التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:29 م , بتوقيت القاهرة

محطات المترو.. منافذ الدولة لبيع لمبات الليد

إذا كنت أحد ركاب مترو الأنفاق، واضطرتك وجهتك إلى الاستبدال من خلال محطة مترو جمال عبدالناصر، ستلاحظ أن هناك عشرات المواطنين مجتمعين حول شيء ما يقع مباشرة في الرصيف المقابل للقطار.



تمعن النظر أكثر، ستجد بووث (كشك)، أخضر اللون، طوله لا يتجاوز متر ونصف، وبعرض نصف متر، وفي جهته العليا شعار بيضاوي، مرسوم عليه لمبة تشع إضاءة عشوائية، وعلم صغير لمصر في وضع رفرفة، محتضنا أسفله كلمة مصر، وحرف الميم مرسوم على شكل قلب، وأسفل هذا كله مكتوب بفونت عريض لا تخطئه عين "تحيا مصر"، وبطريقة طولية تأخذ مساحة الكشك كلها، مكتوب الفقرة التالية :


طبقا لقرار رئيس الجمهورية في ترشيد الطاقة


المشروع القومي لترشيد الطاقة وتعميم وتوطين صناعة اللمبة الليد


تحالف


نيازا- جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة (البصريات)


الإنتاج الحربي(بنها)- الهيئة العربية للتصنيع


القطاع الخاص


مجموعة فينوس للصناعة والتجارة


قطاع الأعمال


صيدناوي- بنزايون- بيع المصنوعات- الأزياء الراقية عمر أفندي



ذهبت إلى هذا الكشك لأعرف المزيد، قابلت شابا يرتدي بطاقة تعريف على صدره، مكتوب عليها، محمد سيد، عضو لجنة التوزيع بالمشروع القومي لترشيد الطاقة، والذي قال لي: "هذا منفذ بيع لمشروع تعميم وتوطين اللمبة الموفرة، وهي لمبات صديقة للبيئة، لا تحتوي على ذلك النوع من الباودر الذي يمكن أن يسبب أمراض السرطان".


وتابع الشاب: "وهي لمبة ذات طاقة عالية، وتستهلك كهرباء قليلة جدا، حيث إن قوتها 9 وات، وتعطي تأثيرا كهربائيا سعته 82 وات، وبذلك توفر ما يقرب من 72 وات، ونبيع هذه اللمبة للمواطنين بـ23 جنيها، بعد دعم كبير من الدولة، ولدينا منافذ بيع أيضا بمحطات الشهداء والجيزة، وبعد ذلك سنتواجد في جميع محطات المترو".



يذكر أن جوانب أزمة الطاقة في مصر، تتنوع ما بين أزمة سعر، وأزمة دعم، وأزمة توفير الاحتياجات، وأزمة توفير الطاقة لملاحقة الطلب المتزايد من الطاقة، نتيجة التنمية التي بلغت 2.8% خلال عام 2014، والزيادة السكانية التي بلغت 2.5% خلال نفس العام، في الوقت الذي يحتاج فيه هذا النمو السكاني إلى معدل تنمية يصل إلى 8% وفق آراء الخبراء، وهو ما يكشف عن الخلل الكبير بمجال الطاقة في مصر .



تشير الأرقام إلى أن مصر تعاني من نقص حاد في الكهرباء، يصل إلى أكثر من 4 آلاف ميجاوات، وهو الفارق بين الإنتاج والاستهلاك، وهو ما يكشف عن أزمة طاقة، وتستهلك مصر حوالي 29 ألف ميجاوات يوميا، فيما تصل كميات الكهرباء المولدة لنحو 25 ألف ميجاوات، يصل الاستهلاك المنزلي والتجاري إلى 45% من إجمالي الاستهلاك النهائي للكهرباء بمصر .


ورغم أن مصر لديها طاقات توليد تصل إلى 31 ألف ميجاوات يوميا، لكن الحصول عليها مرهون بكميات الوقود المطلوبة لتشغيل محطات التوليد.