دعاء المطر : اللهم صيبا نافعا (فيديو)
شهدت شوارع محافظتى القاهرة والجيزة، صباح اليوم الأربعاء، هطول أمطار وفي إطار ذلك يستعرض دوت مصر بعض الأدعية التي وردت عند نزول المطر:
ومن الأدعية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعض ما ذكر في الأثر منها، "اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا، اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، اللهم إنى أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به"،"مطرنا بفضل الله ورحمته"
وورد أيضا "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ
كما ورد عدد من الأدعية "اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار، اللهم اسقينا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغنى ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين،اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها ، وشر ما أرسلت به ،اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته".
حقيقة الدُّعاء الدُّعاء لغةً: هو التوجُّه والطّلب، والدُّعاء اصطلاحاً: هو توجُّه المؤمن إلى ربِّه سبحانه وتعالى بتواضعٍ، وخشوعٍ، وإظهارٍ للحاجة، راجياً من الله تحقيق حاجاته وأمنياته ومُتَطَلّباتِه؛ فالدُّعاء حقيقةً: هو طلبُ العونِ من مالك العون ومليكه الذي بيده كلّ شيءٍ، وإظهار الحاجة والتذلُّل له سبحانه بأن يمنحَ الإنسان ويعطيه من أنواع نِعَمه العظيمة الجزيلة التي يمنحها لمن شاء، وبيده أن يُنعِمُ بها على خَلقِهِ جميعهم من أصناف الخيرِ كلّها.[١] وقد وجَّه الله سبحانه وتعالى الرّسول الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- والمؤمنين للدُّعاء؛ فالله سُبحانه وتعالى قريبٌ من المؤمنين، بسمعه، وبصره، وعِلمه، وإحاطته بكلّ كبيرةٍ وصغيرةٍ، وما يحتاجهُ عبادهُ جميعاً من أصنافِ الخير كلِّها: كثيرها، وقليلها، فقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).[٢] دعاء نزول المطر المطر فضل ونعمة وبركة ومِنَّة من الله على الكائنات جميعها؛ فالماء هو الحياة، وهو سقاية للإنسان والحيوان والأرض، ينتظره النّاس، ويستشعرون الخير بنزوله، ويلجؤون إلى الله تبارك وتعالى أن يمُنَّ عليهم بالخيرات، ويكون ذلك بدعائهم بعض الأدعية عند المطر، ومن الأدعية التي يُسَنّ أن يدعوَها المُسلِم عند نزول المطر: (اللّهُمّ صيِّباً هنيئاً)؛ حيث تروي السيّدة عائشة -رضي الله عنها وأرضاها- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أنَّ النّبيَّ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ- كان إذا رأى ناشِئاً في أفُقِ السَّماءِ، تركَ العَملَ وإنْ كانَ في صَلاةٍ، ثمّ يقولُ: اللّهُمّ إنّي أعوذُ بكَ مِن شَرِّها، فإنْ مُطِرَ قال: اللّهُمَّ صيِّباً هَنيئاً).[٣] الدُّعاء عند رؤية الغيوم والسَّحاب ومِن الأدعية عند نزول المطر أو رؤية الغيوم والسَّحاب، والاستِبشار بنزول المطر: (اللّهُمَّ صيِّباً نافِعاً)؛ فهو دعاء بالخير النّافع الذي يُصيب الأرض فيُثمِر خيراً، ولعلّ دعوةً صادقةً من المؤمن تدفع ضرراً عن المسلمين من ذلك المطر، وتجلب لهم به خيراً، هذا فضلاً عن أجر التمسُّك بهذه السنَّة، وقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه: (كانَ إذا رأى سحاباً مُقبِلًا من أفُقٍ منَ الآفاقِ، ترَكَ ما هوَ فيهِ وإن كانَ في صلاتِهِ، حتَّى يستقبلَهُ، فيقولُ: اللَّهمَّ إنَّا نعوذُ بِكَ من شرِّ ما أُرْسِلَ بهِ، فإن أمطرَ قالَ: اللَّهمَّ صيِِّباً نافعاً مرَّتَينِ، أو ثلاثًا، فإن كشفَهُ اللَّهُ ولم يمطِرْ، حمدَ اللَّهَ على ذلِكَ).[٤] الدُّعاء في حال اشتدّ المطر أمّا الدُّعاء في حال اشتدّ المطر وخاف النّاس ضرَرَه، فمن السُّنّة أن يدعوَ المُسلِم فيقول مثل قول الرّسول -صلّى الله عليه وسلم- حيث كان يدعو بهذا الدُّعاء إذا اشتدّ المطر، فيقول: (اللَّهمَّ حوالَيْنَا ولا عَلَينَا، اللَّهُمَّ علَى الآكَامِ والظِّرَابِ، وبُطونِ الأوديةِ ومنَابِتِ الشَّجَرِ)،[٥] وكان النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يقولُ عند نزول المطرِ: (اللَّهمَّ سُقْيَا رَحمةٍ ولا سُقْيَا عذابٍ ولا بلاءٍ، ولا هدمٍ ولا غرقٍ، اللَّهُمَّ على الظِّرابِ ومنابتِ الشَّجرِ، اللَّهُمَّ حواليْنَا ولا علينا).[٦] الدُّعاء عند سماع الرَّعد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يدعو بدُعاءٍ عند سماع صوت الرّعد، فقد رُوِي:(أنَّه كان إذا سمِعَ الرَّعدَ تَرَكَ الحديثَ، وقالَ: سُبحانَ الَّذي {يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ}[٧] ثُمَّ يقولُ: إنَّ هذا لوعيدٌ شديدٌ لأهلِ الأرضِ).[٨] وفيما يخصّ رُؤية البرق فلم يثبُت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أيّة أدعيةٍ قالها عند رؤيته، بينما الأدعية التي ثبتت فيما يتعلّق بالمطر ومُقدِّماته وتوابعه فإنّها تتعلّق بنزول المطر قبله وبعده، وفي حال اشتداد المطر، وعند سماع صوت الرّعد.[٩].
والسُّنن المُتَّبَعة عند نزول المطر من السنَّة عند نزول المطر أن يتعرّض المسلم للمطر أوّلَ نزوله، فقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يفعل ذلك، فإذا نزل المطر تعرّض له، وكشَفَ ثوبَه عن مَنكبَيْه؛ لأنّ المطر حديث عهدٍ بالله، فجاء في الحديث النبويّ الشّريف: (أصابَنَا ونحنُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مطرٌ. قال: فحَسَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثوبَه، حتّى أصابَهُ من المطرِ. فقُلْنا: يا رسولَ اللهِ! لِمَ صنَعْتَ هذا؟ قال: لأنّه حديثُ عهدٍ بربِّه تعالى)،[١٠].
ومن السنَّة الدُّعاء بالخير عند نزول المطر، ولجوء العبد إلى ربّه تبارك وتعالى بالدُّعاء، والإلحاح عليه فيه. الدُّعاء هِبة الله الدُّعاء هِبةٌ من الله سبحانه وتعالى، فإذا أطلق الله لسان عبده بالدُّعاء فتلك علامة محبّة الله لذلك الإنسان، وحُسْن توفيقٍ منه تعالى؛ ففي الدّعاءِ يتعلّقُ قلب العبد المُؤمن بالله الذي آمن به حقّاً وصِدقاً، وبالدُّعاء تتوثَّق صِلة العبد المؤمِن بخالقهِ تباركَ وتعالى الذي وفَّقه لدُعائه، وطلبه، ومُناجاته سبحانه وتعالى؛ لأنّ المُسلمَ عندما يناجي ربَّه ويرفعُ يديه راجياً رحمته يُوقِن يقيناً تامّاً أن لا حاجزَ بينه وبين الله، ولا وسائط، بل الحبلُ وثيقُ الصّلةِ بالله الخالق عزّ وجلّ؛[١١] فالخالقُ العظيم مُبدعُ الكون الذي بيده الخير كلُّه، ولا يُعجِزُهُ شيءٌ في الأرضِ ولا في السّماء، فيمنحُ ويهب ويرزق ويعطي ما يشاءُ من خيرٍ لمن يشاءُ من عباده وخَلقه، ويشملهُ بشمائله ويُنعِم عليه بواسع نعمائهِ ورحماتهِ.[١٢] الله تبارك وتعالى هو الخالق الرّازق المُنعِم، مُدبِّر شؤون الكائنات جميعاً بحِكمته وقُدرَته وعَظَمته، وهو الذي يملك النّفعَ كُلَّه والضُّرَّ كُلَّه، فلا نافع حقيقةً إلّا بإذن الله، ولا ضارّ إلا بإذنه سبحانه؛ ولذلك كان الدّعاءُ عبادةً،[١٣].
وبما أنّ الدُّعاء عبادةٌ فيجب أن تكون هذه العبادة خالصةً للهِ سبحانه وتعالى، مثلها مثل أيِّ عبادةٍ أُخرى، كالصّلاة، والصّوم، فكما أنّ الصّلاة تكون لله وحده لا شريك له؛ لأنّ الصّلاة عبادةٌ، فكذلك الدّعاء يكون لله وحدهُ لا شريك له؛ لأنّ العبادةَ لا تكون إلا لله وحده لا شريك له.[١٤]