ذكرت إذاعة فرنسا الدولية "rfi" أن قرار قطر إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر جاء ليعكس الرغبة القطرية في تطبيع العلاقات مع النظام "العسكري" للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأضافت الإذاعة الفرنسية - في مقال تحليلي لها بعنوان " قناة الجزيرة وواقعيتها السياسة في مصر" – أن قطر تمكنت من الوصول إلى محاكمة جديدة لصحفييها الثلاثة المحبوسين الذين صدرت ضدهم أحكام بالسجن لاتهامهم بمحاولة التآمر مع الإخوان لزعزعة الاستقرار في مصر من خلال تعليق قناتها الفضائية "الجزيرة مباشر مصر" في نهاية ديسمبر الماضي قبل أيام من المحاكمة.

وأوضحت الإذاعة الفرنسية أنه على الرغم من ذلك فإن قرار محكمة النقض المصرية بإعادة المحاكمة استقبل بخيبة أمل كبيرة من قبل الصحفيين الثلاثة وأسرهم الذين كانوا ينتظرون الإفراج الفوري ، ولكن هذا لا يمنع ضمان محاكمة جديدة أكثر قد تكون أكثر إنصافا ، على حد وصف الإذاعة الفرنسية.

من جهة أخرى ، ترى الإذاعة الفرنسية أن قطر تكون قد أكدت بقرارها هذا  سيرها على الخطوات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة لوقف أي دعم لجماعة الإخوان المسلمين ، مؤكدة أنه حتى 22 ديسمبر الماضي ، كانت هذة الإمارة الصغيرة الدولة العربية الوحيدة التي تطعن في شرعية المشير عبد الفتاح السيسي ، وكما ورد في صحيفة نيويورك تايمز، تعليق قناة الجزيرة مباشر مصر يدل على ان القطريين قد قبلوا الآن "دور الجنرال السابق".

وأوضحت الإذاعة الفرنسية أنه ينبغي على قناة الجزيرة ، التي لعبت دورا كبيرا في الربيع العربي من خلال تشجيع الاحتجاجات ضد القوى الاستبدادية ، عدم الإنقطاع عن أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان  من خلال التنبه للوضع السياسي الجديد.

أما فيما يخص الجانب المصري ، قالت الإذاعة الفرنسية أن مصر تنظر إلى مصالحتها مع قطر على أنها "نصرا دبلوماسيا" ، مؤكدة أن اعتقال ثلاثة صحفيين، من بينهم استرالي وكندي ، فضلا عن الحملة الصحفية التي تلت ذلك في الغرب ، لا يتناسب تماما مع الوجه الجديد الذي تريد أن تظهره مصر.

http://www.rfi.fr/emission/20150103-al-jazira-realpolitik-egypte-sissi-condamnation-journalistes/