على إثر الحادث الإرهابي الذي شهدته مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية مؤخرا، دعت واشنطن لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب في واشنطن الشهر المقبل.

منذ عام 1988 ومصر ظلت تدعو إلى عقد قمة دولية تتضمن الاتفاق بشأن آليات معينة لمحافحة الإرهاب، وبعد أحداث "شارلي إبدو" ودعوة واشنطن إلى عقد هذا المؤتمر طرأ سؤال هل تستفيد مصر حقا من مؤتمر واشنطن؟. 

مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العربية، فتحي الشاذلي، أشار إلى أن مصر ظلت تدعو منذ 1988 لعقد قمة تتضمن الاتفاق بشأن آليات معينة لمكافحة الإرهاب إلا أن الدول الأخرى لم تستجب لذلك إلا بعد تعرض فرنسا للحادث الإرهابي الأخير لصحيفة "شارلي إبدو".

وشدد الشاذلي، في تصريح لـ"دوت مصر"، على أهمية مشاركة مصر في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، لافتا إللا أنه سيتضمن الاتفاقيات الدولية لمكافحة الإرهاب ومدى التزام الحكومات بها، مضيفا أن الحكومات فشلت في التوصل إلى تعريف محدد للإرهاب، وملقيا باللوم في ذلك على الدول العربية التي طالما تخوفت من تعريف محدد للإرهاب بادعاء اجتناب الخلط بين الإرهاب ومقاومة المحتل الأجنبي.

فيما انتقد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير رخا حسن، الموقف الدولي من أحداث شارلي إبدو الإرهابية، قائلا "لم يتحرك لهم جفن تجاه الأحداث الإرهابية التي تشهدها مصر دائما والدول العربية بشكل عام"، لافتا إلى التفجيرات الأخيرة التي وقعت في لبنان والتي لم تلق أي رد فعل دولي.

وأشار حسن إلى أن مصر نبهت منذ البداية على تفشي الإرهاب، وأكدت أن الدائرة سوف تدور وهو ما اقتنع به العالم أخيرا وتحرك لعقد مؤتمر لحشد جهود مكافحة الإرهاب، لافتا إلى أن المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب لن يفيد مصر في حربها ضد الإرهاب، وإنما يعقد المؤتمر لصالح طرف واحد وهو الدول الأوروبية.

وأكدأن استفادة مصر من المؤتمر تقتصر على تبادل المعلومات، ولن يؤثر على مكافحتها للإرهاب داخليا، مشددا على أن الأولوية تعود إلى تخلي الدول الكبرى عن مد الإرهاب بالسلاح، مشيرا إلى تناقض في الموقف الأمريكي الذي يدعو لمكافحة الإرهاب من ناحية وفي الوقت ذاته يمد المعارضة السورية بالسلاح، فعلي كافة الأطراف الدولية التوقف أولا عن دعم الجماعات الإرهابية قبل عقد مؤتمر لمكافحتها.

وفي السياق ذاته، شدد الخبير الأمني اللواء نبيل أبو النجا، في تصريح لـ"دوت مصر"، على أهمية مشاركة مصر في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، مؤكدا أن مصر داعية للسلام وتشارك في جميع الفعاليات التي تحارب الإرهاب، وذلك بغض النظر عن المواقف الأمريكية من الإرهاب في مصر والتنظيم الدولي للإخوان ورفضها تصنيف جماعة الإخوان جماعة إرهابية، مؤكدا "المواقف الأمريكية في هذا الشأن لا تعنينا".