التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 09:48 ص , بتوقيت القاهرة

ميدان الساعة بدمنهور.. قبلة الثائرين على الفساد

يعتبر ميدان الساعة الذي يقع بوسط مدينة دمنهور عاصمة البحيرة المتنفس الحيوي والرئيسي للقوى السياسية بالمحافظة للتعبير عن مواقفها وأرائها قبل وبعد ثورة 25 يناير من خلال الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات التي تنطلق منه وتعود إليه مرة أخرى فقد شهد مظاهرات ضد نظام الرئيسين الأسبقين حسني مبارك ومحمد مرسي.



6 أبريل ومبارك


قد شهد الميدان خلال الخمس سنوات الأخيرة من حكم مبارك عدة وقفات احتجاجية مناهضة لسياسيات نظام مبارك ومنها غلاء الأسعار والتعديلات الدستورية وقانون الطوارئ شارك فيها عدد من القوى السياسية أبرزها حزب غد الثورة وحركتي كفاية و6 أبريل، وأشهر هذه الوقفات 6 أبريل 2008 عندما تم القبض على 13 ناشطا سياسيا ينتمون لأحزاب التجمع والناصري وغد الثورة وحركة كفاية، وتم اعتقالهم بعد إخلاء سبيلهم في سجن الغربنيات، وكذا وقفة حركة كفاية في 2009 عندما تظاهرت وحدها في الذكرى الأولى لتأسيسي الحركة وهتف أعضاؤها بإسقاط مبارك .


جمعة الغضب


وفى ثورة 25 يناير 2011 حالت الأجهزة الأمنية وكردونات الأمن المركزي من وصول المتظاهرين إلى ميدان الساعة ولكن في جمعة الغضب الأولى التي توافق ذكراها الرابعة اليوم 28 يناير لم تتمكن الأجهزة الأمنية من عرقلة المتظاهرين بالمدينة، حيث تم إضرام النيران في مقر مباحث أمن الدولة والحزب الوطني "المنحل" وقسم الشرطة وذلك بعد سقوط أول شهيد للثورة بالبحيرة في قلب ميدان الساعة بهاء الجرواني الذي صطدمته سيارة المطافىء.


كما شهد ميدان الساعة في يوليو 2011 اعتصاما استمر 10 أيام تضامنا مع ثوار التحرير للمطالبة بتسجيل وعلانية المحاكمات وتحويل مبارك لمستشفى طرة وتطهير جميع المؤسسات وإلغاء وزارة الإعلام وإمنح  الصلاحيات الكاملة لرئيس الوزراء آنذاك، وعدم تحويل المدنيين إلى محاكمات عسكرية وتطهير القضاء واستقلاله وإقالة النائب العام ورئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ووضع حدين أدنى وأقصى للأجور ومراجعة الموازنة العامة للدولة.


النشطاء والإخوان


أيضا كانت بداية الصدام بين النشطاء السياسيين وجماعة الإخوان عقب ثورة 25 يناير في ميدان الساعة وتحديدا في شهرأبريل 2012 عندما قام عشرات النشطاء السياسيين بتنظيم عرض (إخوان كاذبون) من خلال شاشة عرض وسلاسل بشرية، وضم العرض العديد من المواقف السياسية المتناقضة لتنظيم الإخوان أثناء وعقب ثورة 25 يناير، وقام الإخوان خلال عرض الفعالية بتحطيم كافة محتويات العرض والتعدي بالضرب على أعضاء الحملة.


وفى نوفمبر 2012 تحول ميدان الساعة إلى حرب شوارع بين المتظاهرين والأمن المركزي والإخوان استخدم فيها الشوم والعصا والقنابل المسيلة للدموع وقطع شريط السكة الحديد؛ احتجاجا على الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المعزول محمد مرسي.


تفويض السيسي


ولم تخمد حرب الشوارع التي استمرت ثلاثة أيام متتالية إلا حينما سقط أول قتيل للإعلان الدستوري في قلب ميدان الساعة وهو إسلام فتحي مسعود عضو تنظيم الإخوان الذي لقى مصرعه نتيجة الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين المتظاهرين وأعضاء جماعة الإخوان.


كما شهد الميدان تظاهر آلاف المواطنين الذين جاءوا من مراكز ومدن المحافظة في 30 يونيو للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان وحتى عزل مرسى في 3 يوليو 2013 ، وكذا في 26 يوليو لتفويض وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسى لمواجهة الإرهاب، وشهد الميدان مؤخرا العديد من مسيرات الإخوان الداعمة للرئيس المعزول محمد مرسي، وإثر ذلك قامت المحافظة بتنظيم الميدان من خلال عمل استراحات للمواطنين بداخله وإشارات انتظار للمرور لتنظيم حركة المرور ومنعا لتكدس السيارات وإعاقة الحركة.