بعد تشريد الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في غزة إثر العدوان الأخير، ترقب المواطنون الفلسطينيون وصول منخفض "هدى" الأقسى والأقوى بقلقٍ شديد، خاصة وأنهم لا زالوا بين مطرقة الخراب واللا إعمار، وسندان الانقسام.

دوائر الأرصاد الجوية الفلسطينية أكدت أن البلاد تتعرض حاليا لمنخفض جوي عميق يتحول إلى عاصفة ثلجية، وهو ما ينال من أصحاب المنازل المدمرة، والمشردين المجبرين على الإقامة في "كرفانات" حديدية لا تحمي من شدة البرد ولا تقي من غزارة الأمطار، ومن مراكز الإيواء "المُهترئة".

المواطن علي حبيب من سكان حي الشجاعية بمدينة غزة يعيش معاناة قاسية هو وأطفاله، وذلك لعدم توفر مأوى بديل عن منزله الذي دمره الاحتلال خلال الحرب، حيث يقطن في الجزء المصاب بأضرار أقل من منزله، والذي أصلحه بواسطة الصفيح وقطع القماش المهترئة.

وقال حبيب لـ"دوت مصر": "لم نتمن أن يأتي المنخفض لأنني لا أملك أي مقومات للوقاية منه، فالمواد البسيطة التي أقمتها لتأويني داخل جزء من منزلي المدمر لم تقيني أنا وأطفالي من أجواء المنخفض القاسي".

وأضاف: "في الليل أطفالي يصابوا بالرعب، من أصوات الصفيح التي تكاد أن تسقط من شدة الرياح، بالإضافة إلى سقوط مياه الأمطار داخل المنزل".

حال المواطن حبيب هو نسخة لما يعيشه آلاف المشردين سكان المناطق الشرقية والحدودية في قطاع غزة، حيث منازلهم المدمرة والتي لم تقيهم من مظاهر منخفض هدى الذي يضرب غزة.

وحظرت الأحوال الجوية والرياح العاتية التي تضرب المنطقة تحرك المواطنين في الشوارع، نظراً لاحتمال تطاير ألواح الصفيح عن الأسطح، كما أدت الرياح العاتية والأجواء العاصفة إلى انخفاض حاد في حركة السيارات.

وأغلقت غالبية المحال التجارية أبوابها، وتعطلت ورش العمل والبناء الخاصة كما عزف طلبة المدارس عن التوجه إلى مدارسهم،  فيما ظلت أغلب مناطق غزة بلا كهرباء ولا طاقة ولا قدرة للمؤسسة الحكومية المنقسمة على مواكبة الموقف.