التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:16 م , بتوقيت القاهرة

البابا تواضروس بعد أزمة رهبان أبو مقار: واحد يغلط مش مشكلة لكن نظام الرهبنة نقى

خصص البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية للحديث عن الرهبنة مؤكدًا أن الكنيسة تحتفل بصوم العذراء، وسط الأحداث الواقعة فى الكنيسة  مضيفًا: نتذكر أمنا العذراء كأم لكل البتوليين، ونتذكر صورتها وسيرتها وشخصيتها هى النهج الذى على أساسه قامت الحياة الرهبانية والديرية.

وتابع البابا تواضروس فى عظته التى القاها من الكاتدرائية : مصر أصل الرهبنة ولا تنسوا هذا التاريخ ، ولا تعتقدوا إني أتحدث عن "حاجة قديمة وراحت بل ستظل مستمرة بعقيدة التسليم والتسلم من جيل لجيل ، مضيفًا : أيها الحبيب لا تنظر لضعفات أشخاص، واحد أو اثنين يخطأوا مش هي دى القضية لأن النظام نفسه نقه

وأشار البابا: في ناس بتغلط ومش كل الناس تقدر على الرهبنة، وفي ناس بتيجي تقولي عايز اترهبن وأقول لهم الرهبنة لا تناسبكم ، لأن الرهبنة حياة صعبة جدا ولا يقدر عليها أي أحد لذلك تحتاج نفسية خاصة وقامة روحية خاصة، فالآباء لا يدخلون الدير لكى يبدأون، بل لكى يستكملون حياتهم الروحية، والنذر الأول فى هذه الحياة هو الفقر الاختيارى.

 واستكمل البابا تواضروس: نتصفح التاريخ المسيحى المصري الذى امتد لقرون، من أيام مرقس الرسول وتأسيسه لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية التى تزعمت العالم المسيحى فى اللاهوت وتفاسير الكتاب المقدس، كانت مدرسة ذائعة الصيت، ظهر فى تاريخ الكنيسة أبطال وعمالقة فى اللاهوت والآبائيات والكتابيات والحياة الكنسية وسلمونا ميراثا غنيا وتواكب هذا مع عصور الاستشهاد

وتابع البابا فى عظته: غيرة الأقباط، خافوا لئلا تفقدهم الراحة قوة الإيمان، بعد أن كان الاستشهاد بالدم، بحثوا عن صورة أخرى من صور الاستشهاد، فظهرت الرهبنة، وصار هذا النموذج فى الحياة، نموذج لناس تتفرغ لتعيش الحياة المسيحية حسب أصول الانجيل، وظهر أول راهب فى العالم من مصر من قمن العروس وهو القديس انطونيوس الكبير، أب جميع الرهبان.

 واستطرد: نفتخر كمصريين، لأنه أسس الرهبنة التى انتقلت من مصر لكل العالم، وهناك آلاف من الأديرة تحمل اسمه، الحياة الرهبانية لم تقتصر على منطقة واحدة فى مصر بل فى مواضع كثيرة، مثل القديس مكاريوس الكبير، والقديس باخوميوس أب الشركة، والقديس الانبا بولا، وانتشرت الحياة الرهبانية.

وواصل: من كثرة الأديرة فى التاريخ المصرى، لم يجدوا أسماء جديدة لها، فأطلقوا عليها الأرقام، كالدير التاسع الذى يبعد عن الإسكندرية 9 كم، مثلا والدير العشرين الذى يبعد 20 كم فمن يراجع الخريطة سيجد آلاف الأديرة متناثرة فى ربوع مصر، ويكفى أن تعلموا أن وادى النطرون سميت الأسقيط أي مكان النسك، وقبلها منطقة القلالى، وصارت هذه المناطق دار للحياة النسك، وظهر عشرات القديسين، ولا تنسوا هذا التاريخ، وأصبحت الأديرة القبطية محط أنظار العالم، وكانت جامعات فى الحياة الانجيلية، فمن يقرأ تاريخ الرهبنة، يدرك إن العشرات جاءوا من كل حدب وصوب للتعرف على حياة الرهبان الأوائل

ونعى البابا تواضروس فى عظته، وفاة من وصفه بأستاذ الأجيال، موريس تواضروس وهو أستاذ في الكلية الأكليريكية وقال عنه : رغم علمه الغزير كان متواضعا وغيورا على الإيمان والحق، ووالده كان كاهنا يخدم في الأقصر، والتحق بالكلية الاكليريكية عام 1946 وكان تلميذ حبيب جرجس، وتخرج من قسم الفلسفة جامعة القاهرة وحصل على ماجستير الفلسفة، والتحق بجامعة سالونيكي اليونانية وحصل على درجة الدكتوراة فى موضوع الشخصية الإنسانية عند بولس الرسول، كان عالما وأستاذا ورئيسا لقسم الكتاب المقدس بالكلية الإكليريكية، وأشرف على عشرات من رسائل الماجستير والدكتوراة

وأشار البابا :  لقد مثل تواضروس الكنيسة فى مؤتمرات كثيرة، وله عشرات الكتب والمراجع، وزوجته توفيت من 5 أشهر فقط، ولكن كان يخدم لآخر وقت فى حياته