التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:22 ص , بتوقيت القاهرة

مشروعات مصر القومية مخزون للأجيال المقبلة.. محطة كهرباء بنى سويف نموذجا تنتج 4800 ميجا وات.. وتضيف 20 % من إجمالى الكهرباء المربوطة على الشبكة القومية للكهرباء.. و42 مليون ساعة عمل بالمشروع دون إصابات

محطة كهرباء بني سويف العملاقة
محطة كهرباء بني سويف العملاقة

مشروعات مصر القومية لا يتوقف العمل عليها ليل نهار، مئات المشروعات في كافة محافظات الجمهورية، وطالت أغلب القطاعات، لكن الدولة المصرية تعمل من أجل تأمين احتياجات الأجيال القادمة، وكذلك من أجل جذب الاستثمار الأجنى ، والذى يوفر فرص العمل للشباب.

 

لن أوسع مجال الحديث وأتطرق لأكثر من مشروع قومى، لكن سأخصص هذا الموضوع عن محطة كهرباء بنى سويف العملاقة، لعدة أسباب الأول، لأن هذه المحطة تم تدشينها في قريتى الصغيرة " غياضة الشرقية" بمركز ببا بنى سويف، والتي استفاد أبناءها بالعمل فى هذه المحطة، والثانى أن مشروعات الطاقة بصفة عامة والكهرباء بصفة خاصة يكون لها انعكاس على قرارات المستثمرين بالدخول إلى الأسواق للاستثمار فيها، فلا يمكن أن يدخل مستثمر دون تأكده من توافر الطاقة والبنية التحتية بصورة خاصة.

 

 

هذا المشروع تحديدا وكافة المشروعات التي تهدف الدولة من خلالها توفير الطاقة، تعتبر كنوز للأجيال القادمة التي لن تعانى من حدوث عجز في توافر الكهرباء، وكذلك تساهم هذه المشروعات في مد المدن الجديدة بطاقة الكهرباء، فهناك 14 مدينة جديدة يجرى العمل على تدشينها الآن.

 

وتساهم محطة كهرباء بنى سويف بنحو 20 % من إجمالى الكهرباء المربوطة على الشبكة القومية للكهرباء ، وخاصة أنها تعمل بأعلى كفاءة توليد بالعالم تصل لـ60% وبأحدث التكنولوجيا الألمانية في هذا المجال، وهذا يعنى أن كفاءة توافر الكهرباء ترتفع بصورة مستمرة، وأن الأجيال القادمة لن تجد مشكلة في هذا الشأن.

 

وتعمل محطة بني سويف بنظام الدورة المركبة وبأحدث التكنولوجيات المتاحة عالمياً في الوقت الحالي ، فهي الأحدث من نوعها عالمياً ، بنسبة كفاءة 62 % ( أقل معدل استهلاك وقود للكيلو وات ) ، ويستخدم بها تكنولوجيا أبراج التبريد بتكثيف الهواء ، مما يقلل من التلوث ويعتبر مشروع صديق للبيئة.

 

ويعتبر هذا المشروع أحد أكبر الإنجازات المنفذة حديثا، حيث تم تنفيذها في حوالي 30 شهر غير شامل فترات تجارب التشغيل وهو معدل تنفيذ قياسي عالمي ، بالإضافة الى  أن المشروع تم تنفيذه في 42 مليون ساعة عمل تقريبا  " أمنة بدون إصابات أو خسائر"،  وبلغت قوة العمالة القصوى المباشرة 6400 عاملا ، منهم 95% مصريين ، ( 75 %  من أبناء بني سويف ) ، بخلاف 5% أجانب (35 جنسية  )، فضلا عن مشاركة 26 مقاول من الباطن في التنفيذ

 

وصلت كميات الحفر التي تم تنفيذها لتمهيد وتأهيل الموقع إلى مليون و760 ألف متر مكعب ، بينما وصلت كميات الخراسانة المستخدمة في المشروع إلى 160 ألف متر مكعب، و21 ألف طن حديد تسليح ،  إضافة إلى 38 ألف طن من المصنعات الحديدية، بلغت كمية الكابلات  مليون و900 ألف متر طولى من الكابلات المستخدمة في التوصيلات والأعمال الكهربائية والفنية.

 

 

ويتكون المشروع من 4 بلوك (دورة مركبة) وكل دورة تنتج 1200 ميجا وات، ليصل إجمالى ما تنتجه المحطة 4800 ميجا وات، وكل بلوك عبارة 2 تربينة غازية و2 غلاية استعادة طاقة وتربينة بخارية، تنقسم المحطة إلى ثلاث مدرجات، تبدأ بالمنطقة الرئيسية التى توجد بها التوربينات، ثم المنطقة الوسطى مروراً بالمنطقة المطلة على النيل.

 

هذا المشروع يؤكد اهتمام الدولة بتنمية الصعيد، وبدء التنفيذ الفعلى لمخطط الحكومة المصرية لتنمية كافة محافظات الصعيد، عبر الاهتمام بتدشين مشروعات البنية التحتية والطاقة وكذلك المصانع الجديدة، التي تهدف إلى تقليل ظاهرة الهجرة الداخلية ونزوح أبناء الصعيد إلى القاهرة، إضافة إلى توفير فرص عمل حقيقية وتحسين مستوى المعيشة للمواطن.