تكونت بحيرة "ناصر" نتيجة المياه المتجمعة أمام السد العالي بعد تشييده، في الفترة من العام 1958 إلى العام 1970، بطول 500 كليو متر، على مساحة حوالي 5250 كم، ويصل عمقها إلى 180 مترًا بسعة تخزين كلية 162 مليار متر مكعب، وتعد أكبر بحيرة صناعية في العالم، وثان البحيرات من حيث المساحة، وأطلق عليها اسم "ناصر"، نسبة إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

وتم نقل معبد أبوسمبل، وما يقرب من 18 موقعًا أثريًا من الجانب المصري، من أجل إنشائها، ومن الجانب السوداني تم نقل الميناء النهري "وادى حلفا"، حيث تمتد المساحة داخل الحدود المصرية بنسبة 83% من المساحة الكلية، بمسافة 350 كم، وتمتد إلى شمال دولة السودان، ويطلق على الجزء الواقع هناك بحيرة "النوبة".

وتساهم البحيرة في دعم الاقتصاد المصري، في مجالات الزراعة والصيد، وتعد موطنًا لأسماك القمر، وفصيلتين من أسماك البلطي، وعددًا من أنوع سمك السلور، وسمكة "فونو" العملاقة الأسطورية التي تعد الأكبر حجمًا، إضافة إلى اثنين وثلاثين نوعًا مختلفًا من الأسماك الأخرى، فضلًا عن التماسيح، كما تُعرف لدى البعض أنها أفضل مكان في العالم لصيد أسماك النمر وقشر البياض.

وأثبتت الأبحاث العلمية أن بحيرة ناصر تنتج حاليًا حوالي 26 ألف طن سنويًا من الثروة السمكية، ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج السنوي إلى 80 ألف طن، بزيادة عدد المفرخات السمكية، وإلقاء 10 ملايين زريعة من سمك البلطي، مع إنشاء موانئ للصيد ملحقة بمصانع ثلج.

وأشارت الأبحاث إلى أنه يمكن زيادة الإنتاج في حالة استغلال 80% من مساحة البحيرة، وتقدر بمليون فدان، تقع بمناطق الصيد العميقة، ولاسيما في حالة إدخال أنواع جديدة من الأسماك، حيث ثبت من خلال المسح بجهاز صدى الصوت لتلك المساحة أن بها وفرة من العنصرين الغذائيين "الفيتو بلانكتون" و"الزنكتون"، لافتة إلى أن عددًا قليلًا من الأسماك يتغذى على هذه العناصر.

من جانبه قال محافظ أسوان، اللواء مصطفى يسري، إن "هناك قواعد ونظم جديدة، سيتم إتباعها وتطبيقها لاستغلال مسطح بحيرة ناصر الذي يصل إلى 1.4 مليون فدان، من خلال العمل على النهوض بالمفرخات السمكية، وتطهيرها وصيانتها المستمرة، مع توفير الزريعة اللازمة لها لزيادة الإنتاج السمكي، خاصة أنها تنتج أسماك صالحة للتصدير بنسبة 100%".

وأشار المحافظ، إلى أنه "يتم إجراء دراسة لإنشاء نقطة حدودية لحماية مسطح بحيرة ناصر، والسيطرة على عمليات التهريب، وتشديد الرقابة الأمنية على منافذ البحيرة، لتحسين إنتاجية الأسماك بالبحيرة وزيادتها"، مضيفًا أن "البحيرة تعتبر مقصدًا للوفود الإعلامية الدولية التي تأتي إلى أسوان لتصوير أفلام وثائقية عن البحيرة، باعتبارها أعظم بحيرات العالم".