التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:14 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| جابر.. حكاية مصاب ثورة لم يُجبَر عظمه المكسور‎

يعيش جابر السيد جابر الشاب الثلاثيني بقصور ملحوظ في ساقه بعد إصابته البالغة خلال ثورة 25 يناير، ويلوم على الدولة تقصيرها في علاج ورعاية مصابي الثورة، التي لا يتخلى عنها، ولو عاد به الزمن للوراء لشارك بها مجددا.


شارك "جابر" في ثورة يناير، وأصيب خلال مظاهرات يوم 28 يناير المعروفة بـ"جمعة الغضب" ويومها أصيب في ساقه وذراعه، يقول "روحت على ميدان الجيزة لقيت الأمن المركزي محاصر الميدان وبيضرب المتظاهرين، ومشينا في مسيرة لحد ما وصلنا كوبري قصر النيل وشوفنا هناك الموت بعنينا، ووصلنا بعد كده عند فندق سميراميس، وهناك حدثت إصابتي".


في الذكرى الرابعة لثورة يناير التقى "دوت مصر" بمصاب الثورة "جابر" وأجرى معه حوارا حول الثورة ونتائجها، وحال المشاركين فيها بعد أربعة أعوام من انطلاقها.


حكاية متظاهر


بدأ "جابر" الحوار بقوله "أنا جابر مصاب من مصابي ثورة يناير، أو مخرب من اللي خربوا البلد زي ما بيقولوا علينا دلوقتي".


قال "جابر" إنه شارك في الثورة "عشان  أعبر عن اللي جوايا. نزلت لما سمعت إن في وحده اسمها سالي زهران استشهدت، لكن تفاجأت أن الداخلية بتضرب علينا قنابل غاز وخرطوش".


"جابر" يسكن في منطقة صفط اللبن بمحافظة الجيزة، وهو متزوج، واستقبل محرر "دوت مصر" في شقته المتواضعة بالمنطقة، وتحدث عن خيبة آماله التي عقدها على ثورة يناير.


حكى "جابر" ذكرياته مع الثورة وكأنها حاضرة أمامه، يقول "كان في 3 عربيات أمن مركزي بيشوطوا في الشباب ويدهسوهم، وفجأة لقيت عربية منهم قدامي وخبطتني بقوة، وحدثت لى الإصابة في رجلي وفي دراعي، وعملت 9 عمليات في رجلي وبرضه حصل فيها قصور ومبعرفش امشي عليها زي الأول".


تعويضات الدولة


وتابع "كل التعويضات اللي أخدتها من الدولة عبارة عن 15 ألف جنيه من المجلس العسكري، بالاضافة لقرار بقيمة 120 ألف جنيه من المركز القومي لرعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة، عشان أعمل العملية على حساب صندوق رعاية المصابين، والمجلس لم يقم بدوره على أكمل وجه تجاه المصابين".


سيطر على "جابر" شعور بالحزن عند سؤاله عن تحقيق أهداف ثورة يناير يقول "أنا كنت متوقع أن ثورة يناير هتقدم حاجة لمصر وأهلها، بدليل أن رؤساء العالم قالوا هندرّس الثورة المصرية في مناهجنا، لكن تفاجأنا أن الإعلام بيقول إن اللي نزل فى ثورة 25 يناير مخربين وولعوا في المنشآت".


أمل متجدد


يقول "جابر" إن "مفيش حاجة اتحققت من ثورة يناير ولا عيش ولا حرية ولا عدالة اجتماعية ولا كرامة إنسانية.. مبقاش لينا كرامة لا في الداخل ولا في الخارج". ويرى أن سبب فشل ثورة يناير هو "المجلس العسكري والقضاء".


تقطع إجابة "جابر" الطريق أمام أي شكوك في نوايا متظاهرين يناير من ثورتهم. يرد إيجابا بالسؤال عن ما إذا كان سيشارك في الثورة إذا عاد الزمن لما قبل 25 يناير 2011. "لو رجعت لقبل 25 يناير هشارك، بشرط أن البلد تكون عادلة، ومفيش حد يقول علينا بلطجية زي ما بيتقال دلوقتي"، يؤكد جابر.


رسائل جابر


وجه "جابر" عدة رسائل، بحلول الذكرى الرابعة لثورة يناير، بدأها بـ"رسالة للشعب المصري في الذكرى الرابعة، لو هننزل يكون نزولنا في طريق سلميتنا اللي بدأنا بيها 25 يناير، وبلافتات تحمل مطالب 25 يناير".


ووجه رسالة أيضا لرئيس الجمهورية، قائلا "عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء أكدا تعويض المصابين وأهالي الشهداء، وأنا بقول احنا مش عاوزين تعويضات؛ خدوا التعويضات بس رجعولنا سلامتنا تاني".


مطالب مصاب


تلخصت آمال "جابر" في مطالب الثورة بأن "أي مصاب لازم يتعالج بأي قيمة، لحد ما يتعافى ويرجع زى الأول. ومطالبي هي مطالب ثورة يناير من عيش وحرية وعدالة اجتماعية".


وأضاف "الشعب غلط في حق الثورة لأنه معرفش يحدد مصيره ولا يعبر عن اللى جواه، والنظام عايش بحكم حسني مبارك، واللى بيحصل في البلد دلوقتي يدل أن النظام الحالى مش عادل بمعنى أنه نظام مكمل لما قبل 25 يناير".