كلما ذكروا "قوة مصر الناعمة" اختصروها في الأشخاص، أو الرموز، متناسيين الجانب المهم لقوة مصر الناعمة، ألا وهو "الأماكن"..البيوت، المدن..المعالم..والحضارة.

وإذا ذكر البعض هذه الأماكن ضمن ما يذكر عن قوة مصر الناعمة، فأنه ينسى المحافظات المهمة في بلادنا، ويتذكر فقط المحافظات السياحية، أو العاصمة، فيسلط كثيرون الضوء على شرم الشيخ، أو الغردقة، وتعقد هناك مؤتمرات الشباب، ومؤتمرات سياسية، أو تتحدث البرامج الدعائية عن أهم عجائب الدنيا السبعة التي تحتضنها الجيزة، ألا وهي الأهرامات، أو يتم الترويج للإسكندرية باعتبارها ثغر البحر المتوسط الساحر.

مؤخرا نجحت محافظة أسوان أن تخطف البريق من العاصمة، بعدما احتضنت فعالية مهمة، حضرها الفنانون الكبار ألا وهي مهرجان أسوان الدولي الثاني لأفلام المرأة، وهو المهرجان الذي حضره من بين من حضروه، الفنان الأمريكي المهم داني جلوفر، والمناضلة الجزائرية جميلة بوحريد.

أهل مصر طيبون..وأعلنت نفسي نوبيا..بهذه الكلمات اختصر النجم العالمي داني جلوفر انطباعاته عن مصر، خلال رحلته القصيرة إليها التي زار فيها أسوان، للمشاركة في فعاليات مهرجان أسوان الدولي الثاني لأفلام المرأة.

وكرمت إدارة المهرجان داني جلوفر وزوجته إيليان كضيوف شرف، ونظم المحافظ اللواء مجدي حجازي رحلة نيلية لداني جلوفر وزوجته وسط المزارات السياحية والجزر النيلية، تمتعا فيها بالطبيعة الخلابة، واحتفلا بالأغاني النوبية.

ما سبق ليس هو الوحيد بل شاركت أيضا في نفس المهرجان المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد، التي كان لها عدة محطات في جولتها بأسوان، لكن الملاحظ هنا، أن الكل ذهب إلى جميلة، في أسوان، ذهبت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، بحكم ضرورة وجودها في فعالية المهرجان الفنية المهمة، وذهبت الدكتورة مايا مرسي الأمين العام للمجلس القومي للمرأة بحكم خصوصية قضية المهرجان، وتعلقه بقضايا المرأة، وذهبت السفيرة ميرفت التلاوي، إضافة إلى كوكبة من نجمات الفن.

اختيار أسوان لإقامة الفعاليات الثقافية اختيار ذكي، فهي المدينة التي تحوي آثارا مهمة، وموضع التقاء حضارتي مصر والسودان، وهي أيضا تمثل جنوب مصر، بعاداته وتقاليده، وإرثه الثقافي المهم، وهي في منتصف الصحراء، بمثابة "الأعراف" بما يمثل ذلك من إلهام تراثي، وثقافي، أسوان هي النوبة، وهي الصعيد، وهي أيضا موضع ثقافي وفني، يلتقي فيه النحاتون، خلال فعاليات "سمبوزيوم النحت" الذي انطلق من يوم 21 يناير، وتستمر فعالياته حتى 9 مارس.

ومثلما تعقد في أسوان فعاليات ثقافية وفنية مهمة، تعبر عن جانب البلاد الحضاري، وقوتها الناعمة، تشهد المحافظة أيضا نشاطا طبيا كبيرا، وآسرا ألا وهو مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض القلب، وهي المؤسسة التي تم تدشينها عام 2009، فاتجهت أنظار الناس إليها بأمل، ورجاء، مرة أخرى اتجهت أنظار الناس إلى أسوان، وتعلقت قلوبهم بالنجاحات الطبية المأمولة على مركز أسوان للقلب، هذا رافد آخر من روافد قوة أسوان الناعمة، التي جعلها مدينة في أقصى جنوب مصر، لكنها بقعة إشعاع حضاري مهمة، إليها تشخص الأبصار وتشكل سمعة البلاد الطيبة.

اقرأ أيضا

محمد صلاح..محقق الوعود..جابر الخواطر..ورسول البهجة