التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 07:00 م , بتوقيت القاهرة

خاص| بعد فشل مشروعها.. فلسطين تتصارع مع طواحين الهواء

بعد يوم من فشل مشروع القرار العربي، الذي يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين، وقّع رئيس السلطة الفلسطينيية، محمود عباس "أبومازن"، على اتفاقية روما للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، وعدد من المعاهدات الدولية، في خطوة من شأنها أن تتيح رفع دعاوى على إسرائيل بارتكاب جرائم حرب.



لقيت هذه خطوة معارضة شديدة من أمريكا وإسرائيل، بعدما عارضت الخارجية الأمريكية هذا الطلب بشدة واصفة إياه بالخطوة التصعيدية، وقال في بيان رسمي لها، إن طلبا من هذا النوع "لن يحقق شيئا من تطلعات الشعب الفلسطيني نحو قيام دولته المستقلة ذات السيادة".


من جهتها، أعربت الخارجية الإسرائيليية أن "انضمام الفلسطينيين إلى المحكمة الجنائية الدولية سيلحق الضرر بهم قبل غيرهم، لأن الأمر سيسمح بمقاضاتهم على ضلوعهم في الإرهاب".


ويرى مراقبون فلسطينيون أن هذه الخطوة ستواجه بعواقب وخيمة من قبل أمريكا وإسرائيل، إلا أن السلطة الفلسطينية لم يكن لديها حل آخر لكسب معنويات الشارع الفلسطيني.


ليس هناك حل آخر


يرى استاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، الدكتور مخيمر أبو سعدة، في تصريح لـ"دوت مصر"، أن الانضمام إلى الجنائية الدولية كان متوقعا لأن السلطة الفلسطينية لم يبقى أمامها سوى هذه الخطوة لمواجهة جرائم الاحتلال، ما سيشكل رادعا ولو بسيط للاحتلال الإسرائيلي خصوصا الاستيطان الأخذ في التوسع، وموضحا أنه بهذه الخطوة سيكون باستطاعة ضحايا جرائم الاحتلال وأسر الشهداء رفع دعاوى قضائية ضد إسرائيل.


ولفت أبو سعدة أنه رغم العواقب التي ستواجهها السلطة الفلسطينية بهذه الخطوة من قبل أمريكا وإسرائيل إلا أنه في نهاية الأمر من حق فلسطين الانضمام إلى الجنائية الدولية مثلها مثل بقية دول العالم، وليس هناك حل آخر.


خطة بديلة


من جانبه، أوضح الإعلامي والمحلل السياسي، محمد اللحام، لـ"دوت مصر"، أن الذهاب إلى المحكمة الدولية محط اهتمام ودراسة منذ سنوات، أرجأته السلطة الفلسطينية على أمل أن تجد المفاوضات التي تتزعمها أمريكا حلا عمليا، مؤكدا أنه رد فعل طبيعي على الضغوط الأمريكية خصوصا بعد رفضها مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي.


ويرى الإعلامي الفلسطيني أن مكاسب هذه الخطوة على مستوى الشارع معنويا أكثر من المكاسب أو الامتيازات السياسية، موضحا أن إسرائيل دائما لديها خطة بديلة، وتستطيع أن تواجه هذه الخطوة جيدا بمساندة أمريكا، التي هي الداعم الأكبر للمحاكم الجنائية الدولية وتعتبر الخزانة الرئيسية لها، بالتالي سيكون لها تأثير كبير عليها أو حتى وقف الدعم المالي، مؤكدا أن أمريكا وإسرائيل تستطيعان اللجؤ إلى تحجيم تعاظم دور أبو مازن على الساحة.


إنجاز معنوي


واعتقد الباحث السياسي الفلسطيني، حسن الخطيب، أن هذه الخطوة جاءت متأخرة فهي مجرد إنجاز معنوي، وكان الأحرى على السلطة أن توقع على معاهدة روما بعد اتفاقات أوسلو مباشرة، حين كان ممكنا خلال السنوات الماضية أن ننتقل إلى مستويات أعلى في النضال ضد إسرائيل.


ويؤكد الخطيب خلال حديثه لـ"دوت مصر" أن إسرائيل كيان فوق القانون، بالتالي تلك الخطوة هي مجرد نتائج إجراءية أو اكتساب معنوي، وما هو إلا صراع مع طواحين الهواء.