تمر الساعات ثقيلة على السجين الذى لا يرى الشارع وربما يكون فى حبسه وحيداً لا يرى سوى جدران الغرفة التى يتجول بينها أما هبة وجدى فلها سجناً خاص فمنذ ولادتها وقد حكم عليها ألا تشاهد سوى سقف غرفتها و الذى أصبح اكثر شيئ تحفظه عن ظهر قلب.

هبة وجدى التى تستلقى دائماً على سريرها والتى يبلغ طولها طول الزراع الواحد ليست طفلة بل هى لديها 38 عام من المعاناة فى مصابة بمرض العظام الزجاجية حيث انها لم تعد قادرة على المشى ولا حتى على الجلوس وأصبح حلم ان تصبح انسانة طبيعية لم يعد يراوضها.

انا مش طفلة ومش عايزة علاج لانى ماليش علاج فى العالم كله انا بس عايزة أعيش مطمئنة، بهذة الكلمات بدأت هبة وجدى حديثها لكاميرا اليوم السابع وأكملت قائلة: انا كل شهر بشيل هم الإيجار اذا فاعل الخير مابعتش الإيجار صاحب البيت هايعمل معايا ايه.

تروى هبة قصتها من البداية قائلة: كنت عايشة فى بيت والدى لحد ما توفاه الله ساعتها لقيت نفسى مع اخين مايعرفوش حاجة عن الرحمة كانوا بيضربونى ويشتمونى وفى الأخر سابولى الشقة ومشيوا وانا معرفش أساعد نفسى ولا اتحرك من مكانى فحد فاعل خير أجرلى الشقة دى لأنى مش هاعرف اخرج من الحى السابع عشان جارتى اللى بتراعينى لانه انا من غير حد ياخد باله منى أموت.

تضيف هبة: انا ياخد 1600 جنيه معاش والدى وده اللى خلى التضامن ترفض تساعدنى لكن المبلغ ده هايعمل ايه فى علاجى وفى مصاريف القائمة على رعايتى والأكل والشرب والكهرباء ده غير الإيجار إللى خايفة انه ينقطع عنى فألاقى نفسى فى الشارع وانا كل حلمى شقة ماشيلش فيها الهم كل أول شهر.

تقول سمر التى ترعى هبة: هى مراضها مالوش علاج ومابتطلبوش فلوس هى عايزة شقة لأن فاعل الخير إذا دفع النهاردة فممكن مايدفعش بكرة.

وعن قططها تقول هبة: القطط دى بديها الحنان اللى أنا مفتقداه وانا بحضنهم مش عارف هم اللى محتاجين الحضن ده ولا انا اللى محتاجاه انا بعوض بيهم عن العطف اللى مالقتهوش فى حياتى ومن لا يَرحم لايُرحم .