التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:44 م , بتوقيت القاهرة

"أثرياء عرب" وراء سرقة المتحف الأثري في الصعيد 

كشفت تحريات وحدة مباحث قسم شرطة مدينة نجع حمادي، شمال محافظة قنا، عن تفاصيل واقعة سرقة قصر البرنس يوسف كمال، بمدينة نجع حمادي، والمعروف بقصر "الحرملك"، والذي تمت سرقته منتصف الشهر الماضي.


وحصلت " دوت مصر" على التحريات الأولية التي تنفرد بنشر تفاصيلها، كما انفردت بنشر خبر سرقة مقتنيات قصر البرنس، وأكدت التحريات في مجملها، أن "وراء سرقة قصر "البرنس" مجموعة مسلحة تخصصت في سرقات متعددة من هذا النوع.


واتهمت تحريات المباحث، رئيس منطقة آثار نجع حمادي، "محمد.أ"، بعد اكتشاف تفاصيل جديدة، أهمها أنه مدان للعديد من المواطنين بما يقرب من حوالي مليون ونصف المليون جنيه، رغم امتلاكه شركة سياحية تخصصت في السفر إلى ليبيا والسعودية ورحلات الحج والعمرة وتوفير عقود عمل خارج مصر.


كما اتهمت التحريات أيضًا شقيق زوجته، والذي يدعي "محمد.أ"، وهو مسجل خطر، لدى قسم شرطة نجع حمادي، في قضايا تنوعت ما بين سرقات بالإكراه وخطف وغيرها من القضايا الإجرامية، فضلًا عن قيام النيابة العامة باستدعائه إلى قصر البرنس المسروق، ليتم مطابقة بصماته، وعندما علم أنه سيتم مطابقة بصماته حاول الهرب.


وذكر مصدر بالنيابة العامة، أن "عمال القصر ومشرفي الأمن أكدوا أن رئيس منطقة الأثار اصطحب شقيق زوجته إلى القصر قبل واقعة السرقة بحوالى 15 يومًا، وهو ما نفاه رئيس المنطقة، حيث أكد العمال المشرفون داخل القصر، أنه جاء وبصحبته أحد الأشخاص المجهولين، في وقت الظهيرة، وظلوا داخل القصر لمدة حوالي ساعة تقريبًا فضلًا عن تغيب رئيس المنطقة عن عمله، وعن المدينة قبل واقعة السرقة، حيث تم إلقاء القبض عليه بمحافظة القاهرة، عقب واقعة السرقة بحوالى 4 أيام".


وأكد المصدر، أن "اتهام رئيس المنطقة وشقيق زوجته، أكده أن رئيس المنطقة قام بتسليم مفاتيح عهدة القصر إلى مسئول آخر بالمنطقة، وكان هناك العديد من النسخ الخاصة بالقصر، كما قام بتسليم المفاتيح ناقصة أحد النسخ الخاصة بإحدى الغرف، وأن عصابة السرقة دخلت إلى القصر، وهي تعرف تمامًا ماذا تريد، وحددت المقتنيات الذهبية والفضية التي تعرفها".


وفى سياق متصل، كشفت مصادر أمنيه بقنا، عن "وجود عصابات منظمة متخصصة في سرقة الآثار ومتورطة في سرقة مقتنيات قصر "البرنس يوسف كمال" بمدينة نجع حمادي، المعروف بقصر "الحرملك".


وأضافت المصادر في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، أن "تلك العصابات تخصصت في سرقة مثل تلك المقتنيات، وبيعها للأثرياء العرب، لأن آثار القصر المسروقة مسجلة لدى وزارة الآثار، ولا يمكن بيعها لمتاحف عالمية".


وأكدت أن "عملية سرقة مقتنيات الأمير يوسف كمال، كان مخططًا لبيعها إلى أثرياء عرب، حيث تم استهداف مقتنيات بعينها، وترك الباقي رغم صغر حجمها وسهولة نقلها، بالمشاركة مع أشخاص من محافظة قنا، في إشارة إلى اتهام مدير منطقة الآثار وآخرين في عملية السرقة".


وفي السياق ذاته، قال رئيس قطاع الآثار الإسلامية، بوزارة الآثار في تصريح خاص لـ"دوت مصر"، أن "عملية سرقة قصر البرنس يوسف كمال ممنهجة، وتعد أول حادث في مثل هذا الشأن تحدث بصعيد مصر".


وأكد فوزي في سياق تصريحاته، أن "هناك العديد من المؤشرات تؤكد أن السارق يعي جيدًا ما يتواجد داخل القصر من مقتنيات أثرية وذهبية وفضية، لأنه استولى على المقتنيات القيمة فقط لا غير تاركًا العديد من المقتنيات والتحف التي تعد بالنسبة للسارق بلا قيمة مالية".


يذكر أن قصر البرنس يوسف كمال بمدينة نجع حمادي، شمال محافظة قنا، تمت سرقة مقتنياته منتصف الشهر الماضي، ووصلت المقتنيات المسروقة الى أكثر من 360 قطعة أثرية، ويعتبر القصر واحدًا من أجمل القصور المعمارية التي أنشأها الأمير يوسف كمال، أحد أبناء أسرة محمد علي، ويرجع نسبه إلى إبراهيم باشا بن محمد علي الكبير، مؤسس الدولة المصرية الحديثة، وبُني القصر على الجانب الغربي لنهر النيل بمدينة نجع حمادي، وتم إنشاؤه في العام 1908، بإشراف مهندس القصور المعمارية أنطونيو لاشياك، وهو من أشهر المعماريين الذين قدموا إلى مصر، واستغرق تشييد القصر 13 عامًا.