من فاروق إلى السيسي.. مصر والسعودية "إيد واحدة"
تعد العلاقة بين مصر والسعودية من أقوى العلاقات وأقدمها مع الدول الخارجية، وتوطدت من أوائل القرن التاسع عشر، في أثناء حكم الدولة العثمانية.
واستمرت العلاقة الثنائية عقودا طويلة، شملت تأييد كلا البلدين لمواقف الطرف الآخر، ضد القوى الخارجية، فساندت مصر السعودية في إقامة المشروعات التنموية والتعميرية، وأيدت السعودية مصر في رفضها الاستعمار البريطاني، وخلال العدوان الثلاثي، وحرب أكتوبر، وبناء السد العالي.
الملك فاروق
سعى الملك فاروق خلال توليه سدة الحكم في مصر، لتحسين العلاقات المصرية السعودية، بتوقيع حكومة علي ماهر باشا، أول معاهدة ود وصداقة بين الدولتين، في مايو 1936، كما أعاد فاروق التمثيل الدبلوماسي بين الدولتين، في أعقاب قيام والده فؤاد الأول بقطعها جزئيا، وزار الملك عبدالعزيز مصر، والتقى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، ونستون تشرشل، وقام الملك فاروق بزيارة للسعودية، انتهت بتفاهم مشترك بشأن إنشاء الجامعة العربية.
عبدالناصر
شهدت بداية العصر الحديث بعض التوترات بين البلدين، في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث أيدت مصر موقف الثورة اليمنية وأرسلت جنودها هناك، بينما رفضت السعودية ذلك، وأيدت موقف الإمام اليمني محمد البدر حميد الدين، خوفا من امتداد الثورة إليها، حتى انتهى الأمر وحدث الصلح بين عبدالناصر والملك فيصل بعد نكسة 1967 في مؤتمر الخرطوم، ودعا الملك فيصل الزعماء العرب للوقوف إلى جانب مصر والدول المضارة من العدوان.
السادات
وقفت السعودية إلى جانب مصر بقوة في أثناء حرب أكتوبر 1973، وأصدر الملك فيصل قرارا تاريخيا بقطع إمدادات البترول عن الولايات المتحدة التي كانت تساند إسرائيل، وطاف الملك فيصل بعدد من المدن المصرية وسط استقبال شعبي، وقال مقولته الشهيرة لوزير الخارجية الأسبق هنري كسنجر عند محاولته إثناءه عن قرار وقف ضخ البترول: "عشنا وعاش آباؤنا على التمر واللبن، وسنعود لهما".
وبعد أن كانت العلاقة في عهد السادات بين البلدين جيدة، جاءت اتفاقية كامب ديفيد لتعصف بها، حيث قررت السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر في أبريل 1979 في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز.
وهاجم السادات السعودية وقتها، مؤكدا أن موقفها من حملة قطع العلاقات يعود إلى الاحتجاج على أمريكا، لأنها تخلت عن شاه إيران، وإثبات زعامة لا يستطيعون تحمل مسؤوليتها.
مبارك
عادت العلاقة بين مصر والسعودية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك إلى سابق عهدها، وشهدت تقاربا كبيرا بين البلدين في السياسات، ولم تشهد أي توترات طوال هذه الفترة.
ما بعد 25 يناير
تباينت العلاقة بين مصر والسعودية، خلال ثورة 25 يناير، حيث شنت السعودية على لسان مدير مخابراتها هجوما على نظام مبارك، ثم سرعان ما عادت تأييدها، عن طريق الملك عبدالله، الذي أعلن انحيازه لمبارك وقتها.
وعرضت السعودية، في موقف يعكس قوة العلاقة بين البلدين، أن تقدم مساعدات مالية، بدلا من المعونة الأمريكية.
محمد مرسي
في أولى زياراته الخارجية، عقب تولّيه رئاسة الجمهورية، زار الرئيس الأسبق محمد مرسي، الملكة العربية السعودية، بناء على دعوة من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
واستغرقت الزيارة يومين، أجريت خلالهما محادثات مع خادم الحرمين الشريفين، وكبار المسؤولين، لبحث العلاقات الثنائية.
ما بعد 30 يونيو
أبدى العاهل السعودية وقتها رفضه لأي تدخل في الشأن المصري الداخلي، وأعلنت السعودية وقوفها إلى جانب مصر ضد الإرهاب.
السيسي
كان الملك عبدالله أول المهنئين لمصر عقب الانتخابات الرئاسية عام 2014 وفوز الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووصل الملك عبدالله إلى مطار القاهرة قادما من المغرب، في زيارة سريعة، لتهنئة السيسي بفوزه في الانتخابات.
وزار السيسي الأراضي السعودية مرتين، الأولى في أغسطس الماضي لبحث سبل التعاون الثنائي بين البلدين، والأوضاع الحالية في الوطن العربي، والثانية زيارة غير رسمية في يناير الحالي، للاطمئنان على صحة العاهل السعودي.