المادة 98.. سيف على رقاب الملحدين
أثار غلق مقهى بمنطقة عابدين في القاهرة، بدعوى تجمع "الملحدين" به، تساؤلات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن قانونية إغلاقه بأمر من رئيس حي عابدين، وهل هناك نصوص قانونية تعاقب على الهوية المخالفة للديانات السماوية الثلاثة، السطور المقبلة تكشف لك سر المادة "98" من قانون العقوبات.
وعن هذه المادة يقول عضو لجنة الإصلاح التشريعي، الدكتور صابر عمار: صدرت عام 1970، ثم أضيفت إليها المادة 171، التي تنص على عدم التعدي بالنشر بكل وسائله "الصحف والكتب وغيرهما من وسائل النشر على أى دين"، ولم يحدد القانون شكل هذا التعدي، وأصبحت النيابة العامة مطلقة اليد في تقرير ذلك، خاصة أنها مسألة مشتبكة مع قضية حرية العقيدة والرأي والتعبير، الذين كفلهم الدستور، وتؤدي إلى الالتباس بين الحرية والازدراء.
الناشط الحقوقى جمال عيد، اعتبر إغلاق المقهى تعبيرا عن غياب مفهوم الحريات ودولة القانون، وقال إن إغلاقه بدعوى تجمع مواطنين به لم يخرقوا القانون، ولكن أفكارهم لا تتماشى مع آخرين ولا يتقبلونها، دليل على أن الدولة لا تكفل الحرية.
وقال عيد إن استمرار تلك الممارسات من شأنه زيادة أوضاع الحريات الدينية سوءا، وطالب الحكومة بتحمل مسؤولياتها وعدم التمييز بين المواطنين، بحسب قوله.
الحرية حبر على ورق
وعن مدى دستورية المادتين 98 و171، قال المحامي بالاستئناف حمدي الأسيوطي، إن دستور 2014 ألغى المادة 219 التي كانت تجرم العيب في الذات الإلهية، وتضع تفسيرات محددة للمادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، واستدرك الأسيوطي أن دستور 2014 أبقى على المادة التي تقصر ممارسة الشعائر الدينية على الديانات السماوية الثلاثة، ما ينسف ويلغي المادة 64 التي تقول إن حرية الاعتقاد مطلقة، وبناء على ما سبق، فالمادة 98 من قانون العقوبات في حيرة، فهي من جهة دستورية ومن الجهة الأخرى ليست كذلك.
تهمة ازدراء الأديان طالت 3 ملحدين، هم كريم عامر، ألبير صابر، وأحمد حرقان
كريم عامر.. أزهري ملحد
ما سبق كان كافيا للقبض على كريم عام 2005، ومحاكمته بتهمة ازدراء الأديان، وسجنه 4 سنوات، سافر بعدها إلى النرويج.
وقال "عامر" لـ"دوت مصر" عبر البريد الإلكتروني من النرويج، إنه قضى مدة الحبس وخرج ولا يزال على أفكاره التي سجن من أجلها، ولم يكسب من تحمسوا للدعوى ضده شيئا. وقال: "من توهم أن تلك الأحكام ستحاصر من لهم آراء مختلفة واهم، وسيدور المجتمع في نفس الدائرة ولن يجني منها شيئا".
ألبير صابر.. ملحد ولاجئ
بناء على البلاغات، قضت محكمة جنح المرج بسجنه 3 سنوات، وبعد استئنافه أفرج عنه من مديرية أمن القاهرة، لكنه لم يستطع العيش في القاهرة، لتهديدات وصلته بضرورة سفره للخارج، واعتداء أهالي منطقة المرج عليه وعلى عائلته –بحسب ما أعلن وقتها- فطلب اللجوء السياسي إلى سويسرا، وسافر إليها في 25 يناير 2013، وبعد سفره أيدت محكمة الاستئناف الحكم الصادر ضده.
حرقان ومحاولة اغتيال
في 25 من أكتوبر الماضي، تقدم عميد كلية الحقوق السابق بجامعة عين شمس، الدكتور خالد حمدي، والمحامي هشام إبراهيم مصطفى، والمحامية إيناس البيطار، ببلاغ إلى النائب العام، المستشار هشام بركات، ضد أحمد حرقان، بدعوى ازدراء الأديان.
وذكر مقدمو البلاغ أن "حرقان"، ظهر فى برنامج "أسرار تحت الكوبري"، الذي يقدمه الإعلامي طونى خليفة، وتحدث بأقوال تشعل الفتن بين الشعب وتروج للإلحاد والكفر، وهذه سابقة لم تحدث من قبل فى تاريخ مصر، أن يستضيف برنامج تليفزيوني ملحدا يتحدث بهذا الكيفية.
ما زال الاتهام الموجه للشاب السكندري الملحد محل نظر السلطات، إلا أن إذاعة الحلقة المذكورة تسببت في مشاكل كثيرة له، حيث تعرض "حرقان" وزوجته إثرها لمحاولة اغتيال في أثناء مغادرتهم منزلهم، الذي يبعد خطوات عن قسم شرطة المنتزة بالإسكندرية، ولولا احتجاز الشرطة له ولزوجته، لفتك بهما الأهالي.