التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:16 ص , بتوقيت القاهرة

من "القفز فوق السور" إلى "الإدمان".. كيف ضاعت أنوثة التلميذات؟

دقات الساعة تعلن السابعة صباحًا، الفتاة تستيقظ سريعًا من النوم، تناول وجبة الإفطار لا يستغرق أكثر من عشر دقائق، تذهب لارتداء ملابسها واستعراض جمالها أمام المرآة "كام دقيقة"، ثم تهرول للاحق بموعد دخول المدرسة قبل حجب الطالبات المتأخرات، مشهد يومي مألوف تعيشه فتيات المدارس المصرية صباح كل يوم في القاهرة والمحافظات،  إلا أن الغير مألوف أن تتحول الفتاة بمرور الوقت من كائن "رقيق" إلى مصدر ذعر في أروقة التعليم.


"الهروب من فوق السور"


مؤخرًا تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مقطع فيديو، يرصد قيام فتاة بالهروب من أعلى سور المدرسة، وبالرغم من ارتفاع السور الكبير إلا أن ذلك لم يمنع الفتاة من القفز، ما كاد يعرضها للكسر أو لإصابات أكثر خطورة، ما أثار استياء مشاهدي الفيديو، معتبرين ذلك بمثابة ضياع لأنوثة الفتاة التي أتت بفعل ينكره الناس على الشباب.



خناقة بنات


كنا نعتقد صغارا أن الخناقات حكر على الرجال، فكنا نعرف أن "الجنس الناعم ناعم والجنس الخشن خشن"، إلا أن عددا من الفتيات قررن الخروج عن القاعدة، ففي مطلع العام الجاري، تداول نشطاء "فيسبوك"، مقطع فيديو يظهر قيام فتاتين بالتشاجر مع بعضهما "خناقة موت" داخل أسوار المدرسة، وسط صرخات زملائهن الذين حاولن إنهاء التشاجر بأي شكل، ما دفع  لمطالبة مدير المدرسة بالتحقيق مع الفتاتين لمنع تكرار نفس السيناريو.


 



 


الإدمان


يعد شبح الإدمان واحدًا من المشاكل الأخطر التي لاحقت عددا كبيرا من طلاب المدارس (شباب وفتيات)، ولعل أشهر الوقائع داخل أروقة التعليم، ما شهدته مدرسة حدائق القبة قبل عامين تقريبًا، عقب تعاطي الطالبات مادة الترامادول المخدرة بحجة مساعدتهن على السهر والمذاكرة لمدة أطول، وبعد تعاطيه عدة مرات تحول "الترامادل" من مادة تساعد الفتيات على المذاكرة إلى سم يطاردهن.


الكارثة الكبرى أن بائعة المادة المخدرة كانت من بين طالبات المدرسة، واستطاعت إقناع زميلاتها بتعاطي "الترامادول"، لأنه ليس له آثار سلبية، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق.


الإدمان


الغياب الأسرى وهوس المساواة


طرحنا على الدكتور محمد مهران، أستاذ علم النفس بجامعة بنها، أفعال التلميذات الأخيرة، فقال إن هوس المساواة بين الجنسين كان سببًا كافيًا في تصدر هذه المشاهدة للعلن، ففي الوقت الذي تتسم فيه الفتاة بالأنوثة، تسعى أخريات إلى إظهار مدى قدرتهن على القيام بأفعال الشباب بالمثل ودون تخوف.


وأضاف "مهران": يجب غرس العادات والتقاليد في البنت منذ نشأتها، فبعض هذه الحالات تعاني من سوء تربية في الأساس أو انفصال الزوجين، أو مشاكل منزلية جعلت أولياء الأمور غير مهتمين بغرس العادات والتقاليد السلمية داخل البنت، ناصحًا أولياء الأمور بضرورة تربية الفتاة بحزم عن الولد.


واتفقت معه في الرأى الدكتورة سعاد عبد المنعم، خبيرة السلوك، ملقية الضوء على أن هذه التصرفات الشاذة التى تقوم بها بعض الفتيات ناتجة عن البيئة التى تربت فيها، مشيرة إلى أن غياب الرقابة الأسرية كان السبب الأكبر في ظهور هذه المشاهد.


وطالبت "عبد المنعم" بتشديد الرقابة على الفتيات خاصة في مراحل الإعدادي والثانوي، لأن هذه الفترة تكون الأخطر على الفتيات سواء في مرافقة أصدقاء السوء، أو "تقليد" أعمى لأفعال كارثية.


 


اقرأ أيضًا..


طلاب المدارس ثروة اقتصادية تدعمها الدولة


البداية من أسوان.. تعرف على تفاصيل منهج الطاقة المتجددة لطلاب المدارس