التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 08:23 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| 3 ليال للاحتفال بـ"السيد".. أشهر موالد نجع حمادي

"يا سيد.. يا سيد".. كلمات تدوي في أرجاء قرية بأكملها، يصاحبها عزف المزمار البلدي، و"توب السيد" الذي يعلو الجمال، يخرج الكثير من أبناء قرية "أولاد نجم"، بمدينة نجع حمادي، شمال قنا، متوجهين إلى "كوم السيد"، حيث مقام الشيخ "السيد أبو حمد"، أحد أولياء الله الصالحين بالقرية.


اعتاد كثيرون زياة مقام "السيد أبوحمد"، في ليلته الشهيرة، والتي تعرف بـ"ليلة السيد"، ليس فقط أبناء القرية، بل المقيمون خارجها من المراكز والمحافظات الأخرى، تزامنا مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فضلاً عن حضور الآلاف، وشراء حلوى المولد النبوي الشريف .


"توب السيد".. اسم ارتبط مع الجميع بصورة واضحة، وينتظر مشاهدته الجميع في هذه الليالي، حيث يقدمونه كنوع من "النذور" عليهم، بعد ذهابهم إلى المقام، والدعاء لما يرجونه، ثم يقدمون "التوب" للشيخ السيد أبوحمد.


ومن طقوس الاحتفال "الرايات"، وهي مصنوعة من الورق والعجين، أو القماش، توب السيد، المزمار البلدي، وتقديم "الملتوت"، وهو نوع من المخبوزات، والأرز باللبن، وتجمع الأطفال والكبار من الجنسين في هذه الليلة، التي تعتبر من أشهر الليالي بنجع حمادي، لتقديم التهاني والاحتفال بها.


مولد مثل غيره من الموالد، التي يحتفل بها أبناء الطرق الصوفية، ويغيب عنه أبناء المنهج السلفي، وجماعة الإخوان، إلا القليل منهم، سيطر عليه هذا العام الفكر السياسي الذي استحوذ على الجلسات، والتي يطلق عليها أبناء القرية "القعدات"، التي يستقبلون فيها الأقارب والأحباب والأصحاب، الذين يأتون إلى هذه الليلة، تبركا بمقام السيد أبوحمد، وتقديم التهنئة، وتناول الطعام والشراب، وشراء حلوى المولد.


يستمر المولد ثلاثة أيام، ويطلق عليها "الليلة الصغيرة، الليلة الكبيرة، طلوع التوب"، فالأطفال وصغار السن يذهبون في الليلة الصغيرة، لشراء الألعاب وعروسة المولد ويركبون المراجيح، وبعض الألعاب الشعبية الأخرى، ويأتي في المساء الأمسيات الدينية والإنشاد الديني.


أما كبار السن، يحتفلون بـ"ليلة السيد" في الليلة الكبيرة، حيث الإنشاد الديني، والمدح، وتقديم التهنئة بالمولد، وزيارة المقام، ويستقبلونهم أهالي القرية بقدر واسع من الترحاب، وتقديم لهم الطعام والشراب، عقب الانتهاء من لعبة التحطيب "العصا"، على عزف فرقة المزمار البلدي، والتي يتميز بها أبناء الصعيد، وبعدها يبدأ المدح الديني، والذي يستمر حتى مطلع الفجر، وبعض الأمسيات الدينية، والذي يخطب فيها الداعية المعروف، الشيخ أحمد عبد اللطيف، عن الاحتفال بالمولد النبوي، وفضل النبي صلى الله عليه وسلم.


وفي الليلة الأخيرة، والمعروفة باسم "طلوع التوب"، فهي تقتصر على ذهاب السيدات إلى المقام، لقراءة الفاتحة، والدعاء، وشراء بعض المشغولات الصينية.


واختلفت بعض مظاهر الاحتفال بـ"ليلة السيد"، هذا العام عن الأعوام السابقة، فعلى سبيل المثال، كان أهالي قرية "نجع أبو عيسى"، إحدى قرى أولاد نجم، يقومون بشراء"عجل"، والمعروف بـ"عجل السيد"، والخروج به من القرية رجال وسيدات، وبرفقتهم المزمار البلدي، والذهاب به إلى "كوم السيد"، وذبحه أمام المقام، وسط فرحة عارمة من الجميع، ولكن في هذا العام لم يقوموا بفعل ذلك، وأيضا كان هناك أعداد كبيرة من الأهالي بالقرية، يقومون بتقديم "توب السيد"، ولكن اقتصر هذا العام على عدد قليل منهم.


وقال محمد عبد الرابع، أحد أهالي قري أولاد نجم، إن الجميع كعادتهم كل عام، يأتون لزيارة المقام، والتبرك به، والدعاء إلى الله عز وجل، بما فيه خير لهم، ويقدمون "النذور"، للشيخ السيد أبوحمد.