CNN: استخدام السعودية للنفط "سياسيا" مخاطرة
أظهرت السعودية قدرتها على التأثير بصورة كبيرة على أسعار النفط، باعتبارها أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، الأمر الذي أثار التكهنات حول إقدام المملكة لاستخدام النفط كسلاح في معاركها السياسية، بحسب ما ذكر موقع "سي إن إن" الاقتصادي الأمريكي، خاصة في ظل صراعها الحالي مع كل إيران وروسيا، نظرا لتأييدهما لنظام الأسد في سوريا منذ اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011.
وأضاف الموقع الأمريكي أن الانغماس في فكرة الاستخدام السياسي للنفط من قبل المملكة سيطر على عقول قطاع كبير من المحللين السياسيين والمتابعين للمشهد النفطي، في ظل إصرار المملكة على الاحتفاظ بمعدلات الإنتاج كما هي عند 30 مليون برميل لليوم الواحد، رغم الانهيار الكبير الذي يشهده سوق النفط العالمي، حيث انخفضت أسعار النفط بنسبة 50% خلال عدة أشهر.
أهمية النفط
إلا أن هؤلاء المحللين ربما نسوا أو تناسوا -وفقا للموقع- الوضع الاقتصادي للمملكة من جراء الوضع الراهن، في ظل اعتمادها الكبير على النفط، رغم الجهود المبذولة من قبل السلطات السعودية لتنويع المصادر الاقتصادية، حيث إن النفط مازال يمثل 80% من عائدات المملكة بشكل عام، و40% من الناتج المحلي الإجمالي.
وأضاف التقرير أن الحكومة السعودية تستخدم عائدات النفط في دعم العديد من القطاعات داخل المملكة، ولعل أهمها التعليم والصحة والإسكان، مقابل تحقيق الاستقرار السياسي في الداخل السعودي، وهو الأمر الذي أتى بثماره خلال فترة الربيع العربي، والتي أطاحت بالعديد من الأنظمة بالمنطقة، حيث إن غالبية السعوديين يرون أن تلك الحقبة كانت سببا في زعزعة استقرار المنطقة واتسمت بقدر كبير من العنف.
انتقام أم انتحار؟
وهنا لا يمكن للمملكة أن تضحي بحالة التوازن الراهنة، في سبيل القضاء على خصومها الدوليين والإقليميين، بحسب الموقع الاقتصادي، خاصة وأن إقدام المملكة على خفض أسعار النفط بهذه الصورة يعد تلاعبا بأساسيات السوق، وهو ما يمكن اعتباره بمثابة انتحار، وهو الأمر الذي يمكن أن تقدم عليه المملكة في الوقت الراهن في ظل إقدام قطاع من شباب المملكة على التعبير عن إحباطهم من التدهور الراهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح التقرير أنه إذا كان ما تشهده أسواق النفط في الوقت الراهن تكتيك سعودي لمحاربة إيران اقتصاديا، فإن التساؤل الذي يظهر في هذا الصدد يدور حول أسباب عدم إقدام المملكة على انتهاج تلك السياسة منذ عامين، عندما أخذوا خطوات جدية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في معركته ضد المتمردين.
دروس الماضي
من ناحية أخرى، ربما يكون الاستخدام السياسي للنفط ليس بجديد على المملكة، حيث سبق وأن استخدمته كسلاح لمساندة مصر خلال حرب أكتوبر 1973، ربما لعقاب الولايات المتحدة على موقفها المساند لإسرائيل، إلا أن الموقف السعودي لم يكن مفيدا للمملكة، حيث إن الخطوة السعودية أساءت بصورة كبيرة للعلاقات بين منتجي النفط والمستهلكين.
وأضاف التقرير أن المملكة تنظر بكل تأكيد إلى دروس الماضي التي ترتبت على الاستخدام السياسي للنفط، ولعل العراق أحد أهم الأمثلة في هذا الصدد، حيث أقدمت على احتلال الكويت في عام 1990، لاستخدام النفط كسلاح تحارب من خلاله خصومها الدوليين، إلا أن النتيجة كانت دخول العراق في سلسلة من الصراعات مازالت تداعياتها متواجدة حتى الآن.