التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:12 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو.. رئيس البعثة الألمانية المصرية يسرد لحظة اكتشاف ورشة تحنيط سقارة

 

الاكتشافات الجديدة أصبحت أسلوب حياة فى وزارة الآثار، فلا يمر شهر حتى يتم يقوم الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، بالإعلان عن اكتشاف أو أكثر، ومنذ أيام تم الإعلان عن اكتشاف أول ورشة للتحنيط، والتى تحتوى على العديد من الأسرار  والمحتمل إعلانها فى موسم الحفائر الجديد، والذى يبدأ فى أكتوبر المقبل، ولهذا أراد "اليوم السابع" معرفة كواليس ذلك الاكتشاف، وبالفعل تواصلنا مع الدكتور رمضان البدرى، رئيس البعثة المصرية الألمانية، ليسرد لنا ما حدث بالتفصيل.

فى بداية الحديث قال رمضان البدرى، إن البعثة المصرية الألمانية من جامعة توبجن بدأت العمل بموقع جنوب هرم أوناس فى مارس 2016، والمنطقة كانت مشهورة بمجموعة مقابر يعرفها الناس بأنها مقابر عصر الصاوى، اكتشفها عالم الآثار الفرنسى ماسبيرو مدير مصلحة الآثار آنذاك، حيث عمل بالمنطقة فى نوفمبر 1899 وحتى يناير 1900م، وعثر على مقابر تعود إلى الأسرة الـ 26 فى هذه المنطقة.

وأوضح رئيس البعثة المصرية الألمانية، أن المنطقة مشهورة للغاية وكانت مفتوحة للزيارة، وهى عبارة عن آبار عميقة وفى نهاية كل بئر هناك حجرة دفن وحجرات الدفن بها نصوص دينية مسجلة على الجدران وتعرف باسم نصوص الأهرام، وكانت تحقق معدلا كبيرا فى الزيارة حتى عام 1996، وتم غلقها بعد ذلك، ورغم أن المقابر معروفة لم يتم تسجلها ولا نشرها علميًا، وفى 2012 وبالاتفاق مع جامعة توجهن وتمويل من هيئة البحث العلمى حصلت على منحة لتنفيذ مشروع ترميم فى الأصل وتوثيق ونشر علمى لهذا المقابر التى اكتشفها ماسبيرو 1899.

ويقول الدكتور رمضان البدرى، أن الهدف الأساسى للبعثة المصرية الألمانية كان ثلاثة عناصر "الترميم لمقابر اكتشفت من 117 عاما بالتحديد، والتوثيق والنشر العلمى"، وذلك فى إطار ما أؤمن به أن الآثار المصرية فى الوقت الحالى، وبعد 200 سنة من علم المصريات تحتاج إلى جولة ثانية من التوثيق والترميم للآثار التى تم اكتشافها من 100 عام، مع تنفيذ تقنيات العصر الحديث منها التسجيل الرقمى مع تطبيقات الليزر سكان "المسح بالليزر" والتصوير ثلاثى الأبعاد"، وهذه من ضمن التقنيات الجديدة حتى نسجل هذه المقابر الثلاثة.

وأوضح رمضان البدرى أن الخطوة الثانية فى المشروع هى تنظيف المنطقة حول هذه المقابر وعمل خريطة مساحية لموقع هذه المقابر، ومع هذه اللحظة بدأنا فى المرحلة الثانية من المشروع وهى مرحلة استكشاف، لأنه اتضح أن ماسبيرو لم يكن قد استكشف كل المنطقة جنوب هرم أوناس واكتفى بـ 3 مقابر بالمنطقة، وهما فى الحقيقة كنوز من المقابر وتوابيت من البازلت منقوشة وأوانى كنوبية وتمائم ذهبية، إضافة إلى النصوص على الجدران.

ويستكمل رئيس البعثة حديثه قائلا: ومن حسن الحظ أن مناطق الرديم التى كان يردم فيها ماسبيرو مجاورة لهذه المقابر ومعنى ذلك أن كل الرديم الذى كان يحمله يضعه تحت قدميه وبالتالى يخفى مناطق أثرية أسفله، وخلال عمل خريطة مساحية لـ 3 مقابر، بدأنا التنظيف وبالتحديد فى متر واحد جنوب المنطقة التى توقف عندها العالم الفرنسى، بدأنا نكتشف مجموعة مبانى للتحنيط، ونسميها فى الحضارة المصرية بئر خبيئة المحنط، وورشة للتحنيط وبداخلها بئر كبير ودفنة عمومية يدفن فيها البشر بعد الانتهاء من أعمال التحنيط، ومن الواضح جدا أن المكان يوضح الفروق الاجتماعية والاقتصادية بين الناس قديمًا لكل من دفن فى هذا البئر.

وعن أهمية المكان، قال رمضان البدرى إن هذه أول مرة نكتشف مكانا يختص بالتحنيط، ووجدنا فيها أسماء زيوت تحنيط موجودة على الأوانى الفخارية الموجودة داخل الورشة، ولدينا الآن مشروع تحليل بقايا المواد الموجودة داخل الأوانى الفخارية، ونستطيع التعرف على التركيبة الكيميائية لكل زيت.

وأشار إلى أن التحنيط كإجراء وأسلوب له أنواع كثيرة وليس نوع واحد فقط، وهو فى الأصل عملية اقتصادية بحتة إلى جانب كونها طقسا دينيا، لكن العنصر الاقتصادى متحكم بها بشكل كبير، حيث إن هناك اختلافا كبيرا بين المواد المستخدمة، وكل نوع من التحنيط له تكلفة محددة، وموضوع التحنيط كبير ومتشعب، وما يخصنى فى البحث العلمى الخاص بى وهو التعامل مع المبنى والأدوات المكتشفة، ونلجأ خلال العمل لعلوم مساعدة وهى الكيمياء حتى نعرف التركيبة الكيميائية للزيوت التى نقرأ أسماءها وهى مدونة على الأوانى فنعمل على الحفائر والتحليلات الكيميائية للزيوت.

وأوضح أن من أجمل ما تم اكتشافه أيضا البئر الملحق بهذه الورشة ويبلغ عمقه 30 مترا، وتوجد به دفنات على أعماق متباعدة وأظن أن هذا البئر استخدم للدفن خلال الأسرة 26 و27، بمعنى أن الفترة من 664 ق . م، وحتى 404 ق . م، حوالى 150 سنة هذا البئر يستخدم مكان للدفن، فعمر هذه المؤسسة هى فى الأصل مؤسسة اقتصادية، لأن البعد الاقتصادى لمرحلة التحنيط مهم جدًا، وكانت الورشة تعمل مشروع "بيزنس" ويتم بداخله خلق مساحات للناس حتى تدفن به وكل واحد حسب قدراته الاقتصادية، فيوجد أشخاص تم دفنهم فى حجرات خاصة بها تحتوى على أموانى من الالبساتر وتمثال اوشابتى وتمائم، ومعنى ذلك أن أهل الشخص المدفون سددوا مبلغ كبير عند الدفن،  ويوجد آخرون مدفونون قبل بعضهم، وهذا يوكد أن ورشة التحنيط كانت مؤسسة مفتوحة لكافة الطبقات، وكل واحد حسب قدراته المالية.

ويوجد داخل غرف الدفن المكتشفة حالة غريبة للغاية وهو وجود عم وابن أخيه داخل حجرة دفن خاصة  بعيدة عن كل الناس التى تمت دفنها فى البئر، ويوجد أيضا حالة أخرى لسيدة تدعى طاتيحور وتعنى "هبة حورس"، دفنت بحجرة خاصة بها داخل تابوت حجرى كبير مساحته 285 سم × 135 سم فى ارتفاع 165 سم، تابوت ضخم وهو تابوت لم يفتح بعد، ولا نعلم من موجود فيه، ومع استئناف عمل البعثة مرة أخرى سيتم فتحه ومعرفة محتوياته، لافتا إلى أنه وجد مع التابوت 400 تمثال من الاوشابتى و12 إناء صغير وأوانى الزيوت المستخدمة فى أعمال التحنيط.

كما أن اكتشاف ورشة التنحنيط تجعلنا ننظر على المجتمع المصرى القديم والذى يؤكد أنه مجتمع مماثل لنا فى الحياة الاجتماعية والطبيقة وتأثير ذلك على ما تركوه، كما أنه مهم للغاية لاحتواء الكشف على 6 حجرات دفن لم يتم لمسهم نهائيًا، ولكن ليس دائما أن توجد بحجرات الدفن تمثايل من الذهب، وفى الغالب أن حجرات الدفن تكون فقيرة للغاية، والحالات التى نتعامل معها فريدة من نوعها، وذلك حسب الاجتماعى مع الناس.

وعن العمل والتعاون فى البعثة بين الألمان والمصريين، أوضح أن الجانب الألمانى أو الجامعة الألمانية من امهر العاملين فى مجال الآثار، والباحثين فى الآثار هو الحفاظ على مصدر المعلومة، ومصدر المعلومة هو المقابر، والنصوص المسجلة عليها، ولهذا يجب ترميمها، فالجانب الألمانى يقوم بالحفاظ على مصدر المعلومة فى مصر والمشاركة فى تطوير علم المصريات كعلم من العلوم الإنسانية، وهو أهم علم يفهم منه الإنسان كيف يفكر ويعيش، ويحظى باهتمام فى العالم، ولابد من دمج الأجانب والمصريين لفهم العلوم الأثرية ، وهذا ما نقدمه فى البعثة الألمانية المصرية والتى تتكون من 25 أثرى ومرمم من وزارة الآثار، ونقوم بتدعيم ما ينقص العنصر المصرى بالعنصر الألمانى من جامعة توبنجن بتوافر التقنيات، والذى يتكون من 7 أفراد، والكل لديه أمل وطموح.

وأشار إلى أنه أحد تلاميذ عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، والذى كان صاحب الفضل عليه عندما قام حواس بالاتصال بجامعة أمريكية حتى يستطيع الحصول على منحة دراسية، لافتا إلى أنه التقى بمن يمد له يد العون وأمن بخبرته فى عالم المصريات، وذلك بإيمان حواس بأنه لابد أن يكون لدى مصر أثريين متميزين، ولذلك اكد أنه يعطى هذا الدين للشباب الذين يعملون فى وزارة الآثار.

وأكد ما تعلمه يحاول ان يعلمه  شباب الأثريين فى مصر، ولا يصح أن نقول أن علم المصريات لا يصلح بأن يدرسه أجانب، لأن الأجانب سبقوا فى فكرتهم علم المصريات، وحتى نتعلم لابد أن ننزاع من أنفسنا أننا علماء فنحن باحثين ونبحث عن العلم فلا أحد يملك العلم، وما يحدث هو أننى أعطى الفرصة التى اتخذتها من قبل للأثريين المصريين ليشاركوا فى حركة العلم ومعرفة الآثار المصرية، وللأسف يتم تداول علم المصريات على أنه خرافة، وهناك تجهيل للحضارة المصرية تحت نزعة الوطنية التى ليس لها أى أساس، ويجب أن يخضع للنقد العلمى.

لمزيد من الفيديوهات الإخبارية والرياضية والسياسية والترفيهية زورا قناة فيديو 7 على الرابط التالى..

https://www.youtube.com/channel/UCbnJMCY2WSvvGdqWrOjo8oQ?disable_polymer=true