كلنا سيرى ملك الموت .. خبايا وأسرار العالم الغامض
متى نموت؟ كيف نموت؟ هل سنتحمل سكرات الموت؟ بل هل تمر يسيرة علينا؟ سنموت فى البيت أم فى المستشفى أم فى حادث؟ أسئلة محيرة عن الموت تبقى دون إجابات مادمتَ حيِّا، بل لا يجرؤ كائن من كان أن يجيب عنها ليفك طلاسم الموت وعالمه الغامض.
أول عمل كان لملك الموت من قبل الله تعالى هو جمع كل أنواع التربة من الأرض حتى يخلق الله آدم أبو البشر، وملك الموت أو "عزرائيل" معناها من عينه الله لقبض الأرواح وهو آخر مخلوق يموت بعد أن يقبض أرواح الجميع، البشر والملائكة وكل كائن خلقه الله.
كلنا سيرى ملك الموت، أحدنا يراه أثناء قيادة السيارة، وآخر يراه أمام أو وسط البحر، وثالث يراه جالسا على مكتبه، المهم أننا جميعا سنراه، فكلنا سنقبل على الموت، فنموت كما مات آباؤنا، وأجدادنا إلى آخر عضو فى سلسلة القرابة".
عندما يرى المحتضر ملك الموت يصاب بانهيار فى كل حواسه، فهو لا يقاوم ويستسلم ويستعد لتوديع الجسد وخروج الروح، فيحصل لديه غثيان وتحضر السكرات، فهو لا يقوى على الكلام فيسمع ولا يستطيع أن يرد، ويرى ولا يستطيع أن يعبر، ويحصل لديه ارتباك بالقلب وعدم انتظام ضرباته، فيصحو أحيانا ويغفو أحيانا حتى تخرج الروح إلى بارئها.
عندما تخرج روح الإنسان أول ما يتبعها البصر، فنجده "البصر" شاخصا مرتفعا أو قد تغلق العينان، ثم تنحرف الأنف إلى الجهة اليمنى، أو اليسرى، وترتخى الأعضاء بشكل عام، فيما ترتخى عضلات الفك السفلى بشكل خاص، ويكون القلب في حالة سكون، فتتوقّف ضرباته، ويميل الجسد إلى البرودة، ويلتف الساق الأيمن على الساق الأيسر، أو العكس.
يمكن للمحتضر أن يأسف على أشياء لم يكن يعى أهميتها، حيث يبدأ التفكير فى أحلام لم يستطع تحقيقها، بل أسوأ من ذلك، أنه لم يعش أبدا، فجأة لا يدرك إلا الموت فيعرف أنه ليس جميلا، ليس سهلا، ليس لينا، فهو أصعب ما يلاقيه الإنسان فى حياته، فالموت قاس ومؤلم.
يحاول كل من حضرته الوفاة أن يحيد عن الموت بطرق شتى، فهذا يذهب للطبيب وهذا يحاول تهدئة الشعور بضيق التنفس من خلال الشهيق، وآخر استخدم المحاليل الطبية ضد الشعور بالعطش، ورابع يضع مكعب شاى مجمد على لسانه، ثم إنهم جميعا يموتون.. خبايا وأسرار أخرى تتعرف عليها فى الجزء الثالث من أسرار مثيرة عن الاحتضار وخروج الروح.