التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 03:51 م , بتوقيت القاهرة

جسم الإنسان نظام يتعطل بالموت فقط.. أسرار مثيرة عن الاحتضار

الموت - أرشيفية
الموت - أرشيفية

الموت حاضر فى كل الأرجاء، نراه كل يوم فى الصحيفة، وكل مساء فى التلفاز، وعلى مدار اليوم فى الإنترنت؛ ورغم ذلك فإننا نعجز عن كشف حقيقته حتى الآن، وحسب خبراء الإحصاء فإن تاريخ البشر يعود إلى نحو 8000 جيل، وأن الآدميين الذين عاشوا وماتوا على الأرض وصلوا إلى نحو 200 مليار إنسان.

الأطباء ومتعهدو دفن الموتى "التربى" ومقدمى الرعاية الروحية وأهل المتوفى، الجميع يشهدون الموت ومراحله المختلفة، حيث الآليات الجسمانية تلك التى تسبق الموت، فالدم لا يكاد يصل إلى الأصابع أو أطراف القدمين، فهو مطلوب فى مكان آخر فى جسمك ، فى الرأس، فى القلب ، حيث تقع الرئة والقلب والكبد، فتبرد القدمان، ويصبح التنفس ثقيلا، وتتلاشى الحواس، ويبدأ جسمك يودع الحياة، آذنا بخروج الروح.

هل تخيل المحتضر أن ما حدث لتوه الآن، سيحدث لآخر مرة، فمن مات أمام البحر هل علم أنه سيقف آخر مرة أمام البحر، وآخر مرة فى الجبال، وآخر مرة فى العمل، وفى قيادة السيارة، وآخر مرة ينام فيها مع الإنسان الذى يحبه، وآخر مرة دفع فيها فاتورة فى مطعم".

أى مكان تتجه إليه عين المقبل على الموت - بصرف النظر عما يقوم به - فالموت يخيم على جميع أفعاله، الأمر الذى يظهر جمال الحياة، فيبدأ عالمه فى التلاشي، وتصبح وتيرة أنشطته أصغر فأصغر، فيجد نفسه يودع الأماكن، ويودع الأشخاص، ثم فى النهاية يودع نفسه ذاتها.

فجسم الإنسان نظام تم تصميمه ليتعطل يوما ما بالموت، فهو أكثر تعقيدا من أى مفاعل حيث يحوى أكثر من 200 عظمة وأكثر من 600 عضلة، وقلب يدق أكثر من 100 ضربة فى الدقيقة، ورئة تتنفس آلاف المرات يوميا، ومخ به نحو ثلاثة أرطال من الأنسجة، فأنت تتكون من مليارات من الأجزاء بالغة الأهمية المكونة فى جسمك، بعضها يصلح نفسه بنفسه على مدار الحياة، وبعضها يوجد بشكل مزدوج، مثل الرئتين، والكليتين، وقناة فالوب والخصيتين، فأنت لست آلة بسيطة، بل نظام معقد ينتهى بالموت، مزيد من التفاصيل تتعرف عليها فى الجزء الثانى من أسرارا مثيرة عن الاحتضار وخروج الروح .

المصدر كتاب "هكذا نموت" للصحفى الألمانى رولاند شولتس.