خاص| لهذه الأسباب توسعت "البيشمركة" في مناطق نفوذ داعش
ألقت نجاحات قوات البيشمركة الكردية في معاركها أمام تنظيم داعش، بظلالها على الشارع السياسي العربي والعراقي على وجه التحديد، حيث حققت تلك القوات بمساعدة قوات التحالف الدولي انتصارات في عديد من المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، فيما أرجعه البعض بأنه نتيجة لإيمانها بقضيتها، وأن المكاسب التي حققتها ساهمت في رفع روح جنودها المعنوية للاستمرار في مقاتلة عناصر التنظيم.
في الوقت ذاته، رأى آخرون أن قوات البيشمركة فشلت في تحرير وإعادة العديد من الأراضي التي وقعت في قبضة تنظيم داعش.
وقال الناطق السابق باسم حكومة إقليم كردستان العراق، جمال عبدالله، في اتصال هاتفي مع "دوت مصر"، إن سبب قوة قوات "البيشمركة" في مواجهة تنظيم داعش تكمن في عدالة القضية التي تناضل من أجلها البيشمركة، مشيرا إلى أن البيشمركة قاومت وثبتت على أهدافها ولم تخضع للديكتاتوريات قبل تاريخ ظهور داعش.
ووصف عبدالله قوات البيشمركة بـ"المسلح السياسي"، قائلا: "البيشمركة لم يحمل سلاحا في وجه أحد ولم يهاجم أو اعتدى تاريخيا على أرض أو حقوق أي شعب من شعوب الجوار أو العالم، فلم يهاجم طهران أو أنقرة".
وأضاف أن رؤية البيشمركة لنتيجة نضالها المثمر والجيد دفعها للمحافظة عليه، قائلا: "كل هذا ساهم في تحسين معنوياتها النفسية والسياسية"، مشيرا إلى أن قرابة مليون و700 ألف من كل القوميات والطوائف المطرودة من الموصل يعيشون في محافظات إقليم كردستان بصورة آمنة ومتسامحة.
وأشاد عبد الله بالدور الذي قدمه التحالف الدولي في تدريب وتسليح قوات البيشمركة مما رجح كفتها أمام داعش، قائلا: "أمريكا وفرنسا وإيطاليا قدموا الأسلحة الجديدة والنوعية مما ساعد في انقلاب موازين القوى".
في حين قال الخبير القانوني والسياسي البغدادي، طارق حرب، لـ"دوت مصر" إن قوات البيشمركة أخفقت في حربها مع داعش، مدللا على صحة كلامه بالإشارة إلى الأراضي التي خسرتها البيشمركة، إضافة إلى فشلها في استعادتها مرة أخرى.
وعن تفسيره لسبب توسع قوات البيشمركة في العراق وسوريا وعرض مسؤوليها على الجيش العراقي المساعدة في تحرير الأراضي التي لا زالت تحت سيطرة داعش، اتهم الإعلام بتزييف الحقائق، قائلا: "الإعلام شيء والواقع شيء آخر، قوات الحشود الشعبية الشيعية تعاونت مع القبائل العشرية لتحرير الأنبار تجاه الجنوب وحرروا العامرية".
وقال حرب إن التحالف الدولي زود قوات البيشمركة بالأسلحة التي حالت دون سقوط أربيل بيد التنظيم، قائلا: "أسلحة الدول الأوروبية وتدخل أمريكا وإيران الفوري منعوا سقوط أربيل بيد داعش".
أما الكاتب والمحلل السياسي العراقي، إياد الملاح، فأرجع لـ"دوت مصر" سبب نجاح قوات البيشمركة في صد تنظيم داعش في بعض المناطق مقارنة بقوات الجيش العراقي إلى الدعم الذي تلقته من أمريكا والدول الأوروبية مقارنة بالجيش العراقي.
وأضاف: "كما أن مناطق التوتر التي تقاتل فيها تختلف عن مناطق الجيش، إضافة إلى أن استقرار إقليم كردستان ساهم في رفع القدرات القتالية لقوات البيشمركة، في حين أن الأزمة التي لا تزال دائرة في بغداد انعكست سلبيا على الجيش العراقي الذي فشل في تحقيق منطق التوازن الديني أو العرقي أو الطائفي".
وتابع: "الطبيعة الجغرافية للمعركة تختلف، فالقوات العراقية تقاتل في صلاح الدين، الأنبار، ديالي والتي تعد معاقل رئيسية لداعش، والتي تختلف عن الأماكن القريبة من إقليم كردستان".
وتوقع الملاح عدم امكانية تمدد قوات البيشمركة خارج إقليم كردستان، قائلا: "تقدم البيشمركة خارج الإقليم يتطلب موافقة الحكومة الاتحادية، ولو ساعدت قوات الجيش العراقي في تحرير بعض المناطق سيتسبب في اشتعال الأزمة بين كردستان والمنطقة المركزية".
يذكر أن قوات البيشمركة تقاتل تنظيم داعش في مناطق كوباني "عين العرب" السورية وعفرين بمحافظة حلب السورية، ورأس العين بمحافظة الحسكة السورية، ومحافظة أربيل العراقية، وكلا من زمار وسنجار والموصل بمحافظة نينوى العراقية، وجلولاء بمحافظة ديالى العراقية، ومحافظتي كركوك ودهوك العراقيتين.
ونجحت قوات البيشمركة في مواجهة تنظيم "داعش" وهزيمته في مناطق نفوذه بل وطرده من مناطق كانت تحت سيطرته، بل وعرض بعض المسؤولين في إقليم كردستان العراق على الجيش العراقي مساعدة قوات البيشمركة له في تحرير المحافظات التي لا زالت في قبضة تنظيم داعش.