محلل مغربي يكشف أسباب انقلاب إعلام المغرب على السيسي
كشف المحلل السياسي والخبير في ملف الصحراء والعلاقات المغربية الإسبانية ورئيس تحرير موقع "Morocco World News"، سمير بنيس، أمس الجمعة، عن أسباب انقلاب الإعلام الرسمي المغربي على النظام الحاكم في مصر، والتي اعتبرها بمثابة إعادة ترتيب أوراق السياسة الخارجية المغربية، مرجعا ذلك إلى إساءات الإعلام المصري للمغرب.
وقال بنيس، في مقال منشور له على موقع "هسبريس" المغربي: على الرغم من اتخاذ المغرب لموقف محايد تجاه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلا أن الأبواق الإعلامية وبعض الشخصيات المصرية في مختلف الميادين تبنت مواقف معادية للمغرب اجتماعيا وسياسيا ودينيا.
وتابع: بعض الإعلاميين المصريين وصفوا المغرب كبلد الدعارة والسحر، وأول بلد في العالم من حيث معدلات السيدا (الإيدز)، بالإضافة إلى الفتوى الغريبة للأزهر، والتي تدخلت في الشؤون الداخلية للمغرب حينما أعلنت المشيخة أن تاريخ عيد الفطر في المغرب كان باطلا، وأن صوم بعض المغاربة ليوم عرفات كان مخالفة للشعائر الإسلامية.
وقال إن زيارة ملك المغرب محمد السادس لتركيا لم تأت بمحض الصدفة، بل هي خطوة مدروسة تعطي إشارات قوية عن نية وعزم المغرب في التقارب مع تركيا، وتعزيز العلاقات الثنائية معها، كما يجب أن نستحضر تطبيع العلاقات بين المغرب وإيران في الآونة الأخيرة، والقرار الذي اتخذه البلدان بتعيين سفيرين جديدين لهما في الرباط وطهران.
وأرجع بنيس سبب تهجم الإعلاميين المصريين على المغرب دون غيرها لعدة أسباب منها نجاح المغرب في تحقيق انتقال ديمقراطي سلس دون المساس باستقراره السياسي، بجانب نجاحه في الحفاظ على النظام الملكي، رغم ما شهدته الدول العربية من ثورات الربيع العربي.
وأشار بنيس إلى الدور الديني الذي اضطلع به المغرب، خاصة في إفريقيا والدبلوماسية الدينية التي مكنت المغرب من لعب دور مؤثر في القارة الإفريقية، وهو ما تفتقر إليه مصر، لافتا إلى أن حرص ملك المغرب على تأدية صلاة الجمعة في بعض الدول الإفريقية لم يكن بمحض الصدفة، بل بهدف استعادة مكانته الدينية في القارة السمراء.
ولفت إلى أن هذه الأسباب جعلت السلطات المصرية تنظر للمغرب ليس باعتباره حليفا استراتيجيا لمصر كما كان الحال في السابق قبل الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، بل خصما سياسيا يلقي بظلاله على كل الجهود التي تقوم بها مصر لاستعادة دورها الريادي الإقليمي.
وأعرب بنيس عن اندهاشه من التقارب المفاجئ بين الجزائر ومصر، فور وصول عبد الفتاح السيسي للحكم، مشيرا إلى أن هذا التقارب جعل المغرب يفطن بأن هناك تحول في موقف مصر تجاه مصالحه، بما في ذلك قضية الصحراء المغربية، ولا يستبعد أن تضاف مصر في المستقبل القريب إلى الدول التي تدعم أطروحات البوليساريو بشكل صريح.