ذكرت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية أن الملك الجديد للملكة العربية السعودية سلمان بن عبد العزيز يواجه مهمة صعبة تتمثل في تنفيذ إصلاحات اجتماعية واقتصادية في البلاد، مؤكدة أنه يتمتع بسمعة طيبة وله مكانته التي تحترم داخل العائلة المالكة.

ونقلت الصحيفة المتخصصة في الشأن الاقتصادي عن روبرت جوردان، سفير سابق للولايات المتحدة في الرياض، أن سلمان قادر على إحداث توازنا دقيقا وضرويا للنهوض بالمجتمع السعودي مع احترام التقاليد المحافظة للبلاد، مؤكدا أنه يدرك جيدا أهمية العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية التي لا تنحصر فقط في النفط.

وأشارت الصحيفة إلى التقديرات الصادرة عن الخارجية الأمريكية، والتي كشف النقاب عنها موقع ويكيليكس، وتصفه باعتباره رجلا حكيما فيما يتعلق بمسألة الإصلاحات الثقافية والاجتماعية، مضيفة أنه يأخذ بعين الاعتبار آراء الجميع بما في ذلك المحافظون، والمجموعات القبلية المؤثرة في البلاد فضلا عن صغار السن.

من جهة أخرى، نقلت الصحيفة قول جين كينينمونت، الباحثة في مؤسسة تشاتام هاوس البريطانية، إن سلمان يعتبر ليبراليا نسبيا وعلى هذا النحو يمكن أن يعتمد نهج أكثر إصلاحي، ولكن في إطار الحدود والخطوط الحمراء للنظام، مضيفة أنه قد يكون له موقفا أكثر إيجابية فيما يتعلق بحالة عدم الاستقرار في المنطقة.

ونقلت الصحيفة قول الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي والذي توقع استمرار سلمان في الإصلاحات التي بدأها الملك عبدالله، مؤكدا أنه يتفهم الحاجة إليها، وأن سلمان ليس محافظا بطبيعته، ولكنه يولي أهمية كبيرة لمعتقدات الرأي المحافظ في البلاد.

ويرى سلمان أن الديمقراطية ليست مناسبة للمملكة السعودية المحافظة وأن إرساءها في البلاد يبدو أمرا مستحيلا بسبب الانقسامات الإقليمية والقبلية، وفقا لما ذكرته الصحيفة الفرنسية، فضلا عن أنه يرى أن حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ضروري لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

من جهة أخرى، قالت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية إن تولي الملك سلمان بن عبد العزيز للعرش في المملكة العربية السعودية يأتي في ظل وجود حالة استثنائية يسودها التوتر في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع استمرار الصراع في سوريا والعراق فضلا عن التنافس الإقليمي على النفوذ في المنطقة بين المملكة وإيران.