التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 10:25 ص , بتوقيت القاهرة

صور| بابا "أمير" يرتدي نفس يونيفورم أولاده المدرسي

تصوير- محمد خيري


تدق الساعة السادسة صباحا، الأب مستيقظ، يدلف إلى غرفة طفليه "أغسطينوس" و"ماجدلينا"، يوقظهم برفق، ابتسامة على شفتيه، "صباح الخير" تخرج من قلبه قبل لسانه إلى آذانهم، قليل من النشاط يعتريهم، ضغوط عام دراسي تثقل صباحهم، ومناهج تعليمية صعبة تلوح لهم في الأفق، ليختار والدهم "أمير تادرس" أن يشجعهم بطريقة مبتكرة وبسيطة.


ارتداء زي يشبه نفس زيهم المدرسي، وكأنه واحد منهم، أسلوب اتبعه الأب الأربعيني، ليعود إلى المدرسة شكلا مع أولاده، "تي شيرت" بنفس اللون الأحمر الداكن، وبنطلون ذي لون بيج، يقرب الأب من ولديه، ويقربهما من الدراسة، يرتديهم الأب لتلمع في أعينهم فرحة حين لمحوه، ابتسامة ملأت أفواهما الصغيرة، وغمرت روحهم بالسعادة.



ولدت الفكرة من حب الأب لأبنائه، كما يقول الأب لـ"دوت مصر"، "أنا بحب أولادي جدا وحبيت أخفف عنهم بالطريقة دي مشوار المدرسة، والمذاكرة الصعبة"، شعور الأولاد بالملل عند اقتراب العام الدراسي وصل إلى الأب، ليفكر في ذلك السبيل لتغيير وجهة نظر أطفاله، لابنه أغسطينوس في الخامس الابتدائي وماجدلينا في الثالث الابتدائي بمدرسة "صحارا" الخاصة، بدأ الفكرة مع بداية العام الدراسي الحالي، خاصة لتشجيع ابنه الذي كان مريضا بالتوحد، ثم تم شفاؤه بمساعدة والداه.


"أغسطينوس" الأبن الأكبر - والذي يبلغ 11 عاما- عبر فرحته بعد أن رأى والده يرتدي ملابس تشبه ملابسه "كنت فرحان ومش مصدق نفسي"، يقول "تينو" كما يحب أن يلقبه والده أن أول مرة رأى أبيه بنفس الملبس تشجع للذهاب إلى المدرسة، وأن أهل أصدقائه أبدوا استغرابهم من الفكرة.



نفس المفاجأة انتقلت من الابن إلى أخته "ماجدلينا" والتي تبلغ من العمر 9 سنوات، لتختلط عليها مشاعر البهجة والاستغراب، ليسمع الأطفال أصدقائهم "إحنا مستغربين إن باباك جاي معاك المدرسة بنفس اللبس".


يبدأ الأب على تلك العادة على مدار العام الدراسي بين الحين والآخر، وليس بشكل ثابت في العام، ليقول لـ"دوت مصر" إنه في اليوم الذي يغير ملابسه يقوم باصطحاب ملابسه المناسبة للعمل معه، "باخد هدومي معايا وبغيرها في الشغل"، مضيفا أن الأطفال رحبوا بالفكرة وتشجعوا للذهاب للمدرسة منذ أن رأوا أباهم.

ردود أفعال بين الإعجاب والتقدير وصلت للأب المحب لأطفاله، منها ما ذكره مدير المدرسة للأب قائلا "ونعم الأب"، كما تشجع أولياء أمور آخرين للفكرة، وإنهم عازمون على تنفيذها في العام الدراسي القادم، ليضيف "أمير" أن ذلك الموقف أثر على تلقيهم لدروسهم، وأبدوا حبهم للمدرسة والعلم.

ماجدلينا الجميلة تستعد لليوم الدراسي


 


بدأ الفكرة لتشجيع ابنه الذي كان مريضا بالتوحد، ثم تم شفاؤه بمساعدة والداه


 


شعور الأولاد بالملل عند اقتراب العام الدراسي وصل إلى الأب

أنا بحب أولادي جدا وحبيت أخفف عنهم بالطريقة دي مشوار المدرسة، والمذاكرة الصعبة