التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 02:43 م , بتوقيت القاهرة

تعرف على محافظة البحر الأحمر في عيدها القومي

تقع شرق جمهورية مصر العربية، وتمتد مدنها على ساحل البحر الأحمر، وتشتهر بالسياحة والتعدين والبترول، محافظة البحر الأحمر.


"دوت مصر" توضح في سطور، تاريخ المحافظة، وسبب تسميتها، ومدنها، وما تمتلكه من ثروات مستخدمة، وأخرى غفلت عنها جميع الحكومات.



الموقع الجغرافي:


محافظة البحر الأحمر، أكبر محافظات جمهورية مصر العربية، من حيث المساحة، التي تبلغ 108 ألف كيلو متر مربع، وتطل على أطول السواحل، من الزعفرانه شمالا، وحتى أقصى الجنوب، على الحدود المصرية، وتمتلك شواطئ بحرية بطول 1080 كيلو مترا، من الزعفرانة حتى رأس حدربة على الحدود الجنوبية مع دولة السودان.


وتقع البحر الأحمر بين خطي عرض 22 و 29 شمالا، وتحيطها من الناحية الغربية سلاسل جبال البحر الأحمر، المطلة علي وادي النيل، وأعلى قمة جبل، وهي شايب البنات، والذي يصل ارتفاعه 7165 قدم، غرب مدينة الغردقة.



لماذا سميت البحر الأحمر؟


يقول المؤرخ محمد رفيع، أن هناك عدة تفسيرات لتسمية البحر الأحمر بهذا الاسم، منها، نسبة إلى أن سواحلها تستوطن بها الهائمات النباتيه الدقيقة، التي تتغذى عليها الشعاب المرجانية الحمراء، والتي كانت قديماً تطفو على سواحلها. 


ويضيف "رفيع" لـ"دوت مصر"، أن وجود كميات كبيرة من أكسيد الحديد الأحمر، بسلسلة جبالها، المطلة علي البحر من الناحية الغربية لها، قبل إنشاء أي مدن في صحراءها، ما كان يعطي انعكاسا باللون الأحمر، وقت الغروب، قد يكون سببا أيضا لتسميتها بهذا الاسم.



أهالي البحر الأحمر:


يقول محمد رفيع أن أغلب سكان مدن محافظة البحر الأحمر ترجع أصولهم، لمحافظة قنا، باستثناء حلايب وشلاتين، ترجع لقبائل البجا، التي كانت أول من سكن سواحل البحر الأحمر، مؤكدا أن قبيلة العبابدة أيضا من أصول المحافظة، وأول من شارك قبائل البجا "البشارية" تلك الأرض، وعملوا في مهنة الصيد.



مدن البحر الأحمر:


توجد في نطاق محافظة البحر الأحمر، 6 مدن من قديم الأزل، وهم رأس غارب شمالا، وهي المدينة البترولية الشهيرة، ثم الغردقة وهي المدينة السياحية الأولي في مصر، وسفاجا، وكذلك مدينة القصير التاريحية، الأقدم بالنسبة لمدن المحافظة، ومرسي علم، وحلايب وشلاتين، قبل أن يأتي قرار رئيس الوزراء السابق، الدكتور حازم الببلاوي بانفصال قرية حلايب عن الشلاتين، واستقلالها، وكان آخر تعداد لسكان البحر الأحمر في الانتخابات الرئاسية الماضية، 290 ألف نسمة تقريبا.



تاريخ البحر الأحمر مع الفراعنة:


أضاف محمد رفيع ابن مدينة رأس غارب، والمهتم بتاريخ المحافظة، أن منطقة البحر الأحمر، كان لها دورا كبيرا في التاريخ البعيد، إلى ما قبل عصر الأسرات، وكانت شريانا رئيسيا للتبادل التجاري بين مصر وإفريقيا في عهد الملكة حتشبسوت، وفر إليها آلاف الرهبان المسيحيين من اضطهاد الرومان، وكانت مدخلا للقبائل العربية في العصر الإسلامي، كما لعب البحر الأحمر، دورا هاما في العصور الحديثة، باعتباره موصلا هاما بين البحر المتوسط والمحيط الهندي، ولوجود قناه السويس في شماله.


وأكد "رفيع" لـ"دوت مصر" أن البحر الأحمر يشكل أهمية استراتيجية قصوى لأمن مصر القومي والمنطقة العربية بأسرها، لتحكمه في طرق المواصلات إلي أوروبا وآسيا وإفريقيا، وأن المسافة البحرية بين الشلاتين وجدة، تبلغ تقريباً 320 ميلا بحريا فقط.


وفي أقصى الجنوب، مدينة أبو رماد، التي تضم أول ميناء تقريباً في تاريخ البحر الأحمر، وهو ميناء عيذاب، الذي شيده أهالي صحراء عيذاب لنقل بضائعهم للهند ودول آسيا، واستخدمه الحجاج بعد ذلك، طريقاً لزيارة بيت الله، بعد أن حطم الصليبيين، طريق الشام.


وتعتبر مدينة القصير وسط المحافظة تقريبا، أول مرر فرعوني يربط بين البحر الأحمر ووادي النيل "طيبة"، وكان يتخذه الفراعنه لتوصيل بضائعهم لسفنهم في البحر الأحمر، مروراً بمدينة قفط التابعة لمحافظة قنا.



ثروات البحر الأحمر الغنية:


يقول الباحث الجيولوجي أحمد مختار، إن كل مدينة من مدن البحر الأحمر، لها ما تمتلكه من ثروات تعدينية، وبترولية، بداية من الزعفرانة، التي تعتبر من أغني المناطق بجمهورية مصر العربية التي يستخرج منها مواد البناء والمواد الأسمنتية، وكذلك رملة الكولينا، أو رمال الزجاجية، والتي تستخدم في صناعة الزجاج.



وعن المدينة الثانية، رأس غارب، فهي الإشهر بتروياً، حيث تضم أكثر من 25 شركة بترول.


وسفاجا، تمتلك أحد أكبر الموانئ البحرية في جمهورية مصر العربية "ميناء سفاجا"، والذي تصدر من خلاله السلع، أما مدينتي القصير ومرسي علم، فهما الكنز الحقيقي للبحر الأحمر، حيث تطفو علي صحراء تلك المدن كمية كبيرة من المواد التعدينية، مثل الفوسفات والمنجنيز، والذهب، والرخام بأنواعه، ورمل الزجاج والجبس الزراعي، والجرانيت والتلك والكوارتز والنحاس والإسبستوس والمايكا والفضة.


آثار البحر الأحمر:


يقول محمد أبو الوفا، مدير آثار البحر الأحمر، أن المحافظة، بعض الآثار الرومانية المتروكة بجبال المحافظة، وكذلك القلعة العثمانية بمدينة القصير، ومن المسيحية دير الانبا انطونيوس وبولا والآثار الإسلامية كمقام سيدي أبوالحسن الشاذلي بطريق إدفو.



جزر البحر الأحمر:


الدكتور أحمد غلاب الباحث البيئي بمحميات البحر الأحمر يقول إن سواحل المحافظة، تمتلك أكثر من 25  جزيرة بحرية، معظمها مدونة كمحميات طبيعية، أشهرها الجفتون الكبير والجفتون الصغير وأبو رماد، وشدوان، أبومنقار، أم جاويش،  سهل حشيش في مدينة الغردقة .



وجنوباً ناحية مدينة سفاجا، توجد جزيرة سعدان، أم الجرسان،  توبيا، سفاجا، وادي الجمال جزيرة قلعان، سسيول، و ومكوع،  مريار، وحنوباً كذلك سيال، روابيل، وجزيرة الدبيا، تولا، وحلايب الكبيرة، والأخوين، ابو الكيزان، الزبرجد.


يذكر أن محافظة البحر الأحمر، تحتفل غداً الخميس بعيدها، القومي، الموافق 22 من يناير تزامنا مع صد هجمات العدون الإسرائيلي علي جزيرة شدوان الشهيرة، والذي شارك أهلها القوات المسلحة المصرية، في قهر إسرائيل.