفكرة التي أكد عليها قطب، تنادي بها داعش حتى الآن، فتذكرها كمقابل لفكرة الديمقراطية، الكافرة في كل موضع ذكرته، وترى الحل في ترك الأيديولوجيات الغربية التي تقوم على الجاهلية، والعودة إلى "العقيدة الغراء"، في الحاكمية وصرف النسك.


الخلافة


وتعد الخلافة الهدف المُعلن الأكبر الذي تسعى وراءه داعش، ومبررها للحرب على العراق وسوريا، اللذين تعتبرهما نموذجا لتحكيم شرع الله، وفي عقيدة الإخوان، فالخلافة رمز الوحدة الإسلامية، ومظهر الارتباط بين أمم الإسلام، وأنها شعيرة إسلامية يجب على المسلمين والاهتمام بشأنها، وقال حسن البنا في "رسالة المؤتمر الخامس" تحت عنوان "الإخوان المسلمون والخلافة": "لا تدع مجالا للشك في أن من واجب المسلمين أن يهتموا بالتفكير فى أمر خلافتهم منذ حورت عن منهاجها، ثم ألغيت بتاتا إلى الآن".


الأقباط


من أهم الأسس الفكرية التي تربى عليها الإخوان، هي الصور النمطية لبعض فئات المجتمع، ومن بينهم الأقباط، فرغم عدم وجود تحريض أو عنف في مراجع الإخوان تجاه الأقباط، إلا أن الواقع يقول غير ذلك، وأقرب مثال ما تعرضت له الكنائس المصرية من هجوم كانتقام بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة.


أما لدى داعش، فكانت النظرة واضحة وصريحة، وقالت داعش في تحليل نشرته عن مصر بعنوان "سر الأحجية المصرية"، إن الأقباط يقدّرون بـ7% من تعداد سكان مصر، ورأت ضرورة التخلص الفوري منهم فورا وبدون استثناء، لأنهم يقتلون المسلمين ويعادون الإسلام، ووعدت باستهدافهم فور البدء في تنفيذ مخططها لـ"فتح مصر".


الجيش والشرطة


منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي انتهجت جماعة الإخوان طريقا معاديا لقوات الجيش والشرطة، واتضح ذلك من خلال صفحات الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي، وآخر مثال على ذلك شماتة الجماعة ومؤيديها في استشهاد عدد من رجال القوات المسلحة في هجوم إرهابي على مقرات أمنية بالعريش، الخميس الماضي.


وتعتبر داعش الشرطة والجيش، إضافة للقضاء، السلطة التنفيذية الفعلية للبلاد، وقدرت عددهم بـ8 ملايين عضو عامل ومتقاعد، يتمتعون بمميزات خاصة عن باقي الشعب، ونصحت باستهدافهم مباشرة، وتنفيذ عمليات اغتيال لهم.


النظام العالمي


ترى جماعة الإخوان أن قيادة الغرب للبشرية أوشكت على الزوال، لأنه لم يعد يملك رصيدا من "القيم" يسمح له بذلك، وذكر قطب في "معالم في الطريق"، أن منهج الغرب قد انتهت صلاحيته، ورأى ضرورة وجود قيادة تملك إبقاء وتنمية الحضارة المادية التي وصلت إليها البشرية، وتزود البشرية بقيم جديدة.


أما النظام العالمي في نظر داعش، فتديره أمريكا، التي تعتبرها رمز "الجاهلية العلمانية"، وتتفق مع رؤية قطب في قرب انتهاء هذه الحضارة، التي تقول إنها استمدت قوتها الرمزية من عين حورس المصرية والهرم الأكبر، الموضوعان على عملتها فئة الواحد دولار "تيمنا بالحضارة الفرعونية الإبليسية"، وفقا لداعش.