"المري"... "تهديد أمن أمريكا القومي" يعود إلى قطر
تم إطلاق سراح القيادي السابق بتنظيم القاعدة علي بن صالح الكحلة المري، من السجون الأمريكية، وإعادته إلى موطنه قطر، الجمعة الماضي، حيث إن القرار الأمريكي جاء بعد سلسلة من المفاوضات الأمريكية - القطرية.
وقال موقع "لونج وار جورنال" إن مصادر أفادت بأن المري قد عاد بالفعل إلى بلاده السبت الماضي، حيث نشرت الصور التي رصدت عودة القيادي الجهادي إلى منزله، بجوار أبنائه للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمان، إلا أن الأمر لا ينبغي أن يقتصر عند هذا المشهد، إذا ما وضعنا في الحسبان أن "المري" قد لعب دورا رئيسيا في هجمات الحادي عشر من سبتمبر قبل 13 عاما، بحسب الموقع الأمريكي.
خلية نائمة
وأضاف الموقع أن "المري" كان قد تلقى تعليمات من قيادات بتنظيم القاعدة لدخول الأراضي الأمريكية في موعد أقصاه 10 سبتمبر 2001، حتى يتلقى المزيد من التعليمات، حيث كان أحد الخلايا النائمة التي تعمل لدى التنظيم المتطرف بالأراضي الأمريكية، وكان يتلقى الأوامر مباشرة من القيادي بالتنظيم خالد شيخ محمد، والذي كان يقوم بدور رئيس العمليات الخارجية بالتنظيم.
وتساءل الموقع عن أسباب إقدام الولايات المتحدة على الإفراج عن "المري" رغم ما يمثله من خطورة كبيرة، وهو الأمر الذي سبق وأن أكده الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عندما وصفه بـ "التهديد الخطير والمباشر للأمن القومي الأمريكي"، في حين أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية قد كشفت أن "المري" كان يناقش قادته قبل هجمات سبتمبر في إمكانية شن هجمات أخرى على خزانات المياة والبورصة والأكاديميات العسكرية في نيويورك.
السبب مجهول
يبدو أن الإفراج عن "المري "ما هو إلا النتيجة النهائية للعملية التي بدأها الرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ الأشهر الأولى له في البيت الأبيض في 2009، هكذا يقول الموقع، حيث إن الرئيس الأمريكي أمر بنقل "المري" من أحد السجون العسكرية بولاية كارولينا الأمريكية إلى سجن آخر تابع لوزارة العدل، تمهيدا لمحاكمته من جديد أمام القضاء المدني.
إلا أنه رغم ذلك يبقى السبب مجهولا، بحسب التقرير، خاصة وأن القضاء المدني قرر معاقبته بالحبس لمدة ثمانية سنوات وأربعة أشهر، تبدأ من أكتوبر 2009، وهو ما يعني أن قرار إطلاق سراحه ينبغي أن يكون خلال 2018، وهو الأمر الذي ربما يثير العديد من التساؤلات، خاصة وأن أسباب الإفراج مازالت لم تعلن بعد.
مصداقية قطر
من ناحية أخرى، يقول "لونج وار جورنال" إن القرار بترحيل الإرهابي إلى قطر، يثير أيضا من جانبه العديد من علامات الاستفهام، خاصة وأن الدوحة انتهكت تعهداتها التي سبق وأن قطعتها أمام واشنطن فيما يخص إرهابيين آخرين تم السماح لهم بالخروج من قطر، رغم أن الحكومة القطرية أكدت التزامها بالتحفظ عليهم داخل الأراضي القطرية، وعدم السماح لهم بمغادرتها.
وأضاف الموقع الأمريكي أن الإمارة الخليجية لديها أعداد كبيرة من ممولي التنظيمات الإرهابية في المنطقة، والتي تفرض تهديدا مباشرا - ليس فقط على المصالح الأمريكية في المنطقة - على أمن واستقرار المنطقة بشكل عام، دون اتخاذ أي خطوات أو إجراءات من شأنها احتواء الموقف.