التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:53 م , بتوقيت القاهرة

"المكيرش" شاب سعودى يحيى تراث اجداده فى اقتناء الهجن الاصيلة

جانب من الفيديو
جانب من الفيديو

شهد ميدان سباق ولى العهد للهجن بالسعودية، حضورا لافتا لشباب يحيون تراث الماضى ويعيدون فى الحاضر ما كان فى زمن سابق من اهتمام آبائهم وأجدادهم بالإبل، من بينهم تجربة خاضها بنجاح الشاب "محمد بن ناصر المكيرش"، 33 سنة، الذى دفع بجهد واستثمارات فاقت الـ3 ملايين ريال سعودى فى مجال الهجن ليحافظ على إرث والده فى اقتناء أفضل سلالات الهجن.

قال "محمد بن ناصر"، والذى يشغل منصب المسئول عن استثمارات مجموعة المكيرش بالسودان وشمال أفريقيا، إنه من أبناء منطقة القصيم بالسعودية، ونشأ وتربى فى كنف أسرته ووالده ومن قبله جده الحريصين على ألا تغيب الهجن عن أعينهم، واستطاعوا أن يقتنوا أسماء من سلالات الهجن التى لها شأن واسم فى عالم السباقات، وهذا الاهتمام تراجع مع وفاة والده لعدة سنوات، حتى قرر ابتداء من العام الماضى أن يعيد ومعه أشقائه الاهتمام بالهجن مجددا، واختار عددا من أهم الهجن القوية التى حققت انتصارات ورموز وجوائز فى مهرجان ولى العهد العام الماضى وقام بشرائها بقيمة وصلت لنحو 3 ملايين ريال سعودى.

أضاف أنه يعتبرها مشتريات متواضعة، لكنها على الفور أتت اثرها فى سباق " المؤسس" بدورته الناشئه ، وفى سباق " ولى العهد " هذا العام، وحققت ما كان يخطط له من حضور فى سباقات الهجن حيث حصدت أول المراكز فى واعادت من جديد حماس الشباب من حوله لمزيد من الاهتمام بالهجن، لذا يجهز هذا العام لشراء صفقة اكبر فى إصرار منه على دخول عالم الهجن بقوة اكبر، وبدون تردد خصوصا فى مجال الهجن المنتجة وهى امهات وآباء الهجن الاصيلة، واستطرد " كل هذا يدفعنا لنتمكن من تربية الجديد منها ويشجعنا على الاستمرار ".

وقال إن اهتمامهم كعموم السعوديين بالهجن له مرجعية قديمة حيث للإبل دور كبير فيما وصلت اليه بلادهم اليوم من تقدم، وتطور ونهضة وامن وامان، ولايزال يذكر الأحفاد وجيل اليوم ان المملكة العربية السعودية وحدها المغفور له الملك عبد العزيز على ظهور الإبل التى وصل بها لكل مكان رغم صعوبة تضاريسها ، و كان اهتمام الملك المؤسس وابنائه من بعده بها .

وأشار أن اهتمامهم بالهجن راعوا خلاله أن يتواجدون خلاله فى الميدان مع تواجد وتأسيس وتعميق لهذا التراث فى قلوب أطفالهم الصغار، حيث أقاموا فى العزبة الخاصة بهم للهجن فى منطقة الطائف، مجسمات صغيرة على هيئة ألعاب لميادين السباقات ليتعلم فيها الصغار كيف يبدأون ويديرون الهجن لمن هم دون سن السابعة ومن يكبرهم يتم الدفع به فى تجارب ميدانية للمعيشة مع الإبل والعمل فى إطعامها وتدريبها، واختيار كل طفل وفتى منهم لمطية وتسميتها والعمل على رعايتها، واصطحابهم اثناء السباقات وجعلهم يتقدمون الكبار فى متابعتها أثناء الانطلاق والتنافس .

وأشار" المكيرش" انهم كجموعة أسرية قوامها من الشباب العائد بقوة لعالم سباقات الهجن، لديهم طموح كبير ان يحققوا رقما فى كل بطولات السباقات القادمة ويرفعوا علم بلادهم ويحيون تراث اجدادهم فى ميادين الهجن داخل السعودية وخارجها .

وأضاف أن من بين طموحهم أن يكون لهم تواجد قوى فى ساحات الهجن المصرية، لافتا انهم يرصدون قوة الهجن المصرية ويتوقعون ان تكون رقما مهما فى عالم السباقات خلال المراحل القادمة خصوصا مع اهتمام الحكومة المصرية بها بتخطيط جيد تمثل فى إقامة مضمار عالمى للسباقات فى مدينة شرم الشيخ ، والحضور المؤثر للهجن المصرية فى أول مشاركة بالسعودية خلال فعاليات سباق ولى العهد للهجن هذا العام.

يذكر أن مهرجان ولى العهد للهجن يشهد انطلاقة المرحلة الثالثة والأخيرة من فعالياته واعلن الاتحاد السعودى للهجن ممثلاً باللجنة المنظمة لمهرجان ولى العهد فى نسخته الثانية، أن المنافسات تستمر لمدة 7 أيام متواصلة، على فترتين صباحية تبدأ الساعة السادسة صباحاً، وفترة مسائية تبدأ من الساعة (3:30) عصراً، مشيرةً إلى أن الأشواط الختامية لمهرجان ولى العهد للهجن تتضمن تنفيذ (173) شوطاً (بكار – قعدان) مخصصة لفئات (الحقايق واللقايا والجذاع والثنايا والحيل والزمول).

وشهدت منافسات مهرجان ولى العهد للهجن منذ انطلاقتها مشاركة واسعة من الأشقاء فى دول مجلس التعاون الخليجى والدول العربية والدول الصديقة للمنافسة على جوائزه التى بلغت (52) مليون ريال وهداياً عينية، تنافس عليها مجموعة كبيرة من ملاك الهجن المحلية والدولية التى تضمنت تنفيذ (439) شوطا موزعة على ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى للأشواط التنشيطية بمجموع 218 شوطًا مخصصة لجميع الفئات العمرية، والمرحلة الثانية لأشواط الماراثون والإنتاج والأشواط الدولية والسودانية بمجموع 48 شوطًا، وتأتى الأشواط الختامية فى المرحلة الثالثة والأخيرة بـ 173 شوطًا.

ويُعد مهرجان ولى العهد للهجن الأقوى من نوعه فى المنطقة من حيث ضخامة الحدث، وقيمة جوائزه التى بلغت 52 مليون ريال وعدد (439) شوطاً تنافس فيها أكثر من 11 ألف مطية، وسط مشاركة كبيرة من دول الخليج والدول العربية والدولية.