جيهان وطلابها.. عايزنها تبقى خضرا
في مدخل مدينتها بمحافظة دمياط، لاحظت مدرسة العلوم كثافة النخيل، وتراص الأشجار في المحافظة الهادئة، لكن الوضع يتغير إذا ما دخلت دمياط الجديدة، حيث تسكن، فالمدنية طغت على هيئة المدينة، وكاد ينعدم اللون الأخضر بها، حتى طرأت للمدرسة الفكرة، لماذا لا نزرع الأشجار هنا كما في خارج المحافظة؟.
تلك الفكرة كانت بادرة مشروع رتبت له المدرسة بمدرسة الكفراوي الرسمية للغات "جيهان بدير" نفذت فيه ما تعلمه للأطفال وتلقنهم إياه من خلال درس في كل فصل دراسي، يتحدث عن البيئة والتشجير وضرورة الحفاظ على الهواء، لتضع نواة لمشروع بواسطة أطفال دمياط، أن يزرعوا بلدهم بأنفسهم، يغرسون في الأرض بذور الأشجار، ويغرسون معها حبهم لبلدهم ووطنهم، ينفذون ما قرأوه في دروس العلوم عن الأشجار والبيئة.
"ازرع للكوكب" أو "plan for the planet" هو اسم مشروع جيهان التي تقول إنها تحمست التقديم له في مسابقة microsoft"" التي تسعى إلى كشف المبادرات التي تفيد المجتمع، منه تقدمت إلى وزارة التربية والتعليم من أجل الحصول على مركز في مسابقة "Intel" انتهت المسابقة ولم يحظ المشروع على مركز، لكنها ومجموعة من الأطفال حازوا على تكريم من وزارة التربية والتعليم، بعد أن قدمت فكرة المشروع وما تم بأيدي أطفال على فترة نصف عام دراسي.
تحمست جيهان كما تروي لـ"دوت مصر" بعد فوز صديقتها التي قدمت مشروع في العام الماضي بالمركز الأول، وبدأت في تنفيذ المشروع أولا بشرحه للتلاميذ، أو مرحلة التوعية بدور الأشجار في الطبيعة وتنقية الهواء، وفائدة الأشجار ضد ظاهرة الاحتباس الحراري، ثم بدأت المرحلة العملية، تأخذ فيها مجموعة أطفال إلى المدينة، يساهمون بزراعة الأشجار.
بالتعاون مع حي المدينة، ساهم الأطفال في زراعة بعض الأشجار، تقول جيهان إن أولياء الأمور تشجعوا للأمر، وأرسلوا لها من خلال أطفالهم جوابات شكر على المشاركة في زراعة الأشجار، ولم يمانعوا خاصة في ظل الظروف الأمنية بالمحافظة، بعد انفجار قنبلة عند مصنع أجريوم بالمحافظة، واستمرت بعدها جولة الأطفال.
تحمس الأطفال وبدأوا يدخلون على الإنترنت ويجمعون المعلومات عن التشجير.. تتمنى مدرسة العلوم أن تتوسع الرقعة الزراعية بالمحافظة، وأن تكون مبادرة "ازرع للكوكب" بداية لأسلوب تعلم تتبعه المدارس، وهي تطبيق ما يتعلمه الأطفال في الطبيعة على حياتهم، "أنا شخصيا استمتعت معاهم بالتدريس، وأتمنى كل مدرس يخرج من إطار النظري للتطبيق إن أمكن".
كما تتمنى المدرسة أن يتم تبني المبادرة بشكل واسع من المسؤولين في المدينة، خاصة في ظل وجود مصانع بداخلها، بعد أن ساهمت المبادرة في زراعة أشجار زيتون وليمون بمدينة دمياط.