حذر رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، الشيخ علاء أبو العزائم، الغرب، من تنظيم "داعش"، مؤكدا أنه سيرجع إليهم مرة أخرى، بعد إنهاء حروبه في الشرق الأوسط، مضيفا أن عليهم التفكير في دعم الصوفية، لأنه لم يخرج من تحت عباءتهم متطرف أو إرهابي طوال التاريخ.

وقال أبو العزائم، في حوار مع "دوت مصر"، إن السلفيين عملاء لإسرائيل وأمريكا، متهما إياهم بتدبير حادث "شارلي إبدو"، وتخوّف من نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي سيسيطر عليها رموز نظام مبارك والإخوان والسلفيون.

ووصف رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية "الربيع العربي" بـ"الوحل العربي"، لأنها كانت محاولات تقسيم للدول لا ثورات، ولم تقم الشعوب بدور فيها، وفق قوله.

- حدثنا عن كواليس رحلتك إلى باريس وكلمتك في البرلمان الفرنسي؟

الرحلة كانت للعلاج، ولكني التقيت صديقي جون ماهر، رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان في فرنسا، وممثل الجمعيات القبطية الفرنسية، فعرض عليَّ أن أحضر جلسة في البرلمان، تتحدث عن أوضاع المسيحيين في الشرق، والمخاطر التي تواجههم، فذهبت بصحبة مدير المكتب الرئيسي للاتحاد الدكتور محمد توفيق.

وبصراحة استفزني كلامهم واتهاماتهم للإسلام، وقالوا يوجد تهديد لمسيحيي الشرق، فطلبت كلمة، وقلت فيها إن هناك فرقا بين الإسلاميين والمسلمين، فالله أسمانا مسلمين، أما الإسلامون فهم الإرهابيون، ونحن منهم براء، واستشهدت بأن مواقفنا -مسلمين ومسيحيين-  واحدة، من قبل ثورة 25 يناير وحتى الآن. 

- ماذا عن لقائك بالسفير المصري في باريس؟

السفير إيهاب بدوي رجل محترم ومتفهم، قابلته وعرضت عليه أهداف الاتحاد وتوجهاته، وطلبت منه نقل المقر الرئيسي من باريس إلى القاهرة، فوعد بأنه سيبذل جهده في ذلك، وأكد لي أهمية دور التصوف في المرحلة الحالية، لكي نقضي على الإرهاب ونحسّن صورة الإسلام.

"شارلي إبدو"

 - كيف ترى حادث "شارلي إبدو"؟

الصور اللي يقولون إنها مسيئة للرسول لا توجد بها أي إساءة للرسول، لكنها إساءة للسلفية، فهي تصف ذقونهم وتفجيراتهم، ولو كتبت على عمامة أي أحد "محمد رسول الله: فهو مسلم لكنه ليس النبي، وهم كانوا يهاجمون الشكل الإسلامي السلفي لا أكثر، ثم إن المجلة قدمتها منذ 4 سنين، فلماذا تذكروها الآن؟

- لماذا؟

لأن فرنسا اعترفت بدولة فلسطين، والسلفية عملاء إسرائيل وأمريكا، ففعلوا ما فعلوا كي تسحب فرنسا اعترافها، ولا تفكر باقي الدول في دعم فلسطين، الفكرة قادمة من إسرائيل، وسوف تجد المواقع السلفية والإخوانية فرحة بهذا العمل في حين إنه يسيء للإسلام. ملخص الكلام "اللي عمل شارلي إبدو ليس مسلما، واللي يشجع القتل وترويع الأبرياء ليس مسلما، ولو فعل ذلك من السلفية أو الإخوان شخص فقد خرج من دائرة الإسلام.

- هل يؤثر حادث شارلي بالسلب على نشاط الاتحاد الصوفي؟

بالعكس، أعتقد إن دولة فرنسا ستتشجع لتسهيل مهام الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، "شارلي إبدو" هتأثر علينا بنتيجة إيجابية.

البرلمان

- كيف تتوقع شكل البرلمان المقبل؟

أجاب ساخرا: أعتقد أن البرلمان المقبل سيستحوذ على 50% من مقاعده رموز نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، و25% لجماعة الإخوان، و20% من السلفيين، والـ5% الباقية ستكون للطيبين والغلابة، أصل التلاتة دول اللي معاهم فلوس، الفلول الفلوس اللي سرقوها مننا، والسلفية والإخوان قطر بتمولهم.

- ماذا عن الصوفية؟

الصوفية مش هينزلوا الانتخابات، بس بعض المنتسبين للصوفية سيترشحون في الانتخابات المقبلة، خاصة "الفلول منهم"، فهناك من ينسبون أنفسهم للصوفية، وكانوا ماشيين مع حسني مبارك والحزب الوطني، وبعد كده بقوا مع الإخوان، ودلوقتي ماشيين مع الجو الجديد، فهؤلاء ليسوا من الصوفية وإنما منتسبون إليها.

- ماذا عن الحملة التى دعيت إليها لمنعهم من دخول البرلمان؟

من الأسبوع المقبل هنبدأ سلسلة مؤتمرات في كل المحافظات، بحضور علماء من الأزهر والكنيسة، لهدفين، الأول توعية المواطنين بمنع دخول الفلول والسلفية والإخوان، والثاني تجديد الخطاب الديني كما طالب الرئيس السيسي.

الثورات

- كيف ترى ثورات الربيع العربي؟

أنا لا أسميه "الربيع العربي"، بل هو "الوحل العربي"، لأنها كانت  محاولات تقسيم للدول، لا ثورات قام بها الشعب، ولا أي حاجة، عندك مثلا ثورة 25 يناير، أول ناس قاموا بها 6  أبريل دول "خونة" تلقوا تدريبات في قبرص واليونان على يد المخابرات الأمريكية، ومن على شاكلتهم كلهم في وقت واحد، في تونس وليبيا ومصر واليمن، بس الوحيدة اللي ربنا ستر فيها، ومفضلش فيها صراعات وخيّبت ظن أمريكا هي مصر.

- لماذا نجت مصر؟

لأن الشعب المصري شعب ملوش تطلعات للسلطة، أهم حاجة مستقبله ويشوف بلده كويسة، فهيتصارعوا على إيه؟ وبعدين ربنا أكرمنا إن الجيش المصري وقف في 30 يونيو مع الشعب لتصحيح مسار الثورة، وخلصنا من الإخوان، وربنا يخلصنا من والسلفية مستقبلا.

الأزهر

-  كيف ترى قبول الأزهر بعودة المرجعيات الشيعية؟

 موقف الأزهر متأخر، كان عليه أن يتدخل من أول ما ابتدت داعش، وأنا طالبت شيخ الأزهر بحقن دماء المسلمين أيام الثورات، وخصوصا في ليبيا، لأن القذافي خدم الإسلام من وجهة نظري فقوت لشيخ الأزهر تدخل لحقن دماء الليبيين.

موقف الأزهر متأخر لكنه واجب لالتحام السنة والشيعة لمواجهة الفتنة التي يشعلها أوباما وأعلن عنها في كلمته في الأمم المتحدة، وعلى فكرة محدش بيتكلم عن الوقيعة بين السنة والشيعة غير السلفية، أنا كنت في إيران لم أر أحدا يسب الصحابة، وسب الصحابة لا يخرجهم من الإسلام، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"، السلفية الوهابية الإرهابية إن قتلوا المسلمين سيدخلون في دائرة الكفر، والشيعة إن سبوا الصحابة سيدخلون في دائرة الفسوق، فأيهم أفظع؟

- ماذا يمكن أن يحدث ليقوى دور الأزهر؟

أطالب أن يكون للأزهر سفارة في كل دولة، مثل الفاتيكان، ويكون لشيخ الأزهر طائرة خاصة، ويكون غير خاضع للدولة المصرية ولا لرئيسها ولا حكومتها، ويكون أمره من نفسه، ليعمل على خدمة الإسلام والمسلمين، والسفارات اللي هتتعمل تنقل له أخبار المسلمين، فيتدخل وينقذهم إذا حدث لهم شيء مثلما يحدث في بورما وأي دولة أخرى فيها اضطهاد.

- ماذا تقول للسلفية والإخوان، وللمسلمين السنة والشيعة؟

أقول للسلفية أوباما فضحكم، وكذلك أفعال إسرائيل، أنتم بتعملوا لصالحهم وليس لصالح الإسلام، وكذلك الإخوان، وأطالب المسلمين في كل أنحاء العالم بالاتحاد، أنا لفظ سني وشيعي مابحبوش، أنا مسلم، بس فيه مذاهب، السنية 4، حنفي ومالكي وشافعي وحنبلي، والشيعة عندهم الجعفري والزيدي، نقسم على المذاهب وبلاش سني وشيعى.

- ما رسالتك للغرب؟

أقول للغرب احذروا من "داعش" عندما يرجع إليكم مرة أخرى بعد إنهاء حروبه، وابتدوا فكروا ازاىيتدعموا الصوفية، لأنه لم يخرج من تحت عباءتهم متطرف أو إرهابي طوال التاريخ.

- ماذا تقول للرئيس السيسي؟

أسأل الله أن يوفقه، وهو من أخلص الناس الموجودة في مصر، وعنده مشاريع قوية كويسة عايز يعملها للمصريين، وإحنا في ضهره وبندعمه من يوم 30/6، وهنفضل معاه لحد ما مصر تشوف على إيده كل خير.

- بماذا تنصح المصريين قبل الانتخابات البرلمانية؟

أقول للشعب المصري لازم يكون عندك وعي، مجلس الشعب المقبل المفروض لا يدخله فلول ولا إخوان ولا سلفية، وأقول للتلاتة اتقوا الله في الشعب المصري، ويا شعب مصر رسول الله قال "لعن الله الراشي والمرتشي والرائش"، الراشي هو الناخب اللي هيديك فلوس، والرائش هو اللي بيوصلهاك، وأنت لو قبلت الفلوس أو اللحمة أو السكر والزيت هتبقى مرتشي، وملعون يعنى مطرود من رحمة الله، لو محتاج خد الفلوس بس متنتخبوش، ولو حلفك، صوم كفارة يمين، أما لو انتخبته فأنت طُردت من رحمة الله.

- ختاما.. هل الوقت المقبل هو وقت الصوفية؟

 لو نقل المقر الرئيسي للاتحاد العالمي للطرق الصوفية من باريس إلى القاهرة، هيبقى فيه وضع وكيان للصوفية، أما لو اعتمدنا على المجلس الأعلى للطرق الصوفية بمصر هتفضل الصوفية في انهيار ، ومش هيكون ليها شأن لا جوه مصر ولا براها.